وقف القلب يوما يناظر العقل ويباهيه ..... وجلست الروح تستمع فستحكم فيما تسمع. قال القلب ......أنا الذى أسير الحياة .... بدونى يتوقف الجسد وتنتهى الحياه. أنا منبع الحب ... أنا أصل العشق ... أنا من بنبضى تكون الحياة........ نظر العقل مليا ... وتفكر طويلا ثم قال: أنا الحاكم المتأنى فى الامور .... أنا أرض الواقع ... لا سبيل عندى إلا لحلم يتحقق. أنا الحكمة الرصينة .... أنا الهدف المنشود..... أنا حياد الامور. قال القلب : أنت تقتل الروح عندما تتدخل فى الأمور... أنت من يوقف الأمل ..... قال العقل ... الاندفاع وراءك لا يخلف إلا آلاما ... وأوجاعا وربما فشلا... فضحك القلب .... وتنهد ثم قال : ربما كان هناك ألما ولكن ألا تكفى السعادة عندما نحيا بعاطفة جياشة؟ فرد العقل معترضا : أى عاطفة ستبقى وأى سعادة ستأتى من روح كسرت بدقة من دقاتك... وكاد الصراع أن يحتدم لولا أن انطلقت زفرة هائلة مليئة بحرارة تعدل حرارة الشمس فنظر القلب والعقل معا فوجداها هناك نعم إنها هى ..... الروح.... وتساءلت الروح كثيرا وهى تنظر إلى كليهما من أتبع ؟ من أنصر ؟ أيهما أصدق حديثا؟ أيهما أجدر بأن نستمع إلى ما يقول قلوبنا التى تهفو إلى الراحة أحيانا..... إلى الطيبة... والبعد عن الماديات التى أصبحت تملأ حياتنا ... .قلوبنا التى ترى بعين الروح .... إن للقلوب عيونا ترى ..... وتشعر ..... وتحس... إن عيون القلب شبيهة بمعانى الروح ... القلب مندفع بما تهوى الروح..... شقيقها فيما تحب ... رفيقها دوما على الدرب فالقلب هو نبض الروح... أم عقولنا .. التى دوما ما تضع الأمور فى نصابها المادى وتقيسه بفكر المجتمعات، إن العقل دوما هادئ الطبع ... صارم النظرات ... باتر العبارات.... واضح المقصد ..... دقيق الخيار....... واحتارت الروح كثيرا.... فالقلب يحمل الحياة .... والعقل يجملها.... القلب يمرح فى الحياة.... والعقل يوزنها... القلب يملأ الأيام بهجة .... والعقل يحسنها .... القلب يتبع الاحساس .... والعقل يضبط الإحساس أيهما تنصر الروح ... لإي منهما تحكم... لا حياة بلا قلب ... ولا اتزان بلا عقل.. وحقا لا نعلم أيما ننصر ؟ وأيهما نتبع ؟ فلا نعلم ...................أيهما أصدق حديثا؟