(1) أعلم أن هموم الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر كبيرة.. ملامح وجهه على شاشة التلفزة تشى بذلك.. وأنا أتعاطف مع هذا الرجل المخلص.. وأظنه أول رئيس وزراء فى العقود الأخيرة لا يرى فى مركزه من السلطة مصدر وجاهة ، ولا فرصة للأبّهة واقتناص المال والثراء كما فعل الآخرون.. إنه يشعر بضخامة المسئولية الملقاة على عاتقه.. فإدارة أمور شعب ثائر خرج توّا من ربقة سجن كبير.. عانى فيه على مدى ثلاثة عقود ألوانا من القهر والظلم والحرمان والفساد.. وتراكمت فيه المشكلات والمظالم .. ويريد اليوم أن يعوّض ما فاته ويقضى على مظاهر الفساد وأسبابه ويسترد كل ما سُلب منه من حقوق فى أيام أو أسابيع ... مهمة ثقيلة ضخمة تنوء بحملها الجبال.. كما أعلم أن أمامه أكوام من المشكلات التى لا نهاية لها.. وأنه كلما عالج مشكلة ظهرت أمامه عشرة مشكلات أخرى تحتاج إلى حلول .. أوزار لا حصر لها خلّفها عهد مبارك وعشرات من وزرائه وبطانته الذين أفسدوا كل شيء .. حتى أن الإنسان لينظر فيما حوله ويتعجب كيف تمكّن هؤلاء الشياطين أن يدمروا كل شيء فى هذا الوطن.. كأنهم لم يكونوا حُكّامًا بل غُزاة من كوكب آخر.. يشنون حربا شعواء على البلاد والعباد.. وليست هذه جريمة عادية.. إنها خيانة عظمى لهذا الوطن ويجب أن يحاكموا على جرائمهم بهذا الاعتبار. عصام شرف يستحق منا جميعا أن نسانده وندعّمه فى هذه المرحلة الانتقالية الحاسمة، الحافلة بالمسئوليات الجسام.. ونتوقع من الذين حوله فى المسئولية أن يؤدوا واجباتهم مثله بأمانة وهمة وإخلاص.... ولكنى أرى واحدا على الأقل ممن حول الرجل ليس جادا فى أداء واجباته كما ينبغى .. بل أراه عبئا عليه.. ويشكّل عقبة فى طريق الإصلاح الذى التزمت به حكومته أمام الشعب.. وأنا أعنى بصفة خاصة نائب رئيس الوزراء، وأعتقد أن عصام شرف يتمنى بل يتوقع منه أن ينسحب بهدوء ، بدلا من أن يسمع اسمه من جماهير ميدان التحرير تطالبه بالرحيل.. ولو كنت فى مصر لهمست فى أذنه برغبة عصام شرف التى يكنّها ولا يعبّر عنها إلا ضمنا: تقدّم باستقالتك وتنحّ مشكورا.. تريح وتستريح.. وتوفر الوقت والجهد على رئيس وزراء ليس لديه وقت للعبث والمشاغبات التى تتولد كل يوم من تصرفاتك وتصريحاتك وأخطائك.. لقد فشلت فى كل مهمة وُكلت إليك.. فشلت فى مهمة إصلاح الإعلام والصحافة وأسندت إلى غيرك.. وفشلت فى مهمة الحوار الوطني.. وحوّلته بحسب تعبير النقاد إلى جلسات مسطبة.. وفشلت فى إعادة تشكيل مجلس حقوق إنسان [حكومى لا لزوم له ولا أهمية].. والعلّة عندك أنك لا تحسن اختيار الشخصيات المناسبة للمهمة المناسبة.. فتأتى دائما صادمة لمشاعر الناس.. مثيرة للجدال .. أفهم أنه فى بعض المسرحيات الجادة يوجد دور للمهرّج يؤدّيه.. فى محاولة للتخفيف من صرامة المشاهد المكثّفة .. كأنه