أبو خليل: النظام بلا ضمير وبلا إنسانية.. هيكل: الحريات تشهد انتكاسة كبيرة.. العوضى: عار يحمله النظام.. عبدالنعيم: الأمن عامل دهب وكأنها حيوانة
دهب حامد عبد الله فتاة عمرها 19 عامًا تقريبًا اعتقلت منذ شهر ونصف الشهر, استيقظت من غيبوبة بعد ولادة قيصرية متعثرة فوجدت نفسها مقيدة ب"الكلبشات" وهى ممدة على سريرها ويرقد بجانبها طفتلها الرضيعة التى أطلقت عليها أسم "حرية ", لم تتمكن من احتضان طفلتها بسبب تقييدها بهذه الطريقة التى أثارت ردود أفعال غاضبة فى الشارع المصرى وفى الأوساط السياسية والحقوقية. اعتقلت دهب, فى شهر يناير الماضى وآلام الولادة تداهمها بعدما خرجت من منزلها فى طريقها إلى الطبيب لعمل تحاليل حمل ولكن فوجئت باعتقالها أثناء وجود وقفة احتجاجية لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي, وانتقلت إلى مستشفى الزيتون التخصصى مساء الخميس الماضى، ونظرًا لصعوبة الحالة وتردى وضعها الصحى قرر الأطباء، أن تكون الولادة قيصرية وحقنها ب"البنج". وقالت دهب فى تسجيل مصور لها بث على شبكة الإنترنت بعد وضع مولودتها, إنها كانت ذاهبة لعمل تحليل حمل ولكن تم اعتقالها وأخذتها الشرطة إلى قسم الأميرية, مضيفة: من أول ما دخلت القسم وأنا بقول للضابط أنا معملتش حاجة، قالى يكون فى علمك أنك هتولدى فى السجن. وطالبت دهب بسرعة الإفراج عنها قائلة: " أنا نفسى مرجعش القسم تانى عشان هناك هتبهدل أنا وبنتي". وعقب الجدل الواسع الذي فجرته صورة دهب مقيدة بالكلابشات، قررت النيابة العامة إخلاء سبيلها. من جانبه أوضح الناشط السياسى هيثم أبو خليل مدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان, أن الفتاة دهب كانت ذاهبة لعمل تحاليل حمل وأثناء ذلك قامت قوات الشرطة باعتقالها منذ حوالى شهر ونصف الشهر عندما كانت فى أواخر الشهر الثامن من حملها, معربًا عن استغرابه من التهم التى وجهت إلى دهب قائلًا: أزاى هى حامل وتقوم بإلقاء المولوتوف!!! أصلاً هى مش هتقدر تعمل كده بسبب تعب الولادة – على حد قوله. وأضاف خاصة ل"المصريون " أن وكيل النيابة أمر بتجديد حبسها 15 يومًا على الرغم من أن دهب أكدت له أن موعد ولادتها سيكون فى اليوم التالى بعد تجديد حبسها احتياطيًا وقال لها "بسلامة ", مشيرًا إلى أن وكيل النيابة كان يمكن اتخاذ قرار بإخلاء سبيلها بكفالة كما حدث مع غيرها من قبل. وتابع: "المعتقلة دهب بعد ولادتها فوجئت بأن الكلبشات مازالت فى يديها وهذا يوضح أن حكم العسكر بلا ضمير وبلا أخلاق وبلا وطنية ولا إنسانية ولا نخوة ولا كرامة ولا رجولة, فالرئيس المخلوع حسنى مبارك كان محكوم عليه ووضع فى مستشفى المعادى دون تقييده بالكلبشات كما حدث مع دهب وهى تلد جنينها, فالرئيس المخلوع كان متهمًا بقتل مئات المتظاهرين فى ثورة 25 يناير ولم يتم تقييده, أما دهب تهمتها المشاركة فى مظاهرة, فكيف يتم وضع الكلبشات فى يديها وهى تلد؟!!" – على حد تعبيره. وأوضح مدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان أن الفتاة دهب ولدت ولادة قيصرية وأخذت نحو 20 غرزة فى بطنها قائلا: كيف تحمل ملائكة الرحمة " الأطباء" علاجها وهى مقيدة, واصفًا ما فعله الأطباء بالجريمة, محملًا مسئولية ما حدث مع دهب للسلطات المختصة والمسئولة فى مصر . وأضاف قائلًا: "هناك ضوابط وأخلاقيات يتعامل بها أسرى الحرب فما بالكم فى اعتقال فتاة