أعلن التلفزيون البحريني اليوم الثلاثاء فرض حالة الطواريء في البلاد على نحو فوري ولمدة ثلاثة أشهر. وجاء في بيان تلي بالتلفزيون إن الملك كلف قائد قوات الدفاع باتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية سلامة البلاد والمواطنين. إلى ذلك، أعلن مصدر أمني سعودي أن أحد رجال القوات المسلحة السعوديين الذين وصلوا إلى البحرين "قتل" اليوم الثلاثاء متأثرا بطلق ناري من المتظاهرين. وقال المصدر، الذي فضل عدم كشف هويته، إن: "أحد الجنود في القوات البرية السعودية وهو برتبة رقيب أول استشهد اليوم الثلاثاء اثر اشتباكات مع المتظاهرين في البحرين". وأضاف المصدر أن الجندي قتل نتيجة إطلاق نار من مجهول وسط التظاهرات. وكانت السعودية أرسلت حوالي 1000 جندي من قوات "درع الجزيرة" إلى البحرين التي طلبت مساعدة عسكرية من مجلس التعاون الخليجي. وفي طهران، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست اليوم الثلاثاء إن وجود قوات أجنبية بالبحرين "غير مقبول"، مضيفا أن وجود قوات أجنبية والتدخل في شؤون البحرين الداخلية غير مقبول وسيزيد الأمر تعقيدا". إلا أن البيت الأبيض سارع أمس الإثنين للاعلان عن إن الولاياتالمتحدة لا تعتبر دخول قوات الأمن السعودية إلى البحرين غزوا. بينما قال مسؤول كبير بادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما ان السعودية دخول قوات "درع الجزيرة" الاراضي البحرينية أبلغت الولاياتالمتحدة بشان دخول قوات سعودية إلي البحرين قبيل تحرك القوات لكن المملكة لم تتشاور معها بشان هذه الخطوة. وأبلغ المسؤول الصحافيين في باريس "تم ابلاغنا قبيل (تحرك القوات) لكنهم لم يتشاوروا معنا". وحثت وزارة الخارجية الأميركية مواطنيها اليوم الثلاثاء على تجنب السفر للبحرين ولمحت إلى ضرورة أن يغادر الأميركيون المقيمون هناك البلاد بسبب ما تشهده من اضطرابات. وقالت الخارجية أيضا في بيان إن عائلات أفراد العاملين بالسفارة الأميركية بالبحرين يمكن أن يغادروا البلاد طوعا. وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أعربت أمس الاثنين عن "قلقها العميق ازاء الوضع الخطير" في البحرين خلال محادثاتها مع وزير خارجية الامارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان في باريس. وقال المسؤول الأميركي: "لقد اعربت الوزيرة عن عميق قلقها ازاء الوضع الخطير في البحرين". واضاف انها كانت تشير الى الاحداث الجارية هناك "في سياقها العام"، بما فيها "تنامي (الافعال) الاستفزازية" التي يقوم بها المتظاهرون المعارضون للنظام والموالون للحكومة، وكذلك ارسال قوات خليجية الى البحرين. واوضح ان كلينتون دعت الى "ضبط النفس" في البحرين، سواء من القوات البحرينية او القوات الخليجية. ونقل المسؤول الاميركي عن كلينتون قولها ان "على كل القوات الامنية الموجودة في البحرين، بما فيها قوات مجلس التعاون الخليحي المنتشرة هناك، ان تمارس التأني محتجون بحرينيون أمس الاثنين وضبط النفس". واعلن وزير الخارجية الاماراتي قبل لقائه كلينتون على هامش اجتماع مجموعة الثماني ان بلاده ارسلت حوالي 500 شرطي الى البحرين، الى جانب ارسال السعودية نحو الف من عناصر قوات درع الجزيرة، بهدف "احلال الامن". وكان انور محمد قرقاش وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية اعلن الاثنين ان الامارات قررت ارسال قوة امنية الى البحرين "للمساهمة في حفظ الامن والنظام" استجابة لطلب مملكة البحرين. واضاف قرقاش ان: "دولة الإمارات تؤكد أن خطوتها هذه تمثل تجسيدا حيا لالتزاماتها تجاه أشقائها ضمن منظومة دول مجلس التعاون، وتعبر بصورة ملموسة عن أن أمن واستقرار المنطقة في هذه المرحلة يتطلب منا جميعا الوقوف صفا واحدا حماية للمكتسبات ودرءا للفتن". واكد قرقاش ان هذا القرار ياتي "تأكيدا على حرص دول المجلس على الوقوف صفا واحداً في مواجهة أي خطر تتعرض له واعتبار أمن واستقرار دول المجلس كلاً لا يتجزأ والتزاما بالعهود والاتفاقيات الامنية والدفاعية المشتركة". من جهتها دعت السلطات البحرينية مساء أمس الاثنين الشعب الى "التعاون التام" مع القوات الخليجية التي دخلت المملكة لمساعدة السلطات على مواجهة تمدد التحركات الاحتجاجية. وجاء في بيان رسمي بحريني "بدأت طلائع قوات درع الجزيرة المشتركة بالوصول الى مملكة البحرين (...) انطلاقا من مبدأ وحدة المصير وترابط امن دول مجلس التعاون على ضوء المسؤولية المشتركة لدول مجلس التعاون في المحافظة على الأمن والإستقرار". وذكر البيان باعتبار وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماعهم الاخير ان "امن واستقرار دول المجلس كلا لا يتجزأ بمقتضى اتفاقيات التعاون الدفاعية المشتركة بين دول مجلس التعاون" من اجل "ردع كل من تسول له نفسه الاخلال بأمنها وزعزعة استقرارها وبث الفرقة بين مواطنيها". وناشدت القيادة العامة لقوة دفاع البحرين المواطنين والمقيمين في المملكة "بالتعاون التام والترحيب بإخوانهم من قوات درع الجزيرة المشتركة" بدول مجلس التعاون الخليجي.