لمحة تشيع البسمة فى القلوب المترعة بالهموم .. ولكن فى إطار السياق العام للدراما .. لا يشذّ عنها ولا يشوّش عليها.. أما هذا الرجل فإنه يؤدى دورا خارجا عن إطار المهمة الإصلاحية الجادة لحكومة عصام شرف.. فهو يشتّت الانتباه ويشوّه الصورة ويثير سخط الناس .. أشبه ما يكون بدور دخيلٍ اندس فى حفل زفاف ليهدم سرادق العرس على رءوس أصحابه.. ************ (2) مع إدراكى لِعِظَمِ الهموم والمشكلات التى تواجه عصام شرف إلا أننى مضطر لأن أضيف إليها.. أو على الأقل أؤكد على واحدة منها تحتاج إلى عناية خاصة.. لأنها تتعلق بالغذاء الرئيس للشعب المصرى.. وأرى أن نسيانها فى خِضَمِّ عشرات المشكلات الكبرى الأخرى قد يفاجئنا بكارثة لا تحمد عقباها.. وأقصد بذلك مشكلة القمح الأزلية فى مصر.. والحقيقة أن القمح لم يعد مجرد مشكلة بل أصبح معضلة.. ومعضلة شديدة التعقيد لأسباب كثيرة: أبرزها وأخطرها الإهمال [المتعمّد] عبْر سنوات طويلة لزراعة القمح وتطويرها للوصول إلى الاكتفاء الذاتى.. فقد أجهض يوسف والى كل الجهود العلمية والأبحاث والمحاولات الوطنية الجادة فى هذا المجال.. وطارد أصحابها وشرّدهم ودمّر مشروعاتهم.. وما كان هذا إلا استجابة مهينة من النظام المصري لشروط المعونة الأمريكية التى كانت تستهدف أن تشترى مصر فائض القمح الأمريكى، وأن يبقى الشعب المصري أسيرًا.. وعالةً فى غذائه الأساسي على الولاياتالمتحدة .. حتى يمكنها أن تملى عليه إرادتها.. وقد عبّر عن هذه الحقيقة بصراحة الرئيس رونالد ريجان عندما سأله صحفي فى واقعة محدّدة : ماذا لو أن مصر رفضت ..؟؟! فضحك ريجان متهكما وهو يقول: " إن مصر لا تستطيع أن ترفض.. لأن طعامها عندنا .. وأستطيع الآن أن آمر السفن التى تحمل إليها القمح ألاّ تغادر الميناء.. فتقع مصر فى مجاعة..!" كان القمح إلى عهود قريبة شَهِدْتُها فى حياتى، يكفى لحاجة المصريين ويزيد عليها .. وكانت دول الجوار العربي تعتمد فى توفير خبزها على استيراد فائض القمح المصري.. وكانت شهرة القمح المصري وأهميته كغذاء أساسي للمصريين وللشعوب العربية المجاورة شهرة تاريخية ترجع إلى آلاف السنين .. سجّلها القرآن فى قصة النبى العظيم يوسف بن يعقوب عليهما السلام .. والذى يتأمل القصة القرآنية بإمعان، سيعلم أنها تنطوى على حكمة لا تنتهى بانتهاء وقتها أو مناسبتها الآنيّة.. فالحكمة تظل باقية ما بقيت حياة الانسان على الأرض .. قصة النبي يوسف مع مشكلة القمح المصري ليست بعيدة عن هذا المعنى فهى تجسّم أكبر وأخطر مشكلة غذائية تواجه مصر منذ أقدم العصور.. و كان النيل هو المصدر الوحيد لمياه الري فى مصر فإذا جف وطال زمن الجفاف اختفى محصول القمح وحلت بمصر المجاعات والكوارث.. ولعلها رحمة من الله بمصر والمصريين أن أورد هذه القصة فى كتابه الخالد لكي ينبّهنا دائما