قال سكان في مدينة مصراتة الليبية التي يسيطر عليها المعارضون ان القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي شنت قصفا مدفعيا كثيفا على المدينة اليوم الجمعة وان قوات موالية للقذافي هاجمت محال تجارية ومساكن في وسط المدينة. ومصراتة هي آخر معاقل المعارضة الليبية المسلحة في غرب ليبيا لكن بعد اسابيع من القصف والحصار يبدو ان القوات الحكومية تضعف تدريجيا قبضة المعارضة على المدينة على الرغم من الهجمات الجوية على الاهداف التابعة للقذافي في المدينة. وقال أحد السكان ان قوات المعارضة صدت محاولة القوات الحكومية للسيطرة على مركز المدينة لكن القوات الموالية للقذافي شنت بعد ذلك قصفا عشوائيا على ميناء المدينة وعلى وسطها. وقال متحدث باسم المعارضة اسمه سامي لرويترز "استخدموا دبابات وقذائف صاروخية ومورتر وقذائف أخرى لقصف المدينة اليوم. كان قصفا عشوائيا وعنيفا للغاية... لم نعد نميز المكان فالتدمير لا يمكن وصفه." وتابع "الجنود الموالون للقذافي الذين دخلوا المدينة عبر شارع طرابلس ينهبون المكان.. المتاجر وحتى المنازل.. ويدمرون كل شيء." وأضاف "إنهم يستهدفون الجميع ومنازل المدنيين. لا أعرف ماذا أقول.. الله معنا." ونقلت قناة الجزيرة التلفزيونية عن متحدث اخر باسم قوات المعارضة اسمه عبد الباسط ابو مزيرق قوله ان خمسة اشخاص قتلوا من بينهم طفل في السادسة من عمره في سيارة اصابتها قذيفة. ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من روايات شهود العيان والمتحدثين في مصراتة ثالث اكبر المدن الليبية والتي تبعد نحو 200 كيلومتر إلى الشرق من طرابلس حيث لا تسمح السلطات الليبية للصحفيين بتغطية الأخبار بحرية في المدينة. ورفضت مصراتة مثلها في ذلك مثل مدن وبلدات ليبية عديدة حكم القذافي في انتفاضة عمت ليبيا في فبراير شباط. وفي حملة عنيفة استعادت القوات الموالية للقذافي السيطرة على معظم انحاء الغرب الليبي وتركت مصراتة معزولة ومحاصرة. وتقول المعارضة المسلحة انها ما زالت تسيطر على وسط المدينة والميناء لكن قوات القذافي زحفت نحو وسط مصراتة عبر شارع طرابلس الرئيسي. ووصف أحد سكان المدينة قتيلا وصل إلى المستشفى بأنه وصل على هيئة "أشلاء". وقال ان القوات الموالية للقذافي حاولت دخول المدنة من ناحيتي الشرق والغرب ومن ناحية ساحل البحر المتوسط. وقال المقيم في المدينة "هزم الثوار الشجعان ذلك. وبعد ان فشلوا (قوات القذافي) في هذه المحاولة بدأوا كالعادة قصفا عشوائيا استهدف وسط المدينة ومنطقة الميناء والمناطق المحيطة." وقال ليبي يعيش في الخارج ويتصل يوميا بأقاربه في مصراتة ان ضحايا الهجمات بدأوا في التوافد على عيادة بالمدينة تستخدم كمستشفى مؤقت. وقال "الناس.. يصرخون طلبا للنجدة." وهاجمت الطائرات الحربية الغربية قاعدة جوية جنوبي مصراتة حيث تتخذ القوات الموالية للقذافي قاعدتها الرئيسية وقال سكان ان سفينة حربية واحدة على الاقل تابعة للائتلاف المناهض للقذافي رست قبالة قبالة الساحل. لكن بعض سكان المدينة اعربوا عن خيبة أملهم في ان الحكومات الغربية التي أكدت انها لن تلجأ إلى نشر قوات برية في ليبيا لا تبذل ما يكفي من الجهد. وقال شخص آخر يقيم في مصراتة لرويترز في رسالة الكترونية ان الكتيبة 32 أحد افضل الكتائب في القوات الحكومية تدريبا وعتادا تهاجم المدينة. وتساءل هذا الشخص في رسالته عن دور المجتمع الدولي.