توقعت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن يتخذ نبيل العربي وزير الخارجية المصري الجديد موقفًا أكثر تشددًا تجاه إسرائيل عن ذلك الذي كانت تتخذه حكومة الرئيس المخلوع حسني مبارك، وهو ما كانت قد ألمحت إليه وسائل الإعلام الإسرائيلية في تعليقها على القاضي السابق بمحكمة العدل الدولية، والذي كان أحد القضاة الذين ناقشوا مسألة بناء الجدار الإسرائيلي الفاصل . واعتبرت الصحيفة أن استبدال وزير الخارجية السابق أحمد أبو الغيط بالدكتور نبيل العربي هو أحد أهم التغييرات في الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور عصام شرف، ووصفته بأنه دبلوماسي مخضرم نال استحسان المتظاهرين بعد انضمامه لهم بميدان التحرير خلال الاحتجاجات التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس حسني مبارك. مع ذلك، أعرب محللون للصحيفة عن توقعاتهم بأن يلتزم الوزير الجديد بكافة الاتفاقيات بين مصر وإسرائيل، نظرًا لكونه أحد أعضاء فريق الدبلوماسيين الذين شاركوا في مفاوضات معاهدة كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل عام 1978. لكنه – وبحسب الصحيفة- فإنه من المعروف أن العربي كانت لديه تحفظات على بعض بنود المعاهدة. ويرى مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن العربي لن يقبل بالتجاوزات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة. وأكد أن وزير الخارجية الجديد يشارك الرأي العام المصري رغبته في اتخاذ نهجًا أكثر تشددًا تجاه إسرائيل، وقال إنه سيكون من الصعب عليه تقديم تنازلات كالتي قدمها الرئيس المخلوع لإسرائيل، كما حدث عندما أغلقت مصر حدودها مع غزة أثناء العدوان على القطاع في عام 2009. وتوقع السيد أيضًا أن يكون العربي أكثر انفتاحًا على إقامة علاقات دبلوماسية مع إيران، وتحسين العلاقات الباردة بين مصر وسوريا، فتح حوار مع "حزب الله" في لبنان، معتبرًا أن مصر الجديدة قد لا تكون حليفًا موثوقًا به بالنسبة للولايات المتحدة كما كانت عليه مصر في عهد الرئيس السابق. وكانت تقارير صحفية إسرائيلية عبرت عن رد فعل متخوف لدى الجانب الإسرائيلي من اختيار العربي وهو مندوب مصر الأسبق بالأمم المتحدة والقاضي السابق بمحكمة العدل الدولية. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في افتتاحيتها الاثنين، تحت عنوان: "وزير خارجية مصر الجديد اتهم إسرائيل بقتل الشعب"، إن الصراع بين العربي وإسرائيل بدأ عندما كان يعمل قاضياً فى المحكمة الدولية، وكان من ضمن القضاة الذين ناقشوا مسألة بناء جدار الفصل عام 2003. وأضافت أن العربي وجه انتقادات حادة للسياسة الإسرائيلية التي رفضت التعاون مع المحكمة الدولية خلال عمله. وذكرت الصحيفة أنه أجرى حوارا مع صحيفة مصرية فى أغسطس عام 2001، طالب خلاله العالم العربى بمقاضاة إسرائيل بتهمة قتل الشعب الفلسطينى خلال انتفاضة الأقصى المباركة، واصفًا الساسة الإسرائيليين ب "المجرمين". وأردفت الصحيفة أن العربي يحمل موقفًا معاديًا لإسرائيل وقد لا يبدي تعاونًا كبيرًا معها خلال منصبه الجديد.