شَهدَت مناقشات مجلس الأمن أمس الاثنين بشأن فرض منطقة حظر للطيران فوق ليبيا, انقسامًا في مواقف دول المجلس الأعضاء الخمسة عشر. فبينما قادت فرنسا وبريطانيا الدعوة لفرض حظر على الطلعات الجويَّة العسكريَّة في مختلف أنحاء ليبيا, فقد قالت روسيا: "إن لديها أسئلة بخصوص الاقتراح". وقال السفير الفرنسي لدى الأممالمتحدة جيرار أرو قبل الاجتماع المغلق للمجلس: "الآن بعد صدور هذا البيان من الجامعة العربيَّة نأمل بالفعل أن يؤدي ذلك لتغيير قواعد اللعبة بالنسبة للأعضاء الآخرين في المجلس". وأضاف أرنو في أعقاب الاجتماع غير الحاسم أنه ما زال يأمل الحصول على موافقة على قرار حظر الطيران, مشيرًا إلى أنه قرار الحظر ممكن حتى الآن, وقال: "لم يكن هناك رفض كامل، كانت هناك مخاوف وأسئلة، لكنني أعتقد أننا نمضي قدمًا". وأكَّد أن مجلس الأمن ينبغي أن يعمل على نحو أسرع نظرًا للوضع في ليبيا حيث شنَّت القوات الموالية للزعيم معمر القذافي هجومًا ضاريًا على الثوار. وقال أرنو: "نفضل العمل بأسرع ما يمكن ونريد أن يعمل شركاؤنا في المجلس بنفس الإلحاح الذي نعمل به، هذا هو مبعث الأسف البسيط لدي". في المقابل, ذكر السفير الروسي فيتالي تشوركين للصحفيين أن المجلس ليس في وضع يمكنه من التصويت على حظر الطيران وأن بعض أعضاء المجلس يحتاجون إلى المزيد من المعلومات. وقال تشوركين: "أسئلة أساسية تحتاج إلى إجابات, لا مجرد ما نريد أن نفعله بل كيف سينفذ. إذا فرض حظر للطيران فمن الذي سينفذه، دون هذه التفاصيل أو الإجابات على تلك الأسئلة فمن الصعب جدا اتخاذ قرار مسئول". وأضاف أن موسكو ما زالت "منفتحة الذهن ولم ترفض فكرة الحظر الجوي". ومن جانبه, قال السفير الألماني بيتر فيتيش: إن برلين تؤيد تشديد العقوبات التي أقرَّ مجلس الأمن فرضها على القذافي وعائلته والمقربين منه يوم 26 فبراير الماضي, لكنه كان أكثر تشككًا بخصوص فكرة حظر الطيران. وأضاف: "طُرحت أسئلة, وطرحنا بعض الأسئلة وما زال بعضها دون إجابة". وأمّا وفد الولاياتالمتحدة فقد غادر قاعة مجلس الأمن دون الإدلاء بتعليق للصحفيين المتجمعين هناك. وذكر السفير اللبناني نواف سلام ممثل الدولة العربيَّة الوحيدة في مجلس الأمن حاليًا للصحفيين أن وفده سوف يساعد في إعداد مسودة قرار. وقال سلام: "سيعاود المجلس الانعقاد قريبًا لمناقشة الموضوع ونأمل أن يتخذ قرارًا قريبًا بهذا الخصوص". وأوضح أن لبنان يريد من المجلس "العمل بأسرع ما يمكن بخصوص موضوع حظر الطيران". وأضاف: "نعتقد أنه ليس طلبًا مشروعًا فحسب بل طلب ضروري، ينبغي اتخاذ إجراءات لوقف العنف ووضع حدٍّ.. الموقف في ليبيا وحماية المدنيين هناك".