كانت لدي معلومات قبل عدة أسابيع عن قلق يحدث داخل الجماعة الإسلامية ، إحدى أهم فصائل العمل الإسلامي في مصر ، وكنت على علم بأن هناك خلافات عديدة وعميقة بين قيادة الجماعة وبين قطاعات عديدة من قواعدها وقياداتها الوسيطة ، بل وبعض أعضاء مجلس شورى الجماعة ، وقد تمنيت أن يفضي الخلاف إلى بعض التوافق ، خاصة في ظل تراث إداري وإنساني داخل الجماعة ميزها على مدار السنين ومكنها من احتواء أي تصدعات رغم المحن الشديدة التي مرت بها ، حتى ظهر فجأة البيان الذي تفضل بإرساله الشيخ ناجح إبراهيم يؤكد أن الجماعة قررت فصل الدكتور صفوت عبد الغني ، أحد أبرز قيادات الجماعة وناشطيها في السنوات الأخيرة ، وكذلك تجميد عضو مجلس الشورى الدكتور عصام دربالة والتحقيق معه ، وأضاف البيان تحفظه على تصريحات عبود الزمر ، عضو مجلس شورى الجماعة والقول بأن كلامه وآراءه لا تمثل إلا شخصه ، وعندما يضمن هذا الكلام في بيان رسمي من الجماعة ، وبعد خروج الشيخ من سجنه الطويل بأيام قليلة ، فإنه يكشف عن أن الصدع أكبر مما كنا نتخيل ، وأن الأيام ربما تكون حبلى بالمزيد من المشكلات . وصلتني على الجانب الآخر رسائل ، تحتج على نشر البيان المشار إليه دون توضيح ، وربما تتهمنا بالانحياز إلى طرف ضد طرف في هذه الأزمة ، ومن باب رفع الملام والتأكيد على حياديتنا أنشر نص رسالة من هذه الرسائل ، تعبر عن وجهة النظر الأخرى ، وهي رسالة باسم : محمد الأنصاري ، أحد أبناء الجماعة الإسلامية ، والتعريف من عنده طبعا ، يقول فيها : السادة الأفاضل / محمود وجمال سلطان السلام عليكم ورحمة الله ، وتحية طيبة من عند الله مباركة وبعد لقد قرأت مثل جميع إخواني في الجماعة الإسلامية البيان المرسل إليكم والذي فيه فصل د. صفوت عبد الغني والتحقيق مع د.عصام دربالة والكلام الذي جاء فيه محض افتراء من شخصين معروفين لكل أبناء الجماعة الإسلامية وهما (؟؟؟؟؟) وهما موضع ريبة عند كل ابناء الجماعة تقريبا . ولقد جاء البيان استباقا لما دعا إليه أبناء الجماعة لتصحيح اوضاعنا بعد ثورة 25 يناير المباركة وقد طلبنا عقد جمعية عمومية للجماعة يختار منها ابناء الجماعة مجلس شوري جديد . وقد دعونا الي ذلك يوم السبت المقبل ولما كان كلا من (؟؟؟؟؟؟ و؟؟؟؟؟) يعلمون تماما انهم سوف يقصون من مجلس الشوري بالاجماع استبقوا الاحداث بهذا البيان المفتري فنحن ابناء الجماعة كنا نعد منذ كنا في السجون ان مجلس الشوري الحقيقي للجماعة هم كل من الشيخ عصام دربالة الشيخ عبود الزمر الشيخ عاصم عبد الماجد الشيخ اسامة حافظ الشيخ طارق الزمر وهولاء هم الذين نثق بهم اما هؤلاء الذين افتروا الكذب والبهتان بان الشيخ عصام والشيخ صفوت يرفضون المبادرة فهذا من باب الترهيب الفكري لاي احد يحذوا حذوهم . وايضا تحريض السلطات عليهم وهذا ما لم نكن نتوقعه منهما ابدا فلذلك وغيره سقطوا من اعيننا ولا سلطان لهم علي الجماعة بعد الآن قال الله تعالي ( وقد خاب من افتري ). انتهت رسالة محمد الأنصاري ، والتي ذيلها بهاتفه المحمول ، والحقيقة أني لم أتصل به ، لأني لا أريد أن أكون طرفا في مثل هذا الموضوع ، واكتفيت بنشر وجهة نظره ، عملا بالمسؤولية الأخلاقية للإعلام تجاه نشر الرأي والرأي الآخر ، متمنيا أن يوفق الله أبناء الجماعة الإسلامية وقياداتها إلى تجاوز هذه الأزمة بأقصى قدر من الحكمة وسعة الصدر ، لأن مصر في المرحلة المقبلة في حاجة لجهد جميع أبنائها من كل التيارات بما في ذلك بالطبع التيار الإسلامي . [email protected]