إحساس بالاضطهاد والظلم، يعيشه الفقراء فى محافظة الغربية، فلا يجدون قوت يومهم، ويبكون من الذل ويتألمون والجوع يحرق أحشاءهم ويفضلون الصمت على بلواهم صمت العاجز الذليل الذى لا يجعلهم يحصلون على حقوقهم، فلا يجدون مأوى يضمهم لصعوبة العيش وضيق نطاق الحياة حتى الكلاب الضالة لم ترحمهم فتنبح عليهم ليلاً وتكشر عن أنيابها، ففى الوقت الذى انشغل فيه المسئولون بتفقد المتنزهات والحدائق والأماكن الراقية والمشروعات العملاقة لم يتفقدوا العشوائيات ولم يشعروا بأنات الضعفاء والفقراء، فتركوهم ينامون على الأرصفة وفى الطرقات بلا اهتمام وباستهتار شديد. فى البداية، توجهنا إلى منطقة 25 الكاكولا بطنطا، حيث تكسوها العشوائيات وتعانى من الفقر الشديد وقابلنا أهلها وذويها، وكادت الدموع تنهمر من أعينهم شاكين من إهمال المسئولين لهم وعدم وجود مأوى يؤويهم وصعوبة الحصول على أبسط ما يكون، وهو رغيف الخبز أو حتى لبن صناعى لأطفالهم الصغار وعدم المقدرة على علاج أولادهم فى الوقت الذى أنشأ فيه المسئولون حديقة واحدة على مقربة منهم تكلفت 250 ألف جنيه، وفى الوقت الذى خصص فيه اللواء محمد نعيم محافظ الغربية ميزانية تتعدى 93 مليون جنيه لمشروعات ليست ذات أهمية، منها 24 مليون لهدم شارع البحر وتطويره، وهى تكفى لتطوير كل شوارع طنطا و45 مليون لمجمع سيارات الأجرة بسبرباى و22 مليون لرصف شوارع طنطا، إضافة إلى العديد من المشروعات الأخرى غير الهامة وتخلى فيه عن الفقراء ولم يوفر لهم سكنًا أو حتى يدعمهم بعشرات الجنيهات ولم يطور العشوائيات، مع أن هذه الميزانية كانت تكفى لإقامة مصانع لتشغيل البطالة أو مشاريع للشباب. يقول عيد عزوز، 54 سنة من قاطنى المنطقة، إن الأهالى يعيشون فى حرمان شديد يكسوهم الفقر ويؤلمهم الجوع، حيث يجوعون تارة ويشبعون تارة أخرى، مشيرًا إلى أنه لم يزر أى مسئول، هذه المنطقة، أو حتى يسأل عن مشكلاتها على مدى عشرات السنين حتى مشكلة المواصلات باتت صعبة، حيث تستغل سيارات الأجرة عدم الرقابة عليها، وعدم تواجد ضباط المرور فى رفع سعر التعريفة إلى الضعف وقطع المسافات على مرتين، مما يكبلهم أجرتين. وأضاف عزوز أنه فى ظل صعوبة الحياة، فإن الأسرة تتعايش ما بين 10 إلى 15 جنيهًا يوميًا، وهى لا تكفى حتى "العيش الحاف"، وحتى تعيش الأسرة حياة كريمة يجب ألا يقل مصروفهم فى اليوم الواحد عن 100 جنيه لتكفل لهم حياة كريمة. ويقول إبراهيم جمعة أبوالعلا، إن العشش والمنازل آيلة للسقوط ولا يوجد بها سوى حمام مشترك وعلو الكهرباء وارتفاع سعر الغاز سيكبلهم أعباءً إضافية، حيث يجدون صعوبة فى الحصول على أنبوبة الغاز التى أصبحت مشكلة فى حد ذاتها. وأضافت زينب جابر إبراهيم، أنها تعول 4 أطفال وغير قادرة على دفع مصاريف السكن الذى تبلغ قيمته 200 جنيه شهريًا، ويؤكد خالد فرحات، أنه يعول 6 أطفال وقام التضامن الاجتماعى بالغربية بقطع المعاش الذى يستحقه وهو 400 جنيه شهريًا، ما يهدد بتفتيت أسرته وتشريد أطفاله. من جانبه، يقول خالد المصرى، إن حل مشكلة العشوائيات تستلزم حملة من المسئولين والمهتمين بهذا الشأن لتعمل على توفير مساكن بديلة، يقطن بها أهالى العشوائيات، مشيرًا إلى أن المحافظ لم يزر هذه المنطقة وانشغل بالأماكن الترفيهية والحدائق مع أنها قريبة من سكان العشوائيات.
-"فضفض" بقصصك الإنسانية وقصص من يهمونك .. ارسل مشاكلك مع المسئولين والوزارات المختلفة ..للتواصل والنشر في صفحة " ديوان المظالم .. مع الأستاذة: صفاء البيلي موبايل: 01124449961 فاكس رقم25783447 إيميل: Bab.almesryoon@ gmail.com