"صورة وهيئة وكاريزما الزعيم والرجل القومى مُوحّد العرب وصاحب القضية" ما زالت هاجسًا وحلمًا فى آن يراود ثنائى مرشحى الرئاسة "المشير ذو الخلفية العسكرية والظهير الشعبى عبد الفتاح السيسى والسيد حمدين صباحى مرشح الثورة كما يطلق عليه أنصاره ومؤيديه، اللذان راهنا على شعبية الزعيم الراحل وقطاع كبير من الناصريين بل راح كل من المرشحين يتبارى فى التشبه بالزعيم ومحاولة استقطاب أنصاره ومؤيديه على حساب نقاط كثيرة تستحق المبارزة عليها فى حلبة السباق، ويبدو أن الكفة تتجه لصالح السيسي مؤخرًا، وذلك بعد أن أعلنت أسرة عبد الناصر ومقربون منها وعدد كبير من الناصريين، دعمهم التام للسيسي، حيث راح يؤكد نجله عبد الحكيم عبد الناصر، أنه امتداد لوالده ليتغير تمامًا موقفه الداعم لحمدين منذ عدة أشهر مضت، حيث قال إنه بعد 30 يونيه، لا يوجد خيار لرئاسة مصر غير المشير عبد الفتاح السيسى، قائلاً إنه إذا خير بين حمدين صباحى والسيسى سيختار الأخير. إلا أن مقربين من صباحى زعموا أن حادث تسريب تصريحات حمدين ب "محاكمة السيسي" جاء ليشوه الأول ويكسب منه ما تبقى لديه من رصيد من قِبل الناصريين الداعمين للسيسى، خاصة أن حالة من الارتباك قد سادت أجواء الحملة الرسمية لصباحي والذي خرج اليوم لينفى تلك التصريحات قائلا: "إننى ليس من حقى أن أحاسب أحدًا وليس من سلطتي ووظيفتي ذلك". الزج باسم الزعيم الراحل فى عراك انتخابى ليس له فيه ناقة ولا جمل سوى مزيد من الإساءة أحياناً والتشبيه غير اللائق أحياناً أخرى خلق حالة من الغضب بين شباب الناصريين الذين أعلن بعضهم مقاطعة الانتخابات وعدم تأييد أي من المرشحين الذين أكدوا أنهم يستغلون اسم الزعيم الراحل لكسب شعبيته بالشارع، الأمر الذى جعل عددًا من الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"تويتر" أن يدشنوا هاشتاج "الأداة الإلكترونية الأشهر" مؤخراً أطلقوا عليه "أوحش حاجة فى عبد الناصر إنه مات وساب ناصريين بعده"، في إشارة منهم إلى أنه ليس من الممكن أن يتكرر شخصية مثل عبد الناصر في هذا الزمن مهما فعل لكسب تأييد تلك الفئة للفوز برئاسة مصر، مؤكدين أن ما يحدث على الساحة المصرية الآن والعمل السياسي يضر بتاريخ جمال عبد الناصر السياسي ويسيء له. وبعيدًا عن الناصريين المعروفين، ظهرت حركة أخيرة حملت اسم "ناصريون ضد الانقلاب"، والتى أكدت أن حمدين صباحى أو المشير عبد الفتاح السيسي وغيرهما من المطلقين على أنفسهم ناصريين لا يمثلون الحركة الناصرية الشريفة فى شىء وأنهم لا يمثلون إلا الجانب السلبي فقط من حكم عبد الناصر. وأكدت الحركة التابعة لتحالف دعم الشرعية كما هو واضح من اسمها، أن الناصرية مفهوم كبير ومواقف لا تعد أبرزها رفض كامب ديفيد والتطبيع والهيمنة الأمريكية والرأسمالية التي تحتكر الناس. وأوضح الدكتور محمد السعدني، الخبير السياسي ونائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، أن التجربة الناصرية في مصر كانت تبني على أساس "البرجماتية" وهي عملية التنازع لتحقيق العدالة الاجتماعية للشعب ومحو وجود الرأس مالية الوطنية لأنها تصب في تضخم المستوى الاقتصادي المصري والتأثير عليه بشكل سلبي. وأكد أن ما يفعله سواء المشير السيسي أو صباحي هو محاولة منهما لكسب الأصوات ولكن على كل منهما أن يعملا على تحقيق ركنين أساسين لكي يتم تشبيههما بتجربة عبد الناصر، وهما محاولة "استقلال القرار الوطني" و"العدالة الاجتماعية بين طوائف الشعب كله"، والتطبيق العملي والتنفيذي لهذه الأركان فإذا تحققت تلك الأركان لم يسئ استخدامهم أو التشبيه بالفكر الناصري. وأضاف السعدني أن المرحلة القادمة لا تحتمل إعادة التجارب والرقص على السلالم -على حد وصفه- لأن مصر أمام حرب حقيقية ضد الإرهاب بمساعدة دول إقليمية وعالمية لمحاولة "تركيع" مصر.