قيادات "التحالف": الدوحة لن تتراجع عن موقفها من "الانقلاب".. والموجودون في الدوحة قليلون توصلت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين التي كانت استدعت سفراءها من قطر، مساء الخميس الماضي إلى اتفاق يتيح إنهاء النزاع مع الدوحة، بحسب بيان رسمي خليجي، في أعقاب اجتماع عقد في الرياض بين وزراء خارجية دول التعاون الخليجي. وأثار اتفاق الدول الخليجية الثلاث مع قطر، توقعات بأن تجرى مصر مصالحة موسعة مع قطر خلال الأيام المقبلة، لإنهاء حالة التوتر التي تسود العلاقات بين الجانبين، تتخلى بمقتضاها الدوحة عن دعم "الإخوان المسلمين" من أجل التعبير عن دعمها ل "خارطة الطريق"، إلا أن قياديين ب "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، الداعم للرئيس المعزول محمد مرسي استبعدوا ذلك. وقال مصدر بالخارجية المصرية، إن هناك مفاوضات تجرى في إطار من السرية التامة بشان المصالحة بين مصر وقطر تقودها الكويت مدعومة من السعودية والإمارات، متوقعًا أن تسفر تلك المفاوضات عن وقف الدعم القطري ل "الإخوان المسلمين"، وإبعاد قيادات الجماعة الموجودة بالدولة الخليجية إلى دول أخرى. وأكد بدر عبدالعاطي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن مصر تؤيد أي جهود من شأنها تحقيق الوفاق العربي، وأهمية أن يتم ذلك على أسس سليمة تضمن الاحترام الكامل لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة عربية. وشدد عبدالعاطي في رده على سؤال حول تعقيبه على الاتفاق الخليجي القطري، أن مصر ووزير الخارجية نبيل فهمي على اتصال مستمر مع الأشقاء في دول الخليج الثلاث: المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، بالإضافة إلى الكويت باعتبارها رئيسة القمة العربية. ففي أعقاب خروج إشارات على إنهاء الجمود بين قطر والدول الخليجية الثلاث، قال مراقبون إن هذا سيكون له انعكاسات على قيادات وأعضاء جماعة "الإخوان المسلمين"، المتواجدين في قطر، قد تدفعهم إلى التفكير إلى مغادرة الدولة الخليجية، إلا أن قيادات إخوانية اعتبرت أن ما يتردد مجرد شائعات تبث بالقاهرة لنشر الفزع فى صفوفهم، ولا أساس لها من الصحة. وقال محمد أبو سمرة، القيادى ب "الحزب الإسلامى"، أحد الأحزاب المنضوية في "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، إن قيادات الإخوان تواجه المجهول فى قطر خاصة مع تحسين العلاقات القطرية الخليجية والضغوط التي تمارس على الدوحة من الخارج لدفعها لطرد قيادات الإخوان، الأمر الذي قد يدفع بتلك القيادات للهرب إلى سويسرا أو تركيا. وأوضح أبوسمرة أن الإخوان تسعى حاليًا لعقد أى صفقات للخروج من الأزمة السياسية الحالية عبر مناصرين لها في تونس ودول أخرى. وقال المهندس إيهاب شيحة، رئيس حزب "الأصالة"، والقيادي ب "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب": "معلوماتي أن هناك تراجعًا في الموقف السعودي تجاه دعم السلطة الحالي في مصر، وليست قطر". وتابع: "الأسلوب الدبلوماسي القطري في إدارة الأزمة لن ينحدر لنفس المستوى الذي انحدرت إليه دول أخرى داعمة للانقلاب، وعلى