تلوح في الأفق نذر بوادر أزمة في العلاقات المصرية الأردنية، نتيجة مضي الأردن دون إجراء أي تنسيق مع مصر بإبلاغ حركة "حماس" استعدادها لرعاية جولات المصالحة مع حركة "فتح"، بعد تعثر المساعي المصرية لتحقيق طفرة في هذا الملف خلال السنوات الماضية. وذكرت مصادر ل "المصريون"، أن القاهرة تتابع بقلق بالغ تداعيات الزيارة التي قام بها للأردن عضو مكتب السياسي لحركة "حماس" محمد نصر والتي التقى خلالها رئيس المخابرات العامة الأردنية الفريق محمد الرقاد، وهو أرفع اتصال تم بين الطرفين منذ عام 2006. وأفادت أن القاهرة تلقت بغضب شديد هذا الأمر، وجرى النظر إليه في الدوائر الدبلوماسية المصرية بأنه جاء بتحريض من واشنطن لسحب ملف الحوار بين "فتح" و"حماس"، الذي ترعاه مصر، خاصة وأن الإدارة الأمريكية لا تبدي ارتياحًا لعدة متغيرات في السياسة المصرية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير. في الإطار ذاته، أبلغت حركة "حماس" القاهرة خلال الساعات الماضية رسالة مفادها عدم قبولها بأي شكل من الإشكال الانتقاص من الدور المصري، واستمرار تولي مصر القيام بدور الوساطة. وستوفد "حماس" وفدا رفيع المستوى للقاهرة بقيادة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسي أبو مرزوق وعضو المكتب السياسي للحركة محمد نصر لإيصال رسالة تطينات للقاهرة باستمرار دورها كراع للمصالحة الفلسطينية، والتذكير بأنها لم تقبل في عهد النظام السابق أي مساس بدور مصر في موقف المصالحة ولن تقبل بهذا حاليا. ومن المقرر أن يلتقي الوفد الذي سيضم قيادات من "حماس" في قطاع غزة وزير الخارجية نبيل العربي وعددًا من قيادات المجلس العسكري، فيما سيتم بحث ملفات المصالحة والتعاون بين الجانبين وفك الحصار عن قطاع غزة. وأكدت المصادر ان القاهرة ترغب في تحقيق نجاحا في هذا الملف في ظل التطورات المتلاحقة على الصعيد الفلسطيني والعربي بما فيه خدمة الشعب الفلسطيني ورغبة منها في سماع كافة الاطراف الفلسطينية. وكان الدكتور محمود الزهار القيادى فى حماس غادر صباح الثلاثاء معبر رفح متجها إلى القاهرة فى زيارة خاصة وسوف ينتظر هناك حتى وصول الوفد من دمشق للانضمام إليه. من جانبه، أكد إبراهيم الدراوي مدير مركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة ل "المصريون" عدم قبول "حماس" بأي مساس بالدور المصري، مشيرا إلى أن قيام وفد الحركة بزيارة تلقاهرة جاء بهدف قطع الطريق على الأنباء التي تتردد عن مسعى أردني للوساطة بين "فتح" و"حماس"، ولنفي أي تعاطي إيجابي من جانب الحركة مع أي محاولة تستهدف تقليص الدور المصري.