شهد "الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي"- تحت التأسيس- انقسامًا حادًا الثلاثاء بعد إعلان الدكتور عمرو حمزاوي كبير باحثى معهد "كارينجي" وأبرز مؤسسى الحزب انسحابه من مبادرة تأسيس الحزب، اعتراضًا على صدور بيان عن الحزب يندد بفض الاعتصام بميدان التحرير بالقوة بعد أحداث فجر يوم السبت الماضي من دون الرجوع إليه أو التشاور معه بشأنه. وأعلن حمزاوي في بيان على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "أرغب في توضيح أن سبب انسحابي من مبادرة تأسيس الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي بعد نشر البيان السابق ذكره هو رفضي المبدئي للطريقة غير الجماعية وغير الشفافة والتي لم تشهد تصويتًا من قبل الأعضاء والتي تمت بها صياغة البيان". وأضاف إن "قناعتي بأن غياب الجماعية والشفافية له أن يهدم أي بناء حزبي، وبخاصة في مرحلة البدايات جعلتني أقرر أن انسحب من مبادرة تأسيس الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي اتفاقا مع مبادئي والتزامي بالجماعية والشفافية كمقومات أساسية لا غنى عنها في العمل الحزبي والسياسي". وإثر ذلك، بادر عدد من مؤسسي الحزب بإعلان رغبتهم فى الانسحاب منه تأييدا لموقف حمزاوي، بينما اعتبر آخرون أن سعي أعضاء بارين بالحزب لضمه للجنة الحزب التنسيقية كان قرارا خاطئا منذ البداية. وعلمت "المصريون" أن اللجنة التنسيقية للحزب التي تجمع بين التيارين اليساري والليبرالي الملتزم بالعدالة الاجتماعية الديمقراطية لم تتخذ قرارًا بشأن انسحاب حمزاوى أو الاجتماع لتحديد مصير الحزب فى ظل تلك الانقسامات بسبب سفر الدكتور محمد أبو الغار وكيل المؤسسين خارج البلاد، وأنه فور عودته اليوم الأربعاء سيتم تحديد اجتماع عاجل لبحث الموقف. وقالت مصادر بالحزب إن حمزاوي اعترض على الإشارة إلى المؤسسة العسكرية في البيان الصادر عن الحزب يوم الاثنين لإدانة استخدام القوة في فض اعتصام التحرير السلمي فجر السبت، ورفض اشتراك مواطنين مصريين بزيهم العسكري في التظاهرات والاعتصامات لأن ذلك يضفي مظهرًا عسكريًا مرفوضًا على ثورة مدنية، ويتعارض مع طبيعة المؤسسة العسكرية ودورها المتعارف عليه فى العالم كله. وأضاف حمزاوى على صفتحه على "فيسبوك": "للأسف الشديد لم يعد لي أي مسئول في الحزب و لم يؤخذ لا برأيي ولا برأي أخرين في الحزب وصدر البيان دون مناقشة حقيقية، ودون التعديل المقترح، ومثل طريقة العمل هذه تدل علي غياب الجماعية والشفافية في اتخاذ القرار داخل الحزب وتلزمني بمواقف علنية أنا لست مقتنعًا بها". يذكر أن "الحزب المصري الديمقراطي" يضم عددًا من مشاهير حركة اليسار المصري وأساتذة الجامعات مثلل الدكتور محمد غنيم وهنا أبو الغار وإيهاب الخراط، وكان قد بدأ الإعداد لتأسيسه قبل ثورة 25 يناير. ومع قيام الثورة وبزوغ نجم حمزاوي في ساحة العمل السياسى سعى مؤسسو الحزب إلى ضمه، وأعلن بدوره انضمامه وإطلاق الحزب خلال ندوة داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وقام بتوزيع استمارات الاشتراك في الحزب بداخلها، بالمخالفة للقوانين والأعراف التي تحظر الدعاية الحزبية داخل المؤسسات الدينية.