تضع أول مولود لها وهى معتقلة, فالشعب المصرى فى صدمة من هذه الواقعة نحن كحقوقيين مكبلين الأيدى ولكن نخاطب الضمائر والمنظمات العالمية لإصدار قرار بالإفراج عنها", مشيرًا إلى أن طفلتها حرية أشرف سيد عدلى أصغر معتقلة سياسية فى العالم عمرها وستذهب مع أمها بعد خروجها من المستشفى إلى المعتقل, بحسب قوله. من جهته، قال المحامى الحقوقى أسعد هيكل المتحدث الرسمى للجنة الحريات بالنقابة العامة للمحامين, إن ما حدث مع دهب وهى تلد قيصريًا وهى مقيدة الحرية وبيدها القيود على سرير المستشفى شيئًا مؤسفًا ومخجلًا. وأضاف أنه يشعر بالحزن و الأسى لأنهم منحوها 15 يومًا حبسًا احتياطيًا بدلًا من أن يمنحوها ووليدها الرحمة !! كاشفاً عن أنه يفكر جدياً فى الاعتذار عن الحديث بعد ذلك عن الحريات وحقوق الإنسان, منوها إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام أخلى سبيل المرأة الغامدية على الرغم من اعترافها بالزنا و لم يحبسها وقال لها أذهبى وضعى مولودك أولًا . وتابع هيكل، أن الحريات فى مصر تشهد الآن انتكاسة كبيرة وإذا استمر الوضع على هذا الحال سيكون أثاره وخيمة على المجتمع وعلى جميع المعنيين بالحقوق و الحريات فى مصر أن يتحمل مسئوليته تجاه ذلك. وفى ذات السياق قالت الناشطة القبطية سيرين سامح التى وصفت نفسها بأنها "مسيحية ضد الانقلاب" إن الأمن لم يحترم إنسانية دهب وهى تلد والكلبشات فى يدها, وهذا دليل على عودة الدولة البوليسية التى عادت بقوة عندما تم فض اعتصامى رابعة والنهضة بالقوة لتنتقم من ثورة 25 يناير. وأضافت أن الدولة البوليسية تسعى إلى فرض سيطرتها كما كانت فى عهد حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق وتريد الانتقام من جميع ثوار يناير والدليل على ذلك استمرار حبس النشطاء السياسيين الذين كان لهم دور بارز فى قيام ثورة يناير ومنهم أحمد ماهر ومحمد عادل وعلاء عبد الفتاح – بحسب قولها. وطالبت الناشطة القبطية التحالف الوطنى لدعم الشرعية باتخاذ خطوات تصعيدية للرد على ما حدث مع دهب, مضيفة قائلة يجب ألا نعتمد على ما يسمون أنفسهم بمنظمات حقوق الإنسان وحقوق المرأة. من جانبه، قال الناشط الحقوقى محمد عبد النعيم رئيس الاتحاد الوطنى لمنظمات حقوق الإنسان الذى يضم نحو 19 منظمة حقوقية إن ما حدث مع دهب ضد الحرية والإنسانية ولا يجوز أن يحدث ما حدث إلا فى الغابات ومع الحيوانات, مطالبًا الجهات المختصة بسرعة التحقيق فورًا فى الواقعة قائلًا نرجو التحقيق فورًا مع كل من ارتكب تلك الجريمة فى حق هذه السيدة التى تولد طفلها وهى مقيدة كالحيوانة، وهذا لا يليق فى دولة لها سيادة قانون- بحسب تعبيره. وأضاف: "أيا كانت جريمتها فأين حرية الإنسان الذى كفلها الدستور الجديد, وللأسف لم يطبق ولم يفعل وسيصبح دستور العار إذا لم تطبق به الحريات والكرامة الإنسانية" – على حد وصفه. وبدوره قال المحامى الحقوقى طارق العوضي, عضو مؤسس جبهة الدفاع عن متظاهرى مصر, ومدير مركز دعم القانون, إن "وضع الكلبشات فى يد دهب وهى تلد ليس دليلًا على عودة الدولة الأمنية والعسكرية العميقة كما كان فى عهد مبارك وإنما هو أسوأ من ذلك بمراحل, مستبعدًا قيام موجة ثورية جديدة على خلفية ما حدث مع دهب فى الوقت الحالي, مشيرًا إلى أن ما حدث مع دهب عار يحمله النظام الحالى قائلاً: إن هذا سيلحق اليوم بمصر الثورة . شاهد الصور: