بهذه الكلمات صرخ الشيخ العراقي المثقل بهموم السنين ومأسي الأوضاع في العراق التي أرهقت كاهله خاصة بعد فقده لولده الذي أعتقل من قبل قوات تابعة لحكومة المالكي ولا يعرف عنه شيئاً منذ أربع سنوات.. هذا الرجل إنظم اليه العديد من آباء وأمهات المعتقلين العراقيين متظاهرين في ساحة التحرير وسط بغداد وهم يرفعون صور أبنائهم الذين غيبتهم سجون الحكومة الطائفية في عراق ما بعد الإحتلال، هذه التظاهرات جاءت بعد يوم من مهزلة البرلمان العراقي الذي أجمع أعضاؤه على إهانة الشعب العراقي المثخن بالجراح فوجهوا اليه صفعة جديدة بوقوفهم الى جانب المتظاهرين في البحرين والمطالبة بالإستجابة لحقوقهم وأبدوا إستنكارهم الشديد لإستعمال القوة ضد المتظاهرين العزل ، فقام أحدهم غاضبا وهو يطالب بتعليق جلسات البرلمان تضامناً مع المتظاهرين في البحرين، وآخر طلب قراءة الفاتحة على أرواح من سقطوا في تظاهرات البحرين، وآخر دعا الى تخصيص مبلغ خمسة ملايين دولار لمساعدة أهلنا في البحرين (حسب تعبيره) هذه الجلسة جاءت في وقت خرج العراق من جنوبه الى شماله في مظاهرات تطالب بتغيير الحكومة التي لم ير الشعب منها إلا الفساد والقتل والترهيب، ولم توف بأي وعد من وعودها رغم الأرقام المهولة التي أعلنتها الحكومة سابقاً كمخصصات للإعمار والخدمات. الآباء المفجوعون والأمهات الثكالى الذين وقفوا يحملون صور أبنائهم تسائلوا لماذا يتعامل البرلمانيون مع الشعب بهذه الطريقة المهينة ؟ فإبراهيم الجعفري يتسائل بكل عصبية هل يجوز إستعمال القوة ضد شعب أعزل؟؟؟ فماذا تسمي إذن ما قامت به قواتكم في قمع المتظاهرين العراقيين؟ أما باقر صولاغ الذي يعرفه العراقيون بأنه أكبر سفاح عرفه العراق في ظل الحكومات الطائفية التي توالت بعد الإحتلال، فهو صاحب فضيحة سجن الجادرية وصاحب فنون التعذيب القذرة بأبشع الوسائل التي طالت المدنيين الأبرياء في العرق حين كان وزيراً للداخلية ، يتسائل هذا المجرم في جلسة البرلمان ما ذنب الأطفال والنساء والشيوخ في البحرين، ألم ترَ شوخنا ونسائنا وأطفالنا وهم يستغيثون من جرائمكم؟ ألم يرق اليهم قلبك؟ لماذا تتباكون على شعب البحرين ولا تتحرك ضمائركم على ما يجري لشعبكم من تحت أيديكم؟ وبأي حق تقدمون خمسة ملايين دولار من أموال الشعب الجائع تبرعا لضحايا البحرين؟ أم أن هذا الشعب ليس شعبكم ولا تهمكم مأساته ؟ . لا أعتقد أن هناك غرابة في الأمر، فيوماً بعد يوم يثبت أعضاء هذه الحكومة التي أسماها البعض بالناقصة وأسماها آخرون بغير الشرعية بأنهم لاينتمون لهذا الشعب لا من قريب ولا من بعيد، وهذا ما اكدوه بتصرفهم المشين، فرد عليهم الشعب في ساحة التحرير على لسان ذلك الشيخ المفجوع "أنتم لاتمثلون الأمة" كاتب وإعلامي عراقي