تحت عنوان "انتصار مؤقت للديمقراطية المصرية"، قالت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية إن العديد توقعوا بزوغ عهد جديد من الحرية والعدالة الاجتماعية بعد ثورة يناير 2011 في وقت قصير لكن بعد فترة حدثت تطورات لم تكن في الحسبان. وقال رمزي عز الدين رمزي الوكيل السابق لوزارة الخارجية المصرية، إنه كل ذلك لم يكن مفاجئًا نتيجة حالة النضج التي أبداها الشعب المصري بعد بقائه 18 يومًا في ميدان التحرير، لافتًا إلى أنه نادرًا ما تسير الثورات بشكل مستقيم، فبعد انتخاب الإخوان المسلمين ديمقراطيًا لم تحكم الجماعة بشكل ديمقراطي بسبب عقليتهم المغلقة على قناعة احتكار الصدق والحقيقة كما أصدرتها شريعة الله عز وجل. وتابع رمزي:" توليت مهمتي كوكيل لوزارة الشؤون الخارجية سبتمبر 2012، بعد شهر من انتخاب المعزول محمد مرسي رئيسًا للبلاد، وبالتالي فقد اشتركت في جدول أعمال جماعة الإخوان من خلال الوظيفة الدبلوماسية وكنت مستعدًا لمنحه كل ما في وسعي، لكن بعد ثلاثة أشهر استقلت وتركت الخدمة لانزعاجي من الاتجاه المتوقع أن تسير عليه البلاد". وأوضح:" أن الإخوان رأوا أن هناك فرصة لإقامة دولة إسلامية وقاموا بسرقة الثورة، ملثما فعل البلاشفة في روسيا والملالي في إيران، إضافة إلى ذلك فقد وضع دستور تلك الفترة كل الأسس لقيام دولة استبدادية على اعتبار أن الدين يمكنه القيام بحشد داخلي". واستطرد: "أن غطرسة الإخوان أعمتهم عن الشعب المصري ولم يكن لديهم توهم أن يتحول الجيش من أن يكون ذراعاً للدولة الإسلامية، لكن الجيش امتنع عن الدخول في خطتهم والتحول للجهاديين المستمدين أيديولوجيتهم العنيفة من سيد قطب الكاتب المصري ملهم قيادة الإخوان أيضًا". وأضاف:" أن هذه الساعة المظلمة يمكن أن تكون بداية لفصل أكثر قتامة في كتاب التاريخ المصري، وما شهدناه عام 2011 كان بمثابة موجة ثانية لتحرير الشعب المصري، وهذا الوقت من النضال ضد الحكم الاستبدادي سيدفع المصريون لرفض المرونة مع جماعة الإخوان التي لا يمكن لأحد أن يوقفها". وأردف:" أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة بحلول الصيف المقبل يمكن أن تبشر بالأمل لتشكل آخر المرحلة من عملية الانتقال إلى الديمقراطية، بعد أن يتولى المشير عبدالفتاح السيسي الرئاسة صاحب الفضل في إنقاذ البلاد من الإخوان، لكن في الوقت ذاته هناك عدة تحديات سوف تواجه السيسي أولها ضرورة الارتفاع فوق السياسة الحزبية وعليه أن لا يشكل أو ينضم لأي حزب وفي هذه الحالة محتمل أن تنتهي عملية التحول الديمقراطي". وتابع: "ثاني التحديات هي مكافحة الإرهاب فيجب منح المصريون الأمان المرغوب مع عدم النيل من الحريات الأساسية التي تعد الطريق للديمقراطية، ثالثًا يجب أن تكون هناك إدارة قوية لا تدير عقارب الساعة للوراء لبضعة أشهر حتى تصل لعهد الإخوان أو لمدة عام لتقف عند نظام مبارك أو لعقود لتواجه العهد الناصري أو لقرون لفترة السلفية المتشددة، فكل ذلك يحتاج لرؤية مجتمعية حديثة منفتحة متسامحة ثابتة في تقاليدها وثقافتها. أما رابع التحديات كما يقول "فهي إصلاح نظام التعليم في مصر بعدما كان واحدًا من أفضل الأنظمة في العالم النامي، وكان متدرجًا متطلعًا للخارج، أفرز أربعة من الحائزين على جائزة نوبل، لكنه بعد ذلك استند إلى التلقين بدلاً من التعليم، لينتج الجهاديين". وأضاف :" أن خامس المواجهات هي ضرورة تلبية الحكومة الجديدة لتوقعات السكان الاقتصادية من أجل مستقبل أفضل، فهناك تحديات هائلة تنتظرنا تتطلب تضحيات كبيرة، لذا يجب أن تكون جديرة بالثقة لتستطيع إقناع الشعب بأن الدواء المر هو الضروري". وخلص رمزي إلى أن كثيرين من الغرب يشككون في قدرة مصر على الخروج من تلك التحديات الهائلة، لافتًا إلى أنه مازال هناك أملاً متجددًا، خاصة بعدما نزع الشعب المصري رئيسين في أقل من ثلاث سنوات". http://www.ft.com/cms/s/0/33459c9e-ade6-11e3-9ddc-00144feab7de.html#axzz2wR9oJRbm