قالت مجلة "المونيتور" الأمريكية، إنه منذ بضعة أيام قامت الناشطة شاهندة مقلد على الرغم من مرضها وكونها طريحة الفراش بالذهاب بنفسها إلى نقابة المحامين من أجل تحرير توكيل لتأييد المشير عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وتابعت المجلة تحت عنوان: "الذين خانوا الثورة؟" أنه "بمجرد تسرب أخبار دعم مقلد (76 عامًا) للسيسي، تعرضت لهجوم وحشي بوسائل التواصل الاجتماعي واتهامات من النشطاء بتلطخ تاريخها النضالي الكامل، لكن في الوقت ذاته انتقدت مقلد تلك الهجمات التي استخدمت فيها شعارات من "دم الشهداء" لتحقيق مكاسب أنانية، واصفة كل من هاجمها بأنه لا يمتلك أقدامًا للوقوف عليها في الشارع بين المصريين". وأضافت: "حتى يومنا هذا ولا تزال مقلد تقاتل من أجل معتقدات ثورة يناير، حيث طالبت بإقالة محمد إبراهيم وزير الداخلية، وأدانت ممارسات الشرطة التعذيب الوحشي ضد المعتقلين، وكانت واحدة من مؤيدي اعتصام النساء بالقصر الرئاسي الأسبوع الماضي للمطالبة بالإفراج عن النشطاء أحمد دومة وأحمد ماهر". وأشارت إلى أنه "بالرغم من معارضتها بعض إجراءات الحكومة المؤقتة، إلا أن مقلد كانت شجاعة بما يكفي لإعلان نهاية العام الماضي بإعلانها أن غالبية المصريين يتطلعون للسيسي كرئيس لمصر، وذلك بناء على قناعتها الخاصة، وقالت إنها قررت دعمه بدلاً من صديقها اليساري المعارض حمدين صباحي". وذكرت المجلة أنه "في عام 1997 كانت مقلد موجودة جنبًا إلى جنب مع ثلاثة من صديقاتها وهم داد متري، وصافيناز كاظم وأمينة رشيد خلال الفيلم الوثائقي الكندي "أربع نساء من مصر". وأضافت أن" صورة شاهندة الايقونية تلاشت أمام قصر الاتحادية يوم 5 ديسمبر 2012، نتيجة بطش أحد قادة جماعة الإخوان المسلمين، والمساعد المقرب لمرسي، وهو ما أدى لثورة العديد من المصريين وهروع آلاف إلى الشوارع للتظاهر، وهو ما عبر روبرت ماكي بصحيفة نيويورك تايمز، عندما عنون المشهد قائلاً "صراع الثقافات داخل مصر بات مرئيًا في كادر واحد من الفيديو". واستطردت أن" مقلد كانت بطلة ورمزًا أبديًا للثورة في مصر، وأسست كل حركة معارضة تشكلت في العقود القليلة الماضية تقريبًا، بما في ذلك حركة كفاية، والجمعية الوطنية للتغيير والمرأة المصرية من أجل التغيير، وقائمة طويلة". وأردفت أن" مقلد دافعت عن قضية المزارعين الفقراء، ودعت قبل ثورة يناير لإطلاق "اتحاد المزارعين" والذي تأسس بعد شهور، فهي ببساطة بطلة شخصية لكثير من الناس، لكن هذا لا يعني عدم ارتكابها لأية أخطاء، فهي باعت الثورة بالقليل مع سمو أخلاقي وهمي". وأوضحت أن" مقلد ليست الناشطة الوحيدة التي خرجت من "النادي الثوري" الذي ترأسه عدد قليل من النشطاء المتشددين الذين نصبوا أنفسهم عليه، وطبقاً لهؤلاء الثوار المتحمسين شملت لائحة أعضاء المنفى قائمة طويلة "صدق أو لا تصدق"، وهم: عبد الجليل مصطفى الرئيس السابق لحركة كفاية والجمعية الوطنية للتغيير، وإبراهيم عيسى الصحفي الشهير الذي حوكم خلال عهد الرئيس السابق حسني مبارك، وكمال خليل الرمز القائد لكل انتفاضة ومظاهرة واحتجاج، وأحمد فؤاد نجم الشاعر الثوري المضطهد من النظام عام 1960، وصلاح عدلي أحد قادة الحركة الشيوعية، وبهاء الدين شعبان القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير والحزب الاشتراكي المصري. وتابعت أن" العديد من النشطاء والثوريين أصابتهم خيبة الأمل بسبب تغير الشعب ضد مبادئهم النبيلة، وقد عبر شقوير ناشط على "تويتر" عن تلك العزلة والقطيعة في بضع كلمات بسيطة، وقال: " لا انتظر أحد للتعبير عن مشاعر الوحدة واليأس وفقدان الثقة الذي تعادل صرخة ألم من اليأس، فعندما لا تملك توقعات عالية من أي شخص تشعر نتيجة لذلك براحة عدم حصولك على خيبة أمل مرة أخرى". وأضافت: "هل كان كل ذلك عبثًا؟ .. دم الشهداء والآمال الكبيرة لتحقيق الديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية ؟، بعد انتفاضة استمرت 18 يومًا أنهت حكم مدته 30 عاماً، مع مشاركة عدد لا يحصى في اعتصامات ومسيرات أعقبت ذلك، هناك بعض الحسد لشهداء ماتوا بشرف الأعيرة النارية في ثورة يناير ليتركوا لنا ثوار يموتون بسيف من الصمت في الظلال بسبب غياب الكاميرات والميكروفونات وتلاشي اهتمام وسائل الإعلام". وأوضحت أنه" ليس غير العدل أن نطالب الثوار بالحكمة والحذر، لأنه ضد طبيعة الثورة فلا يمكنك أن تكون واقعيًا تمامًا وحكيمًا وفي الوقت نفسه مواجهًا للمدرعات وقوات الأمن بصدور عارية، لكن السؤال: هل كان كل هذا مجرد وجود شبابي عاطفي مثالي ؟ .. وهل كانت مجرد وعود قطعتها لأصدقائك الذين نزفوا بين ذراعيك وشاهدت سلب أراوحهم ؟ .. في حالات كثيرة أود الإجابة ب " نعم". وقالت إنه "في البداية كان من السهل تشويه سمعة الفلول وكبار المسؤولين والمساعدين في نظام مبارك، ثم امتدت التسمية لتشمل كل أعضاء الحزب الوطني الديمقراطي، ليتسع النطاق مرة أخرى ويشمل كل من صافح أي شخص له صلة بنظام مبارك، ثم اتسعت الدائرة مرة أخرى وضمت كل من صوت لأحمد شفيق أو عمرو موسى في الانتخابات الرئاسية عام 2012". وأضافت: "كما يحتاج الوحش للغذاء باستمرار، فنهايته تأتي من داخله أي من الناشطين أنفسهم، حيث لم يتبق سوى عدد قليل من الثوار المنتمين للنادي الحصري الذي يملك في الخفاء دوائر أصغر تشكل الثورية الحقيقية، مع آخرون خرجوا من تحت أقدام نقابة الصحفيين تعجبك قدرتهم على تجاهل الكاميرا التي لا وجود لها". وأشارت إلى أن "هناك أصوات مصرية فريدة من نوعها تخرج من الفم بالكاد لتعبر عن الحزن الخفي والاشمئزاز، وعديد من النشطاء صنعوا تلك الأصوات لتبادل الأحاديث عن أولئك الذين خانوا الثورة وباعوا دماء الشهداء، وهنا لن تستطيع أن تقدم المساعدة بل عليك أن تتساءل: من خان الثورة فعلاً؟".