سجن شبين الكوم، أو كما يطلق عليه المعتقلون "باستيل مصر"، على غرار سجن الباستيل بفرنسا، وهو من أشهر السجون فى التاريخ التى اشتهرت بالتعذيب والتنكيل بالسجناء، خاصة المعارضين للنظام، وهذا ما يحدث داخل سجن شبين الكوم، كما يروى أهالى المعتقلين الذين تحدثوا ل"المصريون"، متحفظين على أسماء أبنائهم وذويهم المعتقلين خشية زيادة التنكيل. يقول حمزة.س، شقيق وقريب لأكثر من عشرة معتقلين داخل سجن شبين الكوم وهارب من الأمن بعد إصدار أمر بالقبض عليه، إن المعاناة تبدأ بعد القبض على المعتقل، حيث يتم وضعه دخل سجن الترحيلات بمديرية أمن المنوفية، وتمنع عنه الزيارة، ويقومون بالتحقيق معه بأبشع الطرق من رجال المباحث الجنائية ثم الأمن الوطنى، ولكل منهم طرقه فى التعذيب والتنكيل، حيث يجعلون منه طُعمًا يقومون من خلاله بالقبض على أقاربه واعتقالهم، حين يذهبون إلى مديرية الأمن، للسؤال عنهم، كما فعلوا مع خالى، عندما تم اعتقال ابنه ذهب إليه من أجل الاطمئنان عليه، فقاموا بالقبض عليه واعتقاله مع ابنه، وحدث هذا الأمر أكثر من مرة مع آخرين. ويضيف حمزة: يقومون بعد ذلك بنقل المعتقل إلى سجن شبين الكوم العمومى، حيث يبدأ استقبال المعتقل بحفلة استقبال تبدأ بدخول سيارة الترحيلات بظهرها ويقف عليها مجموعة من رجال الشرطة يقومون بإخراج المعتقلين خمسة أفراد فقط، ثم يغلقون الأبواب، حتى لا يندفع المعتقلون خارج السيارة، فيفقدون السيطرة عليهم، وبعد أن يخرج الخمسة المعتقلون يكون فى انتظارهم صفان من الشرطة بالعصى والشوم، حيث يقومون بالاعتداء على المعتقلين حتى يفقدوا الوعى من كثرة الضرب، وهذا لا يحدث مع السجناء الجنائيين، بل مع المعتقلين السياسيين فقط. وأشار إلى أن ارتفاع أعداد المساجين بالزنزانة والتى تصل إلى حالة يرثى لها، حيث إن أغلب الزنازين لا يوجد بها حمام، ما يستوجب خروج المعتقلين إلى خارج الزنزانة من أجل قضاء الحاجة، وهذا لا يحدث إلا مرة واحدة كل 24 ساعة فقط فى الأيام العادية، أما آخر الأسبوع والإجازات الرسمية تصل المدة إلى 36 ساعة. وأوضح أنه من بين المعتقلين المريض بالسكر وغيرها من الأمراض التى تستوجب دخول الحمام كثيرًا، ولكن لا رحمة ولا عذر فى التعامل مع أى معتقل داخل سجن شبين الكوم، بالإضافة إلى قطع الكهرباء والمياه عن المعتقلين لأكثر من ست ساعات فى اليوم الواحد وحبس المعتقل إذا اعترض على المعاملة غير الآدمية إلى زنازين التأديب والتى يتم إغراقها بالمياه. وتابع أن هذا ما حدث مع الكثير من أقاربه المعتقلين، أما عن الزيارة فحدث ولا حرج عن وسائل التنكيل بأهل المعتقل، حيث تبدأ المعاناة من أول لحظة تطلب فيها الزيارة، والتى تكون أقل من دقيقتين بعد الانتظار أكثر من 4 ساعات كاملة، حيث يقوم فيها مسئول السجن بتفتيش الزيارة التى يتم بعثرة محتوياتها من أطعمة وإفسادها، بالإضافة إلى تفتيش الزائر أو الزائرة تفتيشًا ذاتيًا. وتكون المسافة بينك وبين المعتقل أكثر من ثلاثة أمتار، حيث ترفع صوتك من أجل أن يسمعك أو تسمعه مع وجود كثير من الزائرين، وما إن تدخل وتسأله عن أحواله حتى تنتهى الزيارة التى لا تتعدى دقيقتين، ويكون الغرض منهم الزيادة فى تعذيب المعتقل وأهله فى آن واحد. شاهد الصور ...