اتهم الداعية الإسلامي الدكتور صفوت حجازي، وسائل الإعلام بالكذب والتضليل وإشاعة الفتنة بالمجتمع، عبر حملة التخويف التي يمارسها حاليًا من بروز التيار الإسلامي على الساحة في مصر عقب ثورة 25 يناير، مشددًا على أنه لا وجود لما تعرف ب "الدولة الدينية" في التاريخ الإسلامي. واعتبر حجازي وهو أحد رموز ثورة 25 يناير في سياق تعبيره عن الاستياء من موقف الإعلام تجاه الإسلاميين، أن "الأصل فى الأخبار الكذب، ولا يوجد خبر صادق كل الأخبار كاذبة وأيضًا كل المحللين الذين صدعونا ويصدعونا كذابين"، وعلق بسخرية قائلاً: "كذب المحللون ولو صدقوا". وقال إن الإعلام "يبث الخوف فى نفوس المواطنين من الإسلاميين، ومن المادة الثانية من الدستور، مع أنها لا تشرّع للعبادات ولا الأحوال الشخصية، وإنما هي فى المعاملات فقط وهذا لا يختلف عليه أحد مسلم أو مسيحي، لاأ السارق الذي يحكم عليه الآن في ظل القانون بعشر سنوات مثلا لا يسأله القاضي: أنت مسلم أم مسيحي؟، كذلك فى ظل الشريعة عندما تقطع يده يتساوى فيها المسلم والمسيحي أيضا". وأضاف في ندوة عقدت أمس بكلية التجارة جامعة بني سويف تحت عنوان "أخلاقات الشباب الثائر": "إننا لا نريد دولة دينية لان الدولة الدينية بمفهومها الصحيح هي الدولة "الثيوقراطية"، وهذه لم تكن إلا فى عهد النبي صلى الله عليه وسلم فهو كان الحاكم والشرع، وهذه صفة الأنبياء، ولكن لو الشعب اختار الشريعة الإسلامية والدولة الإسلامية واحتكمنا إلى الصندوق الانتخابي، فماذا يضر المعارضين من تطبيق الشريعة وقتها"، مؤكدًا على عودة دولة الخلافة الإسلامية عاجلا أم آجلا وحث حجازي كافة الشباب على التوجه إلى ميدان التحرير غدًا الجمعة للمشاركة في المظاهرة التي ستطالب بإقالة النائب العام المستشار عبد المجيد محمود، بعد أن ثبت- على حد قوله- علاقته بكثير من المسئولين السابقين، وعلى رأسهم الرئيس المخلوع حسني مبارك. وهدد قائلاً بأنه "إذا لم يتم إقالته يقال فسوف نأخذه من مكتبه ونضعه بأيدينا في مكانه الطبيعي"، وبعد أن استنكر عدم إصدار حكم واحد بحق أي من مسئولي النظام السابق حتى بعد مضي شهرين على الإطاحة بالرئيس مبارك، وقال إن "الثورة مر عليها الآن شهران، ولم يصدر حكم واحد على مسئول". وتساءل : كيف يحاكم الثلاثي صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري, الأمين العام للحزب "الوطني" سابقا، وأحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب سابقا, وزكريا عزمي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية السابق بتهمة الكسب غير المشروع، ويغض الطرف عن جرائمهم فى البلاد منذ أكثر من ثلاثين عاما وإفساد الحياة السياسية والاقتصادية والعلمية. وأكد حجازي أن مظاهرة الجمعة ستطالب أيضا بإقالة الدكتور يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء، الذي ثبت تواطئه مع الحزب "الوطني"، وكان يعد مشروعا للتصالح معه خلال الأيام القادمة إلى جانب تعديه على الذات الإلهية، مضيفا: إننا سوف نطالب يوم الجمعة أيضا بسرعة إقالة المحافظين وحل المجالس المحلية. وذكر أن المطلب الرئيسي للمظاهرة المليونية غدًا يتمثل في سرعة إيداع حسني مبارك وعائلته داخل السجن، وأن يتم محاكمته ويعرض على المحكمة محبوسًا، وسوف يعلن المستشار محمود الخضيري نائب رئيس محكمة النقض سابق، الحكم "شعبيا" بحق "هذا الطاغوت" من ميدان التحرير. وهدد بمظاهرة مليونية بشرم الشيخ إذا لم يتم الاستجابة لمطالب الثوار، وقال إنه منذ أيام الاحتلال الانجليزي لم يطلق الرصاص على المصريين إلا فى عهد حسنى مبارك وأولاده فيكف لا يحاكم من قتل 800 شهيد وجرح أكثر من 6000 آخرين بينهم 1500 أصبحوا بعاهات مستديمة أمام هذه الملايين من الشعب ويكتفوا بتحديد إقامته بشرم الشيخ. من جانب آخر، نفى حجازي مسئولية الدعوة السلفية عن موضوع هدم الأضرحة، وقال إن من فعل هذا فهو "آثم باتفاق العلماء لأننا لا نريد تصرفات تسيء للإسلام والمسلمين بكافة تياراتهم من سلفيين وإخوان وتبليغ وجماعة اسلامية". وطالب فى النهاية الشباب بالعودة إلى أخلاقيات ميدان التحرير أيام الثورة من الترابط والتلاحم والأخوة بين المسلم والمسيحي والإسلامي واليساري. يشار إلى أن أكثر من خمسة آلاف من شباب وشابات جامعة بني سويف وعدد من الأساتذة حضروا الندوة، كما حضرها الشيخ محمد الصاوي والشيخ محمد مصطفى عبد الحافظ الداعية الإسلامي.