أي حال نحن نتمنى أن تعود العلاقات الخليجية بل والعربية كلها علاقات طيبة شعوبًا وحكومات وليست علاقات أنظمة مستبدة". وأضاف: "قيادات التحالف فى كل الدول هم فى إقامة مؤقتة فى أي دولة لحين كسر انقلاب عبد الفتاح السيسي، وما يتردد عن استقرار قيادات التحالف في قطر معلومة مغلوطة، فعدد الأعضاء فى تركيا أو ماليزيا أو لندن أو غيرها من عدد من الدول الأوروبية أكبر بكثير، لكن بسبب الهلع لدى الانقلاب من موقف قناة الجزيرة مباشر مصر تجدهم يستشعرون أن الخطر يأتيهم حيث هذه القناة". وأشار شيحة إلى أن "الإعلام يبني فرضياته بالنسبة لقطر وتحالف دعم الشرعية على أسس غير صحيحة وكاذبة". وقال قطب العربي، الكاتب الصحفي، وعضو جماعة "الإخوان المسلمين"، الموجود في الدوحة، إن قطر لن تغير من سلوكها وتعاملها مع أنصار الشرعية المقيمين على أراضيها، مؤكدًا استمرارها في دعم الخيار الديمقراطي في مصر. وحول ضغوط مجلس التعاون الخليجي على قطر، قال العربي: "وزير الخارجية القطري خالد العطية، أعلن ثبات الموقف القطري ضد الضغوط الخليجية الممارسة عليها، والتي وصلت ذروتها لحد سحب الإمارات والسعودية سفراءهما من الإمارة". ووصف العربي ما تردده الآلة الإعلامية التابعة للانقلاب" في مصر ب"أمنيات يكذبها الواقع"، مضيفًا: "على العكس من هذه الأمنيات الكاذبة فإن هناك معلومات نشرت بشأن تراجع في الموقف السعودي تجاه قطر واحتمال إعادة السفير القطري للمملكة قريبًا بعد وساطة كويتية، لأن الخطوة السعودية والإماراتية والبحرينية بسحب السفراء تهدد بقاء مجلس التعاون الخليجي ذاته، وبالتالي تفقد السعودية دورها القائد في منطقة الخليج". ونفى العربي، رحيل قادة "تحالف دعم الشرعية" من قطر، مشيرًا إلى أنها ليست الدولة الوحيدة التي تأوي "أنصار الشرعية" فهناك آخرون موجودون في دول مثل تركياوماليزيا والسودان ودول أوروبية متعددة، وبالتالي فالخيارات ليست ضيقة كما يدعي إعلام الانقلاب، ولكن بلاد الله واسعة، على حد تعبيره. واعتبر الناشط السياسي عمرو عبدالهادي، المتحدث الإعلامي باسم "جبهة الضمير"، الموجود في قطر حاليًا، أن "قيادات التحالف الموجودين بقطر تقريبًا يعدون على أصابع اليد الواحدة"، مضيفًا أن "قطر وأميرها يصممان على نصرة الشعب المصري وتأكيده يوميًا على ذلك يؤكد ثبات موقفهم تجاه الثورة المصرية". وقال المخرج والناشط السياسي عزالدين دويدار: "لا أتوقع أن تثمر الضغوط الخليجية بشيء على قطر في موقفها من الانقلاب ودعم الشرعية، لأن موقفها استراتيجي، وأي تحول في موقفها سيفقدها قوتها السياسية وتأثيرها في المنطقة، وهي تكتسب قوة تأثيرها من مواقفها المختلفة". وأشار إلى أن "قادة التحالف غير موجودين بقطر في الأساس، والموجودون فقط هم بعض الرموز الإعلامية والصحفية، بدعوة من قناة الجزيرة وليسوا لاجئين سياسيين، وقيادة التحالف الحقيقية موجودة في مصر، وبعض القيادات القليلة المعنية بملفات معينة متواجدون في تركياوقطر وبريطانيا وغيرها". وأوضح أن "تركيا تمثل نقطة ارتكاز رئيسية وثابتة لنشاط تحالف دعم الشرعية في الملف الدولي والحقوقي والإعلامي".