تعكف جماعة "الإخوان المسلمين" على إعداد الصيغة النهائية لبرنامج الحزب السياسي الذى تعتزم إطلاقه تحت اسم حزب "الحرية والعدالة", مؤكدة أن المسودة التي أعلنت في عام 2007 ليست نهائية وبنودها المثيرة للجدل قابلة للتعديل، دون أن تنفي تأثرها بتجربة حزب "العدالة والتنمية" ذي الجذور الإسلامية الحاكم في تركيا، الذي يلقى قبولا لدى الغرب واستطاع أن يحقق نجاحات خلال تسع سنوات من وصوله إلى السلطة. وصرحت الجماعة أنه سيتم إعلان الصيغة النهائية لبرنامج الحزب، وأسماء هيئة المؤسسين والذين سيسند لهم المناصب القيادية في غضون الأيام القليلة القادمة, تمهيدا لإتخاذ الإجراءات القانونية لبدء نشاط الحزب، بعد أن أعطى المرشد الدكتور محمد بديع الضوء الأخضر لمؤسسات الحزب بالمضي قدما في إعداد برنامجه. وأكدت الجماعة أنه سيتم التشاور مع مجلس الشورى العام للحصول على موافقته بشأن السياسات التى سيتبعها الحزب واللوائح الداخلية به، وأشارت إلى أنها ستجري تعديلا على المسودة التي أعلنتها في عام 2007، بعد أثارت ردود فعل متباينة في بعض الأوساط السياسية حول رفض ترشيح المرأة والأقباط لمنصب رئيس الجمهورية. وأكد الدكتور عصام العريان، عضو مكتب الإرشاد، المتحدث الإعلامى ل "المصريون" أن مسودة برنامج الحزب التى أعلنت قبل نحو أربع سنوات كانت "أولية"، وسيتم الإعلان عن برنامج حزب "الحرية والعدالة" في صيغته النهائية قريبا، كما سيتم الإعلان أيضا عن اسم وكيل المؤسسين والهيئة التي سيتشكل منها الحزب. من جانبه أشاد المهندس سعد الحسيني عضو مكتب الإرشاد بتجرية حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، وقال ردا على سؤال ل "المصريون" حول ما إذا كان "الإخوان" متأثرين به إن "كل مصرى يفحر بالتجربة الناجحة لهذا الحزب الذي نهض بالاقتصاد وساهم في رفع بمستوى المعيشة للأتراك إلى مستوى مرتفع جدا في غضون سنوات قليلة, وجعل من تركيا قوة سياسية وإقتصادية كبرى ليس على مستوى الشرق الأوسط فقط بل على مستوى العالم كله". وأكد الحسيني أن "التجربة التركية الناجحة ستكون بلا شك نصب أعين الإخوان، وأن حزب "الحرية والعدالة" سيستفيد من التجربة التركية في عمله وكل خطواته, مؤكد أن "الإخوان" متمسكون بشدة بالدولة المدنية وبمبدأ المواطنة. واتفق معه في الرأي الدكتور محمد سعد الكتاتني عضو مكتب الإرشاد، المتحدث الإعلامي باسم الجماعة، وقال إن "الإخوان" سيستفيدون من جميع التجارب بما فيها التجربة التركية, إلا أنه أكد أن مصر لها طبيعتها الخاصة، وهو ما سيجعل من حزب "الحرية والعدالة" له طابع خاص عن حزب "العدالة والتنمية" التركي. وحول المادة الخاصة برفض تولي المرأة والأقباط منصب رئيس الجمهورية والتي أثير حولها جدل واسع عند طرح مسود برنامج الحزب في عام 2007، قال الكتاتني إن هذا البرنامج له ظروفه, وإن برامج الأحزاب بصفة عامة تخضع لتطوير وتغيير مستمر لتتواكب مع الظروف الجديدة. وكشف أنه سيتم إخضاع كل مواد البرنامج المشار إليه لمراجعات، بما فيه المادة الخاصة بولاية المرأة والأقباط. وأكد المهندس سعد الحسيني أن برنامج 2007 كان مشروعا مبدئيا وليس نهائيا, وقال إن به جوانب رائعة غير موجودة في برنامج أي حزب لكن البعض ترك كل المواد الواردة فيه وتوقف عند المادة الخاصة بالمرأة والأقباط. واتفق الحسيني مع الكتاتني في أن هناك تغيرات كثيرة طرأت على الساحة منذ 2007 وحتى الآن, كما أن "الإخوان" اكتسبوا خبرات كثيرة. وأشار إلى أن مخاوف الأقباط وبعض القوى السياسية تجاه "الإخوان" تراجعت كثيرا عما كانت عليه في السنوات الماضية, خاصة وأن "الإخوان" كرروا تمسكهم بالدولة المدنية وبمبدأ المواطنة, وأن للأقباط كل الحقوق مثلما عليهم كل الواجبات دون تمييز بين مواطن مصري وآخر.