قال عبود الزمر عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية" من أهمية الرهان على الحكومة الجديدة التي كلف المهندس إبراهيم محلب بتشكيلها في إحداث نقلة نوعية بالبلاد، قائلاً إن "التغيير في الأشخاص لن يحقق الكثير مادامت السياسات على حالها". وشدد الزمر في تعليق إلى "المصريون" على أهمية طرح سياسات جديدة تخرج البلاد من أزمتها الحالية، لأن "السياسات أهم من الحكومات, لكون الأخيرة تأتي لتنفيذ سياسات موضوعة ومعتمدة من مؤسسات الدولة"، وأضاف: "حينما نسمع عن تغيير سياسات حكومية فإننا نكون بالفعل أمام مرحلة جديدة حتى لو بقيت الوزارة القديمة دون تغيير في أشخاصها"، في حين أن "تغيير الوزير دون تعديل السياسة لن يضيف جديدًا في مجال التغيير الجذري، وإنما هو فارق بسيط في الكفاءة لن يحل مشكلة كبرى في المجتمع وسيؤدي حتمًا إلى فشل جديد بعد فترة وجيزة". وأشار الزمر إلى أن "الشارع السياسي في مصر يشعر بأن الدوافع وراء تغيير الحكومة هو إخفاقها في تحقيق الأهداف , وهو أمر ظاهر للعيان, لكن الشيء الأهم هو أن العيب الحقيقي يكمن في سياسات الحكومة المؤقتة التي يجب أن تتغير لأنها إن لم تتغير فإن الحكومة الجديدة محكوم عليها بالفشل قبل أن يتم تشكيلها". وحذر من أن "التصميم على إمضاء سياسة بعينها لم تلق قبولاً في الشارع هو نوع من إضاعة الوقت, إذ أن الواقع السياسي الثوري الذي تحياه مصر منذ ثورة يناير يدل على أنه لا حل إلا بالتوافق الوطني والمصالحة الوطنية والحوار السياسي الهادف من أجل مصر دون إقصاء لأحد أو اضطهاد لكيان بعينه".
وتابع الزمر: "إذا تغيرت السياسة فإن النجاح يكون متوقعاً بعد توفيق الله تعالى لأن سخط الرب على الظالمين مانع من موانع النجاح, وأن التنازع هو مقدمة الفشل". وطالب الزمر، مؤسسات الدولة وجميع القوى السياسية ب "المراجعة الشاملة لكافة مناهجنا وسياساتنا ونستبعد منها كل ما يدعو إلى الخلاف والشقاق والنزاع كي يعود الوطن إلى حالته الطبيعية ينعم بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية".