بعد ثورتين ، تستعد مصر لانتخاب رئيسها الثانى ، الرئيس القادم تنتظره ملفات صعبة وشائكة ، أولها وأصعبها من وجهة نظرى هو تحقيق مصالحة شاملة ،إذ لا يمكن أن تستقيم الأمور لأى رئيس فى ظل هذا التناحر والتنافر والانقسام !! الرئيس القادم لابد وأن يحكم فى " هدوء " حتى يتفرغ إلى تحقيق أهداف الثورة ، وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس ديمقراطية تلبى تطلعات الملايين من أبناء شعبه .. أعلم علم اليقين أن هناك أصواتاً – فى الداخل - لا تريد أن تكون هناك مصالحة ، أو على الأقل ، إن تمت ، تكون بشروطها الجائرة والقاتلة ، وربما يبدو هذا الطرح مستغرباً عند البعض ، إلا أنه يبدو منطقياً للغاية إذا ما أعادنا قراءة المشهد المصرى بكل تفاصيله !! أرى أن أصحاب السلطة والثروة لن يرحبوا بهكذا مصالحة – إذا لم تصب فى مصلحتهم بالطبع – فاتمام عملية المصالحة عملياً يعنى أن الدولة ستتفرغ لمحاربة الفساد أينما وجد ، وهذا بالطبع لن يرضى " الأسياد" الذين كثيراً مايرددون أنهم أصحاب الفضل فى نجاح ثورة 30 يونيه !! الرئيس القادم يجب أن يعرف أن السيادة الآن أصبحت للشعب، والشعب لا يطلب الكثير ، فقط هو يريد أن يعيش فى عدالة تحفظ له كرامته وترتقى بآدميته وترسخ فيه انتماءه لبلده ، وتخلصه من فساد " استشرى" وطال كل مؤسسات الدولة !! الرئيس القادم لابد وأن يوجه كل اهتماماته إلى محاربة الفساد ومحاسبة المفسدين مهما كانت سلطتهم أو قوتهم !! الرئيس القادم عليه أن يدرك أن الشعب المصرى أصبح " انقلابياً " ، فهو لن يصبر على أى رئيس لم يحقق له تطلعاته وآماله …. ساعتها لن تفلح القبضة الحديدية أو الإجراءات الاستثنائية ، حتى لو عادت دولة مبارك بكل عنفوانها وجبروتها … الشعب يا سادة تغير وأصبح الآن يعرف متى يسقط النظام وكيف يسقطه !! وأخيراً سيادة الرئيس القادم ، من مواطن مصرى ، أضع امامك تلك الوصايا العشر :- 1- تحقيق مصالحة وطنية شاملة لا تستثنى أحداً ، 2- تحقيق العدالة الاجتماعية الكاملة والحقيقية ، 3- صيانة كرامة الإنسان المصرى فى الداخل والخارج ، 4- إطلاق الحريات وتقبل الرأى الآخر ، 5 – الانفتاح على الخارج بما يحقق مصلحة الداخل ، 6 - تطهير مؤسسات الدولة من الفساد ، 7- الاهتمام بالتعليم واعتباره مشروع مصر القومى " الأول" للعبور للمستقبل ، 9- تعزيز الأمن والاستقرار من خلال جهاز شرطى واعى ومتحضر ، 10 – تعزيز معنى وقيمة المواطنة بما يرسخ قيم الانتماء والتعايش السلمى …