تحول مشهد العنف بالملاعب التونسية وخارجها الى حالة غير مسبوقة في تاريخ الموسم الرياضي الحالي,فبعد أن اقتربت جولة المحترفين بالقسم الوطني- أ- لكرة القدم من نهاياتها الأخيرة ,عاشت الجماهير في تونس منذ يومين فقط على خبر فاجعة وفاة فتاة تونسية لايتجاوز عمرها العشر سنوات وذلك على اثر اصابتها بجروح خطيرة بعد أحداث شغب اجتاحت الملاعب التونسية يوم الأحد الماضي يذكر أن هذه الفتاة الصغيرة كانت وحيدة عائلة تونسية شابة اعتاد أحد طرفيها على التردد على الملاعب من أجل تشجيع فريقه بالدوري التونسي واندلعت شرارة الشغب الجماهيري في العديد من الملاعب منذ بداية مرحلة الاياب بالدوري التونسي احتجاجا على ما يصفونه بانحياز التحكيم لبعض الفرق غير أن الأخطر كان على مدار الأسبوعين الأخيرين حين اقترب الدوري الوطني المحترف من مرحلة العد التنازلي ليضع كبرى الفرق على محك المنافسة على لقب البطولة كما هو حاصل مع متصدري الترتيب الترجي الرياضي والنجم الرياضي الساحلي فيما وضعت فرق أخرى عريقة كشبيبة القيروان والنادي الرياضي البنزرتي على محك اثبات جدارة بقائها بالقسم الوطني درجة أولى يذكر أن الملاعب التونسية لم تشهد أحداث شغب دموية كما حصل منذ أيام قلائل,وكان اخر عهدها بأحداث على درجة خطيرة من العنف سنة1999 حين تنازل فريقا الأولمبي الباجي- على ميدانه بمدينة باجة- مع عملاق الكرة التونسية الترجي الرياضي التونسي تونس والأحد الدامي لهذا الموسم أما عن الأحد الدامي لهذا الموسم الرياضي فقد اندلعت شرارة أحداثه يوم 26 مارس من السنة الجارية بين مشجعي متصدري الطليعة الترجي والنجم لتخرج الأحداث عن مربع السيطرة على الطريق السريعة الرابطة بين تونس العاصمة ومدينة سوسة بالوسط الساحلي للبلاد ,مسفرة بذلك عن جرح الكثيرين ووفاة فتاة متأثرة بجروحها الخطيرة غير أن قوات مكافحة الشغب التونسية تمكنت من وضع حد للاشتباكات بعد أن تعرضت العديد من السيارات للتحطيم والهجوم بالحجارة بما فيها حافلة البث التلفزي التابعة لمؤسسة الاذاعة والتليفزيون والتي يقدر ثمنها بما يقارب الثلاثة ملايين دولار أمريكي من جهة ثانية ألقت قوات مكافحة الشغب القبض على عشرات من مشجعي الفريقين بعد أن عثرت على عصي وحجارة وزجاجات على ذمة بعض العناصر المشجعة للفريقين وفيما أدان مسؤولو الفريقين المتصدرين لطليعة الترتيب سلوك البعض من مشجعيهما,فان ظاهرة العنف في تونس أصبحت محل رصد وتحليل ومتابعة من قبل المتخصصين في علوم النفس والسياسة والاجتماع بعد أن تفشت بعض مظاهر الجريمة المنظمة وغير المنظمة في كثير من مدن البلاد وفي هذا الصدد فان البعض من المتابعين للأوضاع الاجتماعية والسياسية بالبلاد يرصد في قلق كبير تحول بعض جرائم السرقة والشرف الى محاولات قتل حقيقية أدت أحيانا الى طعن بالسكاكين وتمثيل بالمجني عليه كما هو حاصل مع العشرات من جرائم سرقة الهاتف المنقول أو جرائم السطو على ركاب بعض وسائل النقل العمومية في وضح النهار وفيما تزداد الانتقادات بحدة للسلطات التونسية في التعاطي مع مسببات هذه الظواهر وأبعادها السياسية غير الظاهرة للعيان فان أصوات المعارضين تزداد ارتفاعا وحدة مع مرور الأيام من أجل الشروع في حركة اصلاحية عامة باتت تلقى تأييدا ومساندة واسعة في الداخل والخارج,كما حظيت بتأييد دولي معلن وفي اتصالات هاتفية طارئة ومستعجلة علمت صحيفة "المصريون" أن مراسل العربية نت في تونس يتعرض منذ أشهر عدة لمضايقات شديدة من قبل الجهات الأمنية,فعلى مدار أكثر من أسبوع تعذر على مراسلها من تونس السيد سليم بوخذير القيام بعمله بشكل معتاد حيث تم طرده في أكثر من مناسبة من مقاهي الانترنيت عندما كان يهم بتحرير تقارير يتطلبها واجبه المهني والاعلامي الحر وفي اتصالات هاتفية متكررة بمراسلنا الاعلامي التونسي مرسل الكسيبي أكد مراسل العربية نت على أنه يتعرض لضغوطات غير مسبوقة وأن الجهات المتعاقد معها في اطار عقد عمل سابق مع جريدة الشروق قامت باخلاء مكتبه واحالة كل مافيه من وثائق على جهات غير معلومة من جهة ثانية أكد الصحفي سليم بوخذير على أن ارادة سياسية تتجه الى تجويعه عبر ايقاف كل مستحقاته المالية واخضاعه لمساومات أسرية تهدف الى تهديد حريته بالتقييد والسجن يذكر أن تونس تتعرض الى انتقادات داخلية ودولية شديدة نتيجة تدهور وضع الاعلام ووضع الحريات مقارنة بما كان عليه الوضع في سنوات الثمانينات وجراء القيود المفروضة على الكثيرين من رجال الصحافة والاعلام والذين صدرت في شأنهم أشهر المنظمات العالمية المعنية بالشأن الاعلامي العشرات من التقارير والبيانات,فيما تتعرض شبكة الانترنيت الى رقابة صارمة أدت الى الزج ببعض الشباب التلمذي والطلابي الى السجون في قضية سابقة عرفت بقضية مبحري أريانة وجرجيس,والذين أصدر في شأنهم الرئيس بن علي عفوا بعد أن اشتدت في شأنهم وفي شأن حوالي 400 معتقل سياسي أغلبهم من حركة النهضة الضغوطات الدولية ,فيما أعلن مسؤول أميركي رفيع المستوى قبل أسبوعين في تونس ان الولاياتالمتحدة ترغب في مزيد من التعاون مع تونس من أجل ترسيخ الاصلاحات واعطاء دفع لحقوق الانسان. وقال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ولش أثناء زيارته لتونس قبل أسبوعين ان "الولاياتالمتحدة ترغب في تعزيز التعاون مع تونس في مجالات جديدة واعطاء دفع للديموقراطية وحقوق الانسان والمبادرة الفردية". واضاف "نحن على استعداد لدعم مؤسسات ديموقراطية جديدة ودعم المزيد من الحرية من اجل التطور الاقتصادي في تونس واوضح ولش الذي قام بزيارة خاطفة لتونس يوم الأربعاء15 مارس "يجب التقدم خصوصا مع التطورات الجارية في الدول المجاورة". وقال ايضا ان واشنطن تواصل "تشجيع تونس ودول المنطقة على القيام باصلاحات ديموقراطية" مثل حق الاجتماع "وتوسيع مجال المجتمع المدني مع الاعتراف بمكونات جديدة" بالاضافة الى حرية الصحافة وحرية الوصول الى الانترنت كاتب واعلامي تونسي