أسفرت المصادمات التي وقعت بين قوات الأمن ومتظاهرين في عدة مدن سورية للمطالبة بإطلاق الحريات، عن وقوع تسعة قتلى، ثمانية في مدينة دوما، وآخر قرب درعا. وجاءت التظاهرات الجديدة بعد دعوة ناشطين سوريين للمرة الثالثة إلى التظاهر بعد صلاة الجمعة التي أطلقوا عليها اسم "جمعة الشهداء" احتجاجا على خطاب الرئيس بشار الأسد السبت الذي لم يعلن خلاله عن أي إجراءات إصلاحية محددة لتهدئة حركة الاحتجاجات غير المسبوقة في البلاد. وقال شاهد من دوما عبر الهاتف إن متظاهرين قاموا بعد خروجهم من مسجد المدينة بعد الصلاة بإلقاء الحجارة على قوات الأمن التي ردت بإطلاق النار عليهم، مشيرا إلى أن عدد القتلى قد يتجاوز العشرة. وأضاف الشاهد "سقط أيضا عشرات الجرحى وقامت قوى الأمن باعتقال العشرات كذلك". وأكد أن نحو ثلاثة آلاف شخص خرجوا من عدة جوامع في دوما القريبة من دمشق للتظاهر بعد صلاة الجمعة وان قوات الأمن قامت بإطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريقهم قبل إطلاق النار. وأوضح أن معظم السكان قاموا بالاحتماء في البيوت وان قوات الأمن نشرت قناصة فوق البنايات كانوا يطلقون النار على كل من يخرج إلى الشارع. وفي دمشق، لم يتمكن مسئول سوري من تأكيد سقوط قتلى، ومساء الجمعة، أعلن مصدر سوري مسئول أن مسلحين أطلقوا النار على متظاهرين في مدينة دوما شمال دمشق ما أدى إلى مقتل عدد منهم وإصابة العشرات من المدنيين وعناصر قوات الأمن. ونقلت وكالة الإنباء السورية الرسمية (سانا) عن المصدر قوله إن "مجموعة مسلحة اعتلت أسطح بعض الأبنية في مدينة دوما بعد ظهر اليوم وقامت بإطلاق النار على مئات من المواطنين كانوا يتجمعون في المدينة وكذلك على قوات الأمن ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى وعشرات الجرحى من المواطنين وقوات الشرطة والأمن". وأضاف "الجهات الأمنية تقوم بملاحقة أفراد المجموعة المسلحة التي روعت الأهالي عبر إطلاق الرصاص بشكل عشوائي". وفي الصنمين في محافظة درعا جنوب سوريا، أكد ناشط لحقوق الإنسان أن شابا يدعى ضياء الشمري في العشرينات من العمر قتل بنيران قوى الأمن على مدخل المدينة. واضاف الناشط أن القتيل جاء إلى الصنمين مع متظاهرين آخرين من بلدتي انخل وجاسم المجاورتين وان قوى الأمن أطلقت النار لتفريقهم. وفي مدينة درعا، تظاهر الآلاف أمام القصر العدلي مطالبين بإطلاق الحريات و"الوحدة الوطنية". وشهدت درعا، مركز الاحتجاج، اكبر عدد من القتلى منذ 18 مارس. وراوحت حصيلة القتلى بين ثلاثين وفق السلطات، و55 حسب منظمة العفو الدولية وأكثر من سبعين حسب هيومن رايتس ووتش و130 كما قال ناشطون. وفي حي الصليبة في اللاذقية شمال غرب سوريا، تظاهر نحو مؤتي شخص بدون أن تتدخل قوات الأمن لتفريقهم، كما جرت تظاهرات في مدن بانياس، حمص، داريا وانخل بحسب ناشطين حقوقيين وأشرطة فيديو نشرت على مواقع الانترنت