ألا نغفل عن أهمية هذه المشكلة وخطورتها..! كان يوسف عليه السلام هو الوزير المسئول عن توفير الغذاء فى مصر.. حيث تمضى قصته على هذا النحو: أدرك الوزير أن مصر مقبلة على مجاعة وشيكة الوقوع، نتيجة لانقطاع تدفق مياه النيل لفترة قُدّرها ب(سبع سنوات عجاف).. لن يجد فيها الشعب رغيف الخبز.. ولو كان "يوسف والى" وسيده مبارك موجودين آنذاك بدلا من الوزير النبي لمات المصريون بالتأكيد: إما من الجوع أو من القمح الأمريكي المسرطن...! كان على الوزير الملهم أن يوفر القمح لشعب مصر، لمدة سبع سنوات يسود فيها الجفاف، من محصول سبع سنوات سابقة تتمتع بالوفرة والرخاء، هى إذن أزمة طويلة المدى، قوامها أربعة عشرة سنة كاملة.. فماذا فعل..؟ لقد جاء بحل عبقري.. فيه ترشيد وفيه تقشّف.. نعم.. ولكنه طوق النجاة الوحيد لشعب كان على حافة المجاعة والهلاك.. ابتدع الوزير أسلوبا من التخزين شديد البساطة، لم يكن مألوفا ولا معروفا فى تاريخ المصريين ولا فى إدارة حكوماتهم عبر السنين.. ولم تكن عبقرية الحل تكمن فقط فى ترك القمح المخزّن فى سنابله، وإنما أيضا فى إدارة الأزمة بِرُمَّتها على مدى أربعة عشرة سنة.. وهذا ما لم تتطرق إليه القصة القرآنية .. فللقصة القرآنية فلسفة خاصة بها؛ إنها تلتقط العبرة فتبلْورها وتكُثّفها فى حكمة بالغة خالدة.. ثم تترك للإنسان فسحة لِإِعْمَاِل العقل والخيال.. (3) لقد مضى ذلك الزمن الذى كنا ننتج كفايتنا من القمح وحل زمن الفساد وتخريب الأرض والمحاصيل الزراعية فى عهد مبارك ويوسف والى.. ونحن الآن مقبلون على فترة اقتصادية عصيبة تجتاح العالم.. وفى القلب منه الولاياتالمتحدةالأمريكية.. وستشهد أسعار القمح اعتبارا من شهر يونية القادم ارتفاعا متواصلا.. ولا تسألنى لماذا يونية..؟ فهذا حديث يطول شرحه.. ولكن ترقّب ولاحظ .. وسيأتيك الخبر اليقين فى حينه...! فسترى أن أسعار القمح تتضاعف فى غضون أشهر قليلة نتيجة للأزمة الاقتصادية المتفاقمة فى أمريكا.. وما سيترتب عليها من ارتفاع غير مسبوق فى أسعارالمواد الغذائية.. و تُعَدّ مصر (للأسف) أكبر دولة مستوردة للقمح في العالم ، حيث تستهلك سنويا 12 مليون طن قمح فى السنة.. تستورد منها حوالى ثمانية ملايين طن ( وفقا لآخر تقدير لخبراء الزراعة)، وهى كمية قابلة للزيادة نظرا للزيادة السكانية المطّردة، ولا يمكن لمصر الاستغناء عن استيراد القمح لأنه غذاءٌ شعبي وليس سلعة ثانوية أو ترفيهية.. فإذا عجزت مصر عن توفير القمح الكافى لغذاء الشعب، نكون أمام وضع كارثيّ... (4) لقد سمعت خلال الشهر الماضى ثلاثة أرقام رسمية مختلفة عن مقدار المخزون من القمح فى مصر.. فقد قيل إنه يكفى لثلاثة أشهر فقط، وقيل بل ستة أشهر، وقيل بل سنة .. وأيّا ما كان الأمر فى صحة هذه الأرقام فإننى أرفع صوتى من أعلى مئذنة فى القاهرة وأقول: القمح مشكلة كبرى تحتاج إلى إجراءات عاجلة وثورية، خصوصا فى هذا العام...!! والأسلوب النمطى الذى كان سائدا فى عهد مبارك لم يعد صالحا الآن ولا ممكنا .. فقد كان مبارك يعتمد على الأمريكيين عندما تستحكم الأزمة فيرسلون إليه القمح.. بعد ممارسة الابتزازعليه وانصياعه لمطالبهم.. وما أظن أن مصر الثورة يمكن أن تقبل بهذا الأسلوب من الابتزاز والانصياع.. علينا إذن تدبير أمورنا لتوفير ما يكفى من القمح لسنتين أو ثلاثة قادمة بالسعر الحالي قبل أن تقفز الأسعار إلى أرقام فلكية .. وأودّ أن أنبّه إلى أن القمح المخزّن فى مصر أفضل من الاحتياطى النقدي، فهو يُعتير فى حدّ ذاته عُملة وثروة حقيقية، يمكن مبادلتها بسلع أخرى عند الحاجة.. شأنه فى هذا كشأن الذهب والفضة.. أما الاحتياطى المالى من الدولارات فى البنك المركزي فإن قيمته تتقلّص مع مرور الوقت.. ومع استحكام الأزمة المالية فى أمريكا.. ومن ثَمَّ تضعف قدرته الشرائية.. وسيزداد الدولار ضعفا وتراجعًا فى الشهور القادمة.. (5) أعلم أن مصر الان تعاني من مشكلات اقتصادية كبرى خلّفها النظام السابق فى صميم البنية الأساسية؛ فهي منظومة قائمة على الديون الخارجية ومضاربات البورصة والسياحة.. والاستثمار فى العقارات والمبانى والأراضى.. كان الاقتصاد مصمّما بهذا الشكل لخدمة فئة من الأغنياء الفاسدين واللصوص الذين يجرون وراء اقتناص الربح السريع.. ويهملون الاستثمار الحقيقى فى الانتاج الزراعى والصناعى الذى لايمكن الاستغناء عنه لحياة شعب يريد أن يعمل ويحيا ويتقدّم .. والخلاصة هى أن الاقتصاد الفاشل الذى خلّفه النظام السابق هو سبب الأزمة الراهنة.. وأن الديون التى كبّلنا بها ليست من صنع الشعب.. ولا جاءت بإرادته وإنما رغما عنه وضد إرادته.. وتستطيع مصر الثورة أن تعلن أنها ترفض.. ولا تستطيع أن تسدد ديونا باطلة للبنك الدولي.. ديونًا صنعتها حكومة فاسدة ثار عليها الشعب وطردها من السلطة.. ومن الناحية العملية فأن هذا الشعب قد قام بتسديد قيمة هذه الديون الأصلية بالفعل من جهده وعرقه وموارده.. وهذا كلام عاقل جدّا ومجرّب.. فديون البنك الدولي ديون غير شرعية.. لأسباب ذكرتها من قبل فى عدّة مقالات.. وقد سبقتنا إلى هذا الإجراء دولتان: واحدة كبرى هى البرازيل (بتعداد سكان بلغ 200 مليون نسمة).. ودولة صغرى لا يزيد عدد سكانها عن 350 ألف نسمة هى أيسلندة.. كلاهما رفض تسديد الديون ولم يُصبْهما أذى.. وقد تعافت أيسلندة من نكستها المالية.. ونحن نعلم المكانة الاقتصادية البارزة التى تحتلها البرازيل الآن فى العالم.. فقد أصبحت واحدة من أكثر دول العالم تقدّما إقتصاديا.. فلنفعل ما فعلته أيسلندة والبرازيل.. وسترون أن كل شيء يسبر على مايرام.. نحن كدولة ثورية نستطيع أن نفعل الكثير للخروج من المأزق المالي لتوفير حاجاتنا