اقتحمت صباح أمس عدد من السيدات أمهات السجناء بسجن الفيوم العمومي، المؤتمر العام الذي عقده اللواء محمود عاصم محافظ الفيوم الجديد، ليؤكدن تعرض أولاهن لعمليات تعذيب جماعية، بعد أحداث تمرد شهدها السجن مؤخرًا، ما أدى إلى إصابتهم بحالة من الإعياء الشديد. وطالبت الأمهات- اللاتي تمكن من اختراق كافة الحواجز الأمنية وعناصر القوات المسلحة التي حاولت منعهن من الدخول- بإحالة جميع السجناء إلى الطبيب الشرعي لإثبات ما بهم من إصابات وعاهات، وطالبن بمحاكمة مدير أمن الفيوم ومأمور السجن ورئيس مباحث سجن الفيوم وجميع ضباط السجن. وأكدت إيمان محمد السيد والدة النزيل محمد مجدي موسي ل "المصريون"، أنها ذهبت لزيارة ابنها بسجن الفيوم العمومي فوجدته في حالة إعياء تام ووجدت علي جميع أنحاء جسده آثار التعذيب والضرب وإصابات تسببت في عاهات مستديمة وأضافت: شاهدت بنفسي جميع المساجين بدون ملابس ومكبلين من الخلف وظاهرة على أجسامهم آثار الضرب والتعذيب، وجميعهم أكدوا تعرضهم لعملية تعذيب جماعية داخل السجن على يد قوات الأمن. وأضافت السيدة سليمة، والدة السجين أيمن حلمي عبد الواحد أن ابنها متهم في قضية شيك بدون رصيد وحكم عليه بالسجن خمس سنوات أمضى منها أربع سنوات وكان مقررا أن يخرج في العفو بتاريخ 3/3/2011، ورغم أن خرج من السجن أثناء الثورة لكنه ذهب وسلم نفسه للسجن ومع ذلك فوجئت أثناء زيارة ابنها بقيام الضباط بالتعدي عليها بالسب والقذف والإهانة ومنعها من إدخال أي أكل أو شرب او ملابس لابنها، كما قاموا بحرق الملابس التي كانت بحوزتها ومنعوا دخولها لابنها، وألقوا بالوجبات التي كانت تحملها له علي الأرض وأتلفوها. وتابعت: عندما شاهدت ابني بعد بكاء وإلحاح شديدين خرج عليّ متجرد من جميع ملابسه وعليه كل ألوان التعذيب، وأكد لي أن قوات الأمن أدخلت عليهم فرق تسمي فرق التأديب قاموا بتعذيبهم لمدة ثلاثة أيام متواصلة، حتى مات أكثر من 18 سجينًا داخل السجن وأصيب أكثر من 2000 آخرين، بحسب روايتها. وكانت "المصريون" تلقت في وقت سابق اتصالات هاتفية من داخل سجن الفيوم العمومي من أحد السجناء تحدث خلالها عن تفاصيل عمليات تعذيب جماعي لجميع المساجين، وعلى إثرها تقدم أقارب نزلاء سجن الفيوم العمومي ببلاغ عاجل للنائب العام المستشار الدكتور عبد المجيد محمود حمل رقم 6859 لسنة 2011. وأكد أهالي السجناء أن ذويهم يتعرضون لحالات تعذيب جماعي بالضرب والسحل والصعق بالكهرباء، بعد أحداث التمرد الأخيرة التي شهدها السجن وتمكنت قوات الأمن بمساعدة عناصر من القوات المسلحة من السيطرة عليها. وأكد النزلاء ل "المصريون" أن هناك حالات إصابة خطرة تحتاج لدخول العناية المركزة وهم محمد حسن محمد أحمد ومحمد جلال محمد وعرفه محمد مبروك وعصام علي حسن واسماعيل علي حسن ومحمد حامد أحمد وسامح شعبان قطب ومحمد أحمد أبو العلا وتيسير حسين محمد وفتحي إبراهيم عبد الشكور جدير بالذكر أن سجن الفيوم كان قد شهد حالة تمرد كبرى داخل عنابر السجون بسبب عدم استجابة إدارة السجن لمطالبهم، وخاصة حسن المعاملة وتطبيق مبادئ حقوق الإنسان، بالإضافة إلي حقهم في العفو العسكري الصادر من المجلس الاعلى للقوات المسلحة بمناسبة عيد تحرير سيناء. ودفع هذا الأمر مجموعة من النزلاء إلى إثارة السجناء الآخرين وقاموا بإحداث تمرد وشغب داخل أحد عنابر الإعاشة ورفضوا دخول عنابر السجن كما قاموا بتحطيم أبواب الزنازين والأبواب الخارجية وإشعال النيران بداخلها. وتمكن عدد كبير الخروج من عنابر السجن والوصول للبوابة الرئيسية للسجن لكن قوات الأمن قامت بإطلاق الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش لاستعادة النظام، وبعد تطور الأمور وتجمع عدد كبير من أولياء أمور المساجين اضطرت القوات المسلحة إلي تطويق السجن والسيطرة التامة عليه وإعادة المساجين إلى عنابرهم. لكن إدارة السجن حسب تصريحات السجناء قررت معاقبتهم على فعلتهم فقامت بتعذيبهم داخل العنابر، حيث قالوا إن إدارة قامت بعملية تعذيب جماعي للسجناء خاصة العنبر 6 و 9 و 10 وبلغ عدد المصابين أكثر من مائة مصاب بالإضافة إلى وفاه أحد المساجين بسبب قسوة التعذيب وهو فتحي عبد الشكور.