أعرب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عن استعداده للمشاركة في الجهود الرامية لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، لأن الشعب الفلسطيني يستحق أكثر من ذلك لكي يحظي بحياة أفضل، ولأنه لا يمكن الوقوف في وجه إسرائيل بشعب منقسم. وقال الطيب إن الأزهر ليس جهة سياسية وإنما جهة علمية تنزل للسياسة حينما يتعرض المسلمون لسياسات خارجية، موضحًا أنه منذ أن كان رئيسا لجامعة الأزهر وحتى توليه مشيحة الأزهر له مواقف واضحة ضد التطبيع وضد إسرائيل. ودعا خلال استقباله بمكتبه أمس الدكتور محمود الزهار وزير الخارجية الفلسطيني السابق والقيادي بحركة "حماس"، الفصائل الفلسطينية للمصالحة وتوحيد الشعب الفلسطيني، لأنه لا يمكن الوقوف في وجه إسرائيل بشعب منقسم، ولأن إسرائيل تستغل ذلك لوقف المفاوضات. وحث الطيب الفلسطينيين على إنهاء الانقسام المستمر منذ عام 2007، وقال متوجهًا لهم إنه "بدون المصالحة سيقضي بعضكم على بعض، بعيدًا عن إسرائيل، وهذا مخطط لضعفكم وفرقتكم يجب أن تواجهوه بوحدتكم". وأبدى استعداده المشاركة في جهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، مع حفظ حق حركتي "حماس" و"فتح" وحق الشعب الفلسطيني لأن "الشعب الفلسطيني يستحق أكثر من ذلك لكي يحظى بحياة أفضل والأزهر يقف معكم ومن ورائكم". من جانبه، عبر الدكتور محمود الزهار عن ثقته التامة في مؤسسة الأزهر ومواقف شيخ الأزهر من القضية الفلسطينية، وقال "إننا في حركة "حماس" ندعو للمصالحة ونثق في قدرات مصر وشعبها علي إتمام المصالحة، وإننا علي استعداد تام للجلوس مع حركة "فتح" والتصالح. وأشار إلى التعاون الكامل بين أبناء الشعب الفلسطيني مسلمين ومسيحيين في غزة، مؤكدًا أن "حماس" لم ترفع السلاح في وجه احد أبناء الشعب الفلسطيني. في سياق مخنفصل، بحث شيخ الأزهر ووزير الخارجية نبيل العربي سبل تدعيم دور الأزهر التعليمي وتصحيح صورة الإسلام في مختلف دول العالم لكي يؤدي رسالته علي أكمل وجه، وكذلك دور السفارات المصرية في اختيار الدارسين القادمين إلى جامعة الأزهر سواء عن طرق منح أو على نفقتهم الخاصة. وصرح السفير محمود عبد الجواد مستشار شيخ الأزهر، أنه تم الاتفاق على ضرورة التعاون بين الأزهر ووزارة الخارجية في رعاية أئمة الأزهر بجميع دول العالم وتسهيل دورهم في هذه الدول. وأشار إلى أنه تم الاتفاق على عقد اجتماعات بين ممثلي الأزهر ووزارة الخارجية الأسبوع القادم للتنسيق في موضوع الوافدين للدراسة من مختلف دول العالم سواء للمنح الدراسية أو القادمين علي نفقتهم الخاصة، وعقد هذه اللقاءات بصفة دورية. كما تم الاتفاق على ضرورة التنسيق بين السفارات المصرية بالخارج ومبعوثي الأزهر الشريف للمساهمة في تحقيق رسالتهم، بحسب ما أكد مستشار شيخ الأزهر.