ارسل إلى الأخ منير مجاهد (لا فض فوه ) بيانا مطولا تحت عنوان "لا للصاوى وزيرا للثقافة " طالبا من العبد لله لصق توقيعه مثل غيره من مرتادى "الشبكه العنكبوتية" و لا ملاحظة لى من حبث الشكل على إرسال مثل هذه الرسائل او البيانات على بريدى الإكترونى بداية ، و لكن يأتى تحفظى على ما جاء بمحتوى بيانه الذى ألصقه فى "اليسار المصرى " و كأن هذا البيان ، جاء معبرا عن كل جموع اليسار على إختلاف مشاربهم . و لأننا ، لم نرى من ممثلى اليسار المصرى من يبدى أو يحاول أن يبدى إعتراضا على ترشيح محمد عبد المنعم الصاوى وزيرا للثقافة خلفا للوزير المستقيل جابر عصفور ، فلا أجد من ممانعة لنفسى بان احسب هذا البيان على اليسار المصرى ، كما أرسله لى "منير مجاهد". ويأتى البيان الذى يريدنى أن أوقع عليه فى وقت حاسم من مستقبل الامة ، الذى يعيد فيه صياغة نفسه و أفكاره وغربلة مبادئه و إصلاح ما تهدم من قيم المجتمع بفعل فاعل فى وقت سابق ، على مرور حقب ، راماه فيه الرامون من كل صوب وحدب ، يدعى البيان فى أوله أن من وقعه مجموعة من الفنانين و الكتاب و أخرين مهتمين بالشأن العام و أن هؤلاء يشعرون ببالغ القلق إزاء الإعلان عن ترشيح "محمد الصاوى" وزيرا للثقافة فى الحكومة الإنتقالية الحالية !!! و رأوا فى تلك الخطوة تعبير عن عدم دراية بإحتياجات الثقافة المصرية فى اللحظة الراهنة !!!، بدعوى أن "المذكور" طوال تاريخة "لم يندمج" مع الجماعة الثقافية المصرية، و لم يتبنى أرائها و أفكارها ، و لم يعرف له موقف حاسم من القضايا و الشئون الثقافية ، بل إنحصرت كل علاقته بالثقافة فى إدارته لمركز ثقافى يدعى ب "ساقية الصاوى" . ونرى أن هذه ليست تهمة مخلة بالشرف و الأمانة و إن وجدت لا تمنعه من ممارسة مهام وظيفته كوزير للثقافة فى مصر ، بل يعتبرها البعض بمثلبة ميزة نسبية ، تنأى بصاحبها عن البعد من مواطن العهر و الفجر و المجون الذى ساد وزارة الثقافة و اداراتها المختلفة فى عهد "زين الرجال" الفنان فاروق حسنى بكل ما حمله هذا العصر وتلك الفترة من مآسى ثقافية و إنحرافات مالية و رشاوى مقنعة طالت العديد من أهل "اليسار" بشكل خاص فى تلك الفترة لاستخدامهم كقفازات لضرب الإسلام و الجماعات الإسلامية و ما يمت للإسلام و أهله ، فضلا عن فتح صحف مثل " صحيفة القاهرة " على وجه التحديد لإسداء العطايا على أهل اليسار المصرى من صحفيين وكتاب و شئون إدارية إلى غير ذلك من أمور أرهقت كاهل وزارة الثقافة فى الفترة الماضية ، دون أن يكون لها أو أحد نواتجها مردودا ثقافيا له قيمة . ثم يأتى البيان قادحا فى ذمة الرجل – و أنا لا أدافع عنه بالمناسبة و لا أعرفه و لا قابلته فى حياتى الى الآن و لا أعرف شكله و الى هذه اللحظة لم أرى صورته – بأن له آراء سياسية و ثقافية مخالفة وله مواقف مناهضة لحرية الرآى و الإبداع ، دون أن يفصح عن تلك الآراء أو هّذه المخالفات أو تلك "المواقف المناهضة" ، و ذكر على استحياء أن الصاوى منع عرضا موسيقيا ومنع عرض أفلام قصيرة لشباب المبدعين فى مركزه المشرف عليه "ساقية الصاوى" !!!، الموقف الذى يجعل من تصرفات – أى الصاوى- متناقضا فى مجملة مع موقف المثقفين المصريين الداعية لحرية الفكر و الفن والإبداع !!!. وهذا البيان فى رآيى يعبر عن موقف "مأزوم" لدى اليسار فى الوقت الراهن ، و يفتش فى النوايا و يعود بنا الى عهود قد سئمناها و تجاوزتها خيارات الجماهير التى هبت على مصر يوم 25 يناير الماضى ، أسفرت عن إقتلاع جذور الفساد والفاسدين و المبتزين من أمثالكم . إن اليسار مطالب اليوم قبل غيره بأن يرتب أوراقه و ينظف صفوفه التى اتسخت فى العهد الماضى طوال ما يربو على ثلاثين عاما هى تمثل بالفعل عهد مبارك البائد ، الذى لفظه الشعب المصرى بكل فئاته و طوائفه . لابد لليسار أن ينفض عن نفسه قياداته الفاشلة الخانعة التى تواطأت مع عهد مبارك ضد مصلحة الشعب و الوطن من أجل مكاسب ضيقة تعود على الصفوة منهم والقلة دون السواد الأعظم ، أنصح اليسار بأن يبتعد عن الحقد و ينظف صفوفه من الحاقدين والحاسدين و المستأثرين بالنعمة دون غيرهم . عامر عيد وكيل مؤسسى حزب الإصلاح الديموقراطى ونقيب الصحفيين السابق [email protected]