الغذائية الأساسية.. نستطيع أن نمتنع (كما ذكرت) عن دفع أقساط الديون والفوائد المستحقة ظلما للبنك الدولى لنشترى بها القمح.. ولا ينبغى أن نلجأ إبدا للاقتراض بعد اليوم من هذا البنك.. ولا أن نتعامل معه: لا قروض.. ولا دفع أقساط لديون باطلة.. ولا إعادة جدولة.. وسنشترى القمح بجهودنا الخاصة حتى نتمكّن من الاكتفاء الذاتى فى أقرب وقت...! ويقال أن هناك دولة خليجية تسعى لإجراء وساطة مع المجلس العسكرى لاستصدار عفو عن الرئيس المخلوع وأسرته نظير تقديم «حزمة مساعدات اقتصادية سخية» تكفى لسداد جزء كبير من الديون المصرية الخارجية.. فإذا صحّ هذا الخبر فإننى أقول لهذه الدولة: إن شعب المصري لن يتنازل عن حقه فى القصاص العادل من هذا الرجل الذى كره مصر وكره المصريين و أفسد حياتهم ثلث قرن من الزمن.. و خلّف وراءه ركاما من الفساد فى كل مكان.. وتسبّب فى كوارث لا حصر لها.. إن مبارك وأسرته ليسوا هم الضحايا الذين يستحقون الشفقة والنخوة العربية .. فالضحايا الحقيقيون الذين يستحقون النخوة العربية.. وواجب الأخوة هم ملايين الأسر التى عاشت تتجرّع القهر والهوان وتقتات على الفقر الكافر.. محرومة من أبسط حقوق البشرعلى مدى ثلاثة عقود.. بسبب هذا الرجل الذى اغتصب السلطة والثروة لنفسه ولأسرته ولعصابة من اللصوص والانتهازيين من أعوانه.. (7) أعود إلى قضية القمح فأقول: سيرفع البعض فى مصر مشكلة التخزين وعدم كفاية الصوامع ، لتخزين الكميات الكبيرة من القمح التى أقترح إستيرادها.. فلنجعل توفير الصوامع جزءا من علاج مشكلة توفير القمح .. فقط لنعقد العزم على اقتحام المشكلة .. ولنبدأ فى البحث والتعاقد على كميات كبيرة من القمح .. و استراليا من أكبر دول العالم إنتاجا للقمح.. و لديها فوائض سنوية ضخمة من هذا المحصول.. وأعلم أن إيران أيضا لديها فائض من القمح يمكن الاستفادة به، وقد سمعنا أن العلاقات الدبلماسية بين مصر وإيران قد بدأت فى عملية إصلاح وتطبيع.. فليكن شعارنا القادم أن العلاقات الاقتصادية لا ينبغى أن تعوقها الاختلافات المذهبية .. ولا ميراث الماضى البغيض... لنشترى ما يكفى مصر من القمح (طعام الشعب الأساسي) لمدة عامين قادمين.. ولن تندموا..! ولنبدأ فورا حملة كبرى لزراعة القمح على أوسع نطاق فى أرض مصر.. وبالتعاون مع السودانيين فى أرض السودان الخصبة.. ولنقاطع البنك الدولي فلا حاجة بنا إليه الآن ولا فى المستقبل.. ولن تندموا إذا ما فعلتم ذلك..!! و أديروا ظهركم للقمح الأمريكي ما دام ملغّما بالابتزاز و الشروط المهينة، أو مخلوطا بالحشرات والمواد المسرطنة.. فحكومة مصر الديمقراطية لن تقبل، ولن يقبل شعبها الثائر بذلك بعد اليوم... أرفع صيحتى من أعلى مئذنة فى القاهرة ليسمع الجميع.. وأرجو ألا يكون أذانى فى مالطة...! وبالله التوفيق... [email protected]