طالب شباب جماعة "الإخوان المسلمين" أمس في ختام مؤتمرهم الذي عقد تحت عنوان "رؤية جديدة من الداخل" بتعديل لائحة الجماعة حتى يتسنى للشباب والنساء شغل عضوية مكتب الإرشاد، أعلى هيئة تنفيذية الجماعة، وإجراء مراجعات شاملة على غرار مراجعات الجماعات الإسلامية. ومن المقرر أن يتم رفع التوصيات التي انتهى إليها المؤتمر- الذي يعد الأول من نوعه في تاريخ الجماعة، وسط غياب قيادات الجماعة وأعضاء مكتب الإرشاد- إلى المرشد العام للجماعة وأعضاء مكتب الإرشاد ومجلس الشورى العام والمكاتب الإدارية للجماعة في جميع المحافظات. وطالب مؤتمر شباب "الإخوان" بدراسة الأفكار والتوصيات الخارجة عن المؤتمر ومناقشتها قبل إصدار القرار النهائي بشأن حزب "الحرية والعدالة" الذي تعتزم الجماعة إطلاقه قريبًا, واستشارة المتخصصين وأهل الخبرة سواء داخل أو خارج الجماعة، للتوصل لرؤية محددة بشأنه. كما طالبوا بالتراجع عن تصريحات المرشد العام الخاصة بعدم السماح لأعضاء "الإخوان" بالمشاركة في أحزاب أخرى، وترك الباب مفتوحا لمشاركتهم في أى حزب يلتزم بالمرجعية الإسلامية ولا تتعارض برامجه مع المبادئ الأساسية للإسلام. ودعوا إلى انتخاب كافة أفراد الهيئة التأسيسية للحزب، مع مراعاة وجود نسبة معتبرة من المؤسسين من خارج "الإخوان"، وهم بدورهم يصيغون لوائح الحزب وبرنامجه وينتخبون رئيسا, وأن يكون هناك وكيلان لمؤسسي الحزب من خارج مكتب الإرشاد، وذلك تحقيقا لاستقلالية الحزب عن الجماعة، وأن يكون أحدهما من الشباب أقل من 35 سنة. وشددت التوصيات على استقلالية النشاط الحزبي عن كافة الأنشطة الدعوية والاجتماعية والسياسية الأخرى, والمسارعة في التقدم بأوراق إشهار مؤسسة أو جمعية "الإخوان المسلمين" بوزارة التضامن الاجتماعي، والحصول على الترخيص القانوني والعلني لها, وفتح حوار مباشر ومفتوح بين أفراد "الإخوان" على كافة المستويات بكل المناطق والمحافظات من خلال عقد ندوات ولقاءات مفتوحة. كما اقترح المؤتمر إنشاء قسم للشباب يهتم بقضاياهم بعد سن الجامعة لتوفير المعلومات والدراسات ودعم مراكز اتخاذ القرار بالجماعة, وتبني عقد مؤتمرات نوعية في المجالات المختلفة كالإعلامية والتربوية والدعوية من داخل الإخوان وخارجها. وجاء ذلك فيما كشف شباب "الإخوان" أن الجماعة قررت أن يكون عدد مؤسسي حزب "الحرية والعدالة" المقرر بدء نشاطه قريبا ألف عضو، على أن يكون 70 % من هؤلاء من "الإخوان"، و20 % من غير "الإخوان"، و10 % من المسيحيين. وطالب عدد من الشباب الاكتفاء بحزب واحد ل "الإخوان" خلال المرحلة الإنتقالية الحالية التي تمر بها مصر والجماعة, ثم بعد أن تنتهى المرحلة الانتقالية يمكن لأعضاء الجماعة الراغبين فى إنشاء أحزاب سياسية أخرى أن يقوموا بذلك. في الأثناء، طالب الشباب الجماعة بأن تبادر إلى القيام ببمراجعات شاملة على غرار المراجعات التى قامت بها الجماعات الإسلامية في كل شيء وكل المجالات فيما عدا ثوابت الشريعة الإسلامية. وطالب محمد حلمي أحد المشاركين في المؤتمر بتعديل اللوائح الخاصة بالجماعة لتسمح بحصول النساء والشباب على عضوية مكتب الإرشاد وعدم قصر عضويته على الشيوخ كبار السن, وطالب بإعادة انتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة لتجرى بصورة علنية. بدوره، كشف محمد فرج أحد الشباب المشاركين عن ازدواجية في خطاب الجماعة، وأنها تخاطب الرأى العام بلغة غير تلك التى يخاطبونهم بها في الأسر والشُعب، ففي حين يعلن قيادات "الإخوان" للرأي العام أن الجماعة تطالب بدولة مدنية بمرجعية إسلامية، يقولون في المحاضرات داخل الأسر والشُعب أنه يجب العمل في سبيل إقامة دولة إسلامية في مصر تكون نواة للحلافة الإسلامية التي تجمع تحت لوائها جميع بلاد العالم الإسلامي. أما محمد نور، أحد قادة شباب "الإخوان" فطالب الجماعة بأن يكون عملها في العلن وأن تنتهى مرحلة العمل السري تماما بعد زوال الأسباب السياسية والأمنية التى كانت تجعل الجماعة تلجأ للعمل السري. وأكد أن العمل السري يؤدي إلى فساد الذمم والنفوس وحدوث فساد ومخالفات مالية، خاصة وأن المجتمع الإخواني ليس مجتمع من الملائكة- على حد تعبيره- كما أن العمل السري، ومبدأ السمع والطاعة يؤدي إلى قتل الإبداع والابتكار. وقال نور إن المشروع الإسلامي النهضوي ليس خاصا ب "الإخوان" وحدهم, لكن مشيئة القدر كانت وراء تحمّل الإخوان هذه المسئولية بعد انهيار الخلافة الإسلامية في تركيا. في حين انتقد إبراهيم الهضيبي حفيد مرشد الجماعة الأسبق المستشار مأمون الهضيبي رفض الدكتور محمد بديع مرشد الجماعة انضمام أي من أعضاء الجماعة لأي حزب سياسى آخر غير الحزب الذي أنشأته الجماعة، وقال إن الإسلام ليس أيديولجية لكنه نظام شامل لكل جوانب الحياة وبرنامج "الإخوان" هو جزء من المنهج الإسلامي الشامل. وأكد المهندس محمد شمس أحد قادة شباب "الإخوان" ضرورة أن يشهد المجتمع المصرى تعددية حقيقية، وحذر من سيطرة كيان سياسي واحد على البلاد، ومن أن تستبدل ديكتاتورية الحزب "الوطني" بديكتاتورية سياسية أخرى حتى ولو كانت ترفع شعار وأيديولوجية الإسلام. وقال إن الشعب المصري سيرفض ويتصدى لقيام أي ديكتاتورية أخرى، بعد زوال الحزب الحاكم سابقا حتى ولو كانت ترفع راية الإسلام، في إشارة تحذير إلى "الإخوان".