أكد وزير الخارجية نبيل فهمي أن الحكومة الجديدة ستمضي في استكمال تصحيح السياسة الخارجية المصرية كسياسية وطنية قومية تنطلق من هوية عربية وجذور افريقية . وقال فهمي في مؤتمر صحفي حول سياسية مصر الخارجية في الفترة المقبلة اليوم الثلاثاء إن الحكومة الجديدة ستمضي في استكمال خارطة الطريق التي بدأت في يوليو الماضي ، والعمل على عدة محاورة أهمها هي حماية أهداف الثورتين وتحصينهما من أي مخاطر خارجية ، بالإضافة إلى التعامل مع قضايا لها أولوية خاصة كعملية السلام والملف السوري وحوض مياه نهر النيل. وشدد على أهمية تنويع الخيارات أمام صاحب القرار المصري في مختلف المجالات وبشكل خاص ما يتعلق بالامن القومي المصري. وأضاف فهمي إن وزارة الخارجية ستعمل على إعادة هيكلة عمل مصر في الخارج ووضع سيناريوهات معينة للاحتمالات التي ستواجهها مصر في السنوات القادمة لتحديد السياسات التي سيتم تبنيها على ضوء هذه السيناريوهات مع التركيز الخاص على العرب وافريقيا. وقال نبيل فهمي وزير الخارجية إن وزارة الخارجية انتشرت مؤخرا على كافة الساحات الدولية سواء أوروبيا أو أسيويا أو عربيا وافريقيا ، موضحا أنه قام بخمس جولات افريقية في اقل من ستة أشهر، فضلا عن الجولات المختلفة للسفير حمدي لوزة نائب وزير الخارجية والاتصالات المستمرة مع العالم العربي والمواقف الواضحة في عدة قضايا وأكد فهمي أن هناك انفتاحا أكثر على المستوى العالمي مع مصر ، مؤكدا أن الخارجية ستبني في الأشهر القادمة على ما مضي مع الأخذ في الاعتبار أنه لا توجد تحركات خارجية سريعة لأن هناك أطرافا مؤثرة على المستوى الدولي بعضها إيجابي والآخر سلبي. كما أكد أن الوزارة ستركز على الاستمرار في منهجية تنويع الخيارات المصرية والتوسع فيها والانطلاق فيها الي حيز التنفيذ، كما ستعمل على زيادة التركيز على إفريقيا عامة والأولوية للأمن المائي خلال المرحلة المقبلة ، مضيفا أن الوزارة ستعمل على إنشاء الوكالة المصرية للتنمية مع التركيز على افريقية وأوضح أن الخارجية ستركز أيضا على قضية الإرهاب وسيكون لها أولولية في التعامل السياسي المصري الخارجي على مستويات مختلفة، كما أشار إلى ضرورة التعامل مع القضايا الاقليمية المجاورة سواء القضية الفلسطينية والملف السوري والوضع في ليبيا ، كما ستعمل الوزارة على إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. وأضاف فهمي أنه وزراته ستزيد التركيز من الاهتمام بالمصريين في الخارج ، مؤكدا أن جميع السفارات والقنصليات المصرية في الخارج ملتزمة بتوفير أقصى قدر من الخدمات لدعم المواطن المصري. ودعا وزير الخارجية نبيل فهمي المصريين في الخارج إلى تسجيل بياناتهم بالسفارات، وذلك لأن المرحلة القادمة ستشهد استحقاقات جديدة يجب أن يشارك فيها جميع المصريين سواء بالداخل أو الخارج، فضلا عن وجود مخاطر على الكثير من المواطنين، مستشهدا بالأوضاع في ليبيا التي شهدت حالات إجرامية تجاه 8 مصريين. وأكد فهمي أن السلطات الليبية تعهدت ببذل أقصى جهد ممكن لتأمين المصريين، مضيفا أن الوزارة حذرت المصريين من خطورة الأوضاع في ليبيا وعدم استقرارها. وقال وزير الخارجية إنه لاتوجد دولة في العالم تستطيع حماية كل مواطن لها خارج حدودها، كما ناشد أصحاب مراكب الصيد المصرية مراعاة السيادة الإقليمية. وأضاف "نحن الآن في مرحلة بناء مستقبل أفضل أي الانتقال بالأفكار إلى حيز التنفيذ، ولا توجد جولة خارجية قمت بها إلا وشارك فيها رجال أعمال