أصدرت هيئة العلماء والدعاة في ألمانيا بيانا بمناسبة نجاح الثورة المصرية ، ووصلت المصريون نسخة منه ، جاء فيه : الحمد لله القائلقُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ والصلاة والسلام على رسول الله القائل: «إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته . قال : ثم قرأ : وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ » ، أما بعد فإنه لمن دواعي سرورنا أن نتوجه بهذا البيان إلى الأمة في هذه الأوقات التاريخية السعيدة التي تعيشها الشعوب العربية عامة والشعب المصري خاصة ، و نتوجه بالحمد لله رب العالمين الذي وفق الثوار وأعانهم وثبتهم وخلص البلاد بفضله تعالى من ديكتاتورية غاشمة حكمت البلاد بالظلم والقهر وسلب الحقوق ونهبت ثروات البلاد ، ومن سياسة لم تجلب للبلاد والعباد إلا الدمار والخراب فالحمد لله رب العالمين قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ونسجل أسمى آيات التقدير والإعجاب والتحية إلى شباب مصر وشيوخها ، رجالها ونسائها ، الذين ثاروا على الظلم والاستبداد ، وسطروا صفحة من أنصع الصفحات في تاريخ مصر والعالم العربي كله بل وفي تاريخ البشرية كلها ، ونذكر بكل الإعزاز والتقدير شهداء الثورة المصرية الذين سقطون وهم يدافعون عن وطنهم وأعراضهم وأموالهم «من قتل دون ماله فهو شهيد . ومن قتل دون دينه فهو شهيد . ومن قتل دون دمه فهو شهيد ، ومن قتل دون أهله فهو شهيد» ونثني على مواقف العلماء والمفكرين والمثقفين والإعلاميين الذين انحازوا إلى حرية الشعب ومطالبه ويطيب لنا في هذه المناسبة أن نتوجه بكلماتنا إلى كل من: أولاً الشعب المصري البطل: أن يحافظ على ثورته السلمية التي أظهرت للعالم كله الوجه الحقيقي للمصريين والعرب ، ونذكر بالفخر الصورة المضيئة التي ينظر بها الغرب الآن إلى الشعوب العربية وهذا ما نلمسه في مغترباتنا التي نعيش فيها ، مما يفرض على المسلمين والعرب في كل مكان أن يكونوا معبرين عن دينهم وحضارتهم في سائر تصرفاتهم ، ونذكرهم بالفرحة العارمة التي اجتاحت العرب والمسلمين في كل مكان ، فلقد أعادت الثورة المصرية إلى الشعوب العربية والإسلامية شعورهم بالعزة والفخر بعظمة الحضارة التي ينتسبون إليها، لذا فإننا نأمل من الشعب المصري: 1. اليقظة في مرحلة ما بعد الثورة حتى تتحقق مطالب الشعب كاملة من غير أن تسلب من قبل المتربصين في الداخل والخارج 2. المحافظة على الصورة المضيئة التي ظهروا بها في الثورة من: التكافل الاجتماعي ومحاربة المجرمين ومقاومتهم ومساعدة المحتاجين والمحافظة على النظافة والنظام العام ، فلسوف تبقى الصورة الحضارية المنيرة حاضرة في القلوب والعقول ، ولكنها سوف تكون أبلغ حين يستمر الشعب في الحفاظ عليها والالتزام بها. ثانياً الجيش المصري: ونتوجه بالتحية والتقدير للجيش المصري البطل الذي رفض أن يقف في صف الظالم ضد المظلومين ، فأبى أن يكون سيفاً مسلطاً على المتظاهرين ، واستجاب لعدد من مطالب الثورة ، فشكر الله لهم وأحسن إليهم كما أحسنوا إلى الأمة ، ونذكرهم بالوفاء بالعهود التي قطعوها على أنفسهم بحماية الثورة والعودة إلى الثكنات العسكرية فور استتباب الأمن والفراغ من التعديلات الدستورية وإجراء الانتخابات الحرة. ونطلب منهم سرعة الاستجابة لطلبات الشعب والتي تتمثل في: 1. ملاحقة الفاسدين سياسياً وأمنياً ومالياً وتقديمهم للمحاكمة العادلة 2. الإفراج عن سجناء الرأي 3. إلغاء حالة الطواريء 4. تشكيل حكومة إنقاذ وطني تشمل كافة أشكال الطيف السياسي الفعال في المجتمع ثالثاً حكام العرب والمسلمين: أن يأخذوا العبرة بما حدث في مصر وتونس " فالسعيد من اتعظ بغيره " وأن يسارعوا إلى الاستجابة لطلبات الشعوب وأن يقيموا دولهم على العدل والحرية وسد حاجات الناس المادية والمعنوية فإن الشعوب إذا ثارت فإنها سوف تقتلع تلك العروش الظالمة. ثالثاً دول العالم وحكوماتها: أن يتركوا الشعوب العربية والإسلامية تقرر مصيرها بنفسها وأن لا تنطلق في علاقتها مع الحكومات القائمة في بلادنا من مصلحتها فقط دون النظر لمصلحة الشعوب ، وأن يكونوا عوناً للشعوب في استرداد ثرواتها المنهوبة والمودعة في بنوكها ومؤسساتها المالية ، وأن لا تسمح دول الغرب الديمقراطية أن تكون ملجأ للأموال المكتسبة بطرق غير شرعية. حفظ الله بلاد العرب والمسلمين من كل سوء ونسأله تعالى أن يرفع الظلم والقهر عن كل شعوب الأرض فرانكفورت: 10 ربيع الأول 1432 ه الموافق 13 فبراير 2011