أقر الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، استخدام طائرات بدون طيار في قصف مواقع تابعة للعقيد معمر القذافي، في الوقت الذي دعا فيه حلف شمال الأطلسي "الناتو" المدنيين إلى الابتعاد عن المواقع العسكرية، في خطوة تمهد لتكثيف الضربات الجوية ضد قوات الزعيم الليبي. وقال وزير الدفاع الأمريكي، روبرت جيتس، في تصريحات لشبكة "سي إن إن"، الخميس، إن استخدام الطائرات بدون طيار في العمليات العسكرية الجارية في ليبيا، سيسمح بتوجيه "بعض الضربات الدقيقة" لقدرات القوات الموالية للقذافي. يأتي قرار الرئيس الأمريكي بعد نحو شهر على تحطم مقاتلة أمريكية من طراز "إف 15 إي"، أو "سترايك إيجل"، أثناء مشاركتها في العمليات العسكرية في ليبيا، إلا أن طياريها قذفا بنفسيهما بسلام من الطائرة قبل تحطمها. كما جاء إعلان جيتس عن بدء استخدام طائرات بدون طيار، والتي يتم التحكم فيها عن بعد، بعد قليل من دعوة وزير الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، الثوار الذين يخوضون معارك ضارية ضد قوات القذافي، في العديد من المدن الليبية، إلى "التحلي بالصبر." وقالت كلينتون إن قوات التحالف الغربي "ألحقت دماراً كبيراً بنظم الدفاعات الجوية للقوات الحكومية، بالإضافة إلى تجهيزات عسكرية أخرى"، وأشارت إلى الوضع في مدينة "مصراتة"، التي تحاصرها كتائب القذافي منذ أسابيع، وذكرت أن "نظام القذافي لا يتورع عن استهداف المدنيين." وفي وقت سابق الخميس، سيطر الثوار على البوابة الحدودية لمعبر "الذهيبة" الحدودي مع تونس، بعد قتال عنيف مع قوات القذافي، فيما اعتبرت وزارة الخارجية الليبية في طرابلس أن خطوة فرنسا وبريطانيا وإيطاليا بإرسال جنود لتنفيذ مهام تدريبية للثوار في ليبيا تعتبر "تصعيداً دولياً." ونقلت وكالة الأنباء التونسية أن المعارك بين الثوار وعناصر القذافي بدأت منذ الفجر، ونقل مصدر عسكري تونسي أن الكتيبة التابعة للنظام الليبي، والتي كانت مرابطة في المعبر الحدودي قد فرت إلى الأراضي التونسية، وتتكون من 13 ضابطاً من بينهم عميد ورائدان، تم الاحتفاظ بهم لدى السلطات العسكرية التونسية. وبحسب الوكالة، فإن المعبر الحدودي الذي أصبح تحت سيطرة الثوار الليبيين تم إغلاقه، وقد وصل تسعة جرحى جراء القصف المتواصل على المناطق الغربية الليبية تم نقل 4 منهم إلى المستشفى الجهوي بولاية "تطاوين." من جهة ثانية، طالبت الخارجية الليبية ب"اتخاذ الإجراءات العاجلة تجاه الانحراف في تطبيق قراري مجلس الأمن 1970 و1973، الذي تحول إلى ما يشبه الحصار البحري الكامل على الشعب الليبي." وفي بيان آخر، أعلن مصدر عسكري ليبي مقتل سبعة مدنيين و إصابة 18 آخرين بغارة جوية نفذها حلف شمال الأطلسي بمنطقة خلة الفرجان بطرابلس ليل الأربعاء. وأضاف المصدر أن الغارات أدت أيضاً إلى تدمير عدد من المنازل وتضرر البنية التحتية. وكانت فرنسا وإيطاليا قد أعلنت الأربعاء عن اعتزامهما إيفاد قوات لتقديم استشارات عسكرية إلى ثوار المعارضة الليبية، التي تقاتل ضد كتائب القذافي منذ أكثر من شهرين. يأتي هذا التحرك من جانب الدولتين الأوروبيتين الأربعاء، بعد ساعات على خطوة مماثلة أعلنت عنها بريطانيا.