مصريون وذلك في إطار التركيز على الدبلوماسية التنموية ولجذب الاستثمار والسياحة. كما دعا إلى ضرورة الاستفادة من الخبرات المصرية في الخارج وبشكل خاص العلماء المصريين والعاملين في مراكز قيادية في المنظمات الدولية في الخارج. وتابع أن مجموعات العمل التسعة في الوزارة ستقدم تقاريرها خلال مارس الجاري للاطلاع عليها وسيتم إعلان بعض التصورات للمرحلة القادمة. وفيما يتعلق بالخارج، أكد وزير الخارجية أن مصر لابد وأن تتفاعل مع الخارج حتى لا تكون بمعزل عن العالم مما يساعد الدولة على محاولة توفير متطلبات المواطن المصري. وأوضح أن هناك اقتراحا بإنشاء وحدة للترويج الاقتصادي المصري بالخارج لمساعدة المستثمر الأجنبي في مصر في كافة النواحي .. مشيرا إلى أن هناك تفكيرا لإدخال هذا الاقتراح حيز التنفيذ.. ولفت إلى أن المواطن المصري في الخارج له حقوق لابد أن يحصل عليها حتى يساعد في بناء مستقبل، مضيفا أن السفارات المصرية في الخارج مفتوحة لكل المصريين الذين لديهم أفكار لبناء مصر. وبالنسبة لليبيا، قال فهمي إن هذا الملف بالغ الصعوبة نظرا لأن السلطة في ليبيا مؤيدة لمصر وتدين الأحداث التي يتعرض لها المصريون هناك إضافة إلى أن الليبيين أنفسهم يتعرضون لعمليات إرهابية من خطف وقتل. وأوضح أن عدد المصريين في ليبيا لا يقل عن مليون مواطن لابد من تأمينهم وذلك بتحذير الجانب الليبي ليبذل أقصى جهد لحمايتهم وكذلك عن طريق توعية المصريين أنفسهم من الأوضاع الأمنية في ليبيا. وحول العلاقات المصرية القطرية، قال الوزير إن مصالح مصر مصانة وهناك أمور لا يمكن أن تقبل والتهاون بشأنها إلا أن موقف مصر تجاه أي دولة وخاصة الدول العربية إذا كان هناك طريق لتصحيح الأمور فمصر منفتحة في هذا الطريق. وثمن وزير الخارجية دور دولة الكويت في التوصل إلى توافق عربي عربي لتقريب وجهات النظر ليصبح الوضع أفضل مما نحن عليه الآن، موضحا أن ذلك لابد وأن يترجم إلى أفعال وليس شعارات ولكن ليس على حساب مصالحنا الوطنية. وفيما يتعلق بالإرهاب، قال فهمي إن موضوع الإرهاب سيكون له عناية خاصة على الساحة الدولية خلال الأشهر القادمة. وبخصوص أزمة المياه، قال فهمي إنه لا يوجد حل لقضايا مياه النيل إلا في سياق التعاون ما بين كل دول الحوض ولن يستطيع أي طرف تحديد تطلعاته في المياه والتنمية والزراعة إلا بالتعاون بين دول حوض النيل نظرا للاحتياجات المختلفة لكل دولة واحتياج كل دولة إلى مزيد من الاستثمار والقانون الدولي يمنع التعاون على حساب طرف دون الأخر .. مشيرا إلى أن مصر تقبل التعاون إلا أنها لا تقبل إضاعة الوقت في التفاوض غير الجاد فيما يخص قضية سد النهضة. وفيما يتعلق بعودة مصر إلى الاتحاد الأفريقي، قال نبيل فهمي وزير الخارجية إن مصر لم تنجز هذه الخطوة حتى الآن .. موضحا أن هناك تفهما واضحا لحقيقة الوضع في مصر وأفريقيا وأن هناك تقبلا لعدم ملائمة وجود مصر خارج الاتحاد الأفريقي .. وأضاف أن جميع الدول الأفريقية أكدت أهمية دور مصر الفاعل في التعامل مع مشاكل القارة. وبالنسبة للمصالحة الفلسطينية، أكد فهمي أن المصالحة متوقفة حاليا بين الأطراف الفلسطينية .. موضحا أنه ليس هناك مجالا للمصالحة في الوقت الحالي. وقال إن مصر سوف تستضيف الطرفين لإعادة عملية المصالحة إلى مجراها الطبيعي إلا أنه لا يوجد بين الطرفين مجال للمصالحة الآن .. مشيرا إلى أن حماس أقل تحمسا لملف المصالحة الفلسطينية وهى التي تضع العقبات التي تعمل على إيقاف هذا الملف.