شهدت الإسكندرية أمس السبت مظاهرات احتفالية لليوم الثاني على التوالي، شاركت فيها حشود كبيرة من المواطنين انطلاقا من مسجد القائد إبراهيم، فيما جرى الدعوة لمظاهرة مليونية يوم الجمعة القادمة، احتفالا بخلع الرئيس حسني مبارك من الحكم تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي شهدتها مصر على مدار 18 يوما. ورفع المشاركون في التظاهرة التي سارت على طريق الكورنيش الأعلام، اللافتات التي تحيى ثورة الشعب المصري، ولافتات أخرى تحمل صور شهداء الثورة، فى الوقت الذي انطلقت فيه الأغاني الوطنية، والأهازيج الحماسية التي أشعلت حماس الشباب والكبار. وحرص المئات من النساء والأطفال على المشاركة في تلك المسيرات الاحتفالية على الرغم من برودة الطقس أمس، فضلا عن مشاركة المئات من أساتذة جامعة الإسكندرية، ومن أعضاء نقابات الأطباء والمحامين، والمهندسين، والزراعيين حاملين لافتات ضخمة تشيد بنجاح الثورة. وردد المحتفلون الهتافات التي تحيي شهداء الثورة وصمود شباب مصر منذ انطلاق الثورة يوم 25 يناير وحتى الآن، وطافوا بعدد من شوارع الإسكندرية بمشاركة الآلاف من أهالي الإسكندرية، حيث خيمت أجواء من البهجة المدينة التي شكلت ثاني أكبر بؤرة للتظاهرات على مدار 18 يوما. ولأول مرة منذ أشهر اختفت الطوابير من أمام المخابز، وسادت علاقات اجتماعية متسامحة بين أهل الإسكندرية بصورة لافتة، حيث تبادل الناس صباح أمس التهاني برحيل الرئيس مبارك. وردد المظاهرون هتافات تدعو المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى ضرورة الاستجابة لمطالب الشعب المصري، ومنع سفر رموز النظام المتورطين فى قضايا فساد ونهب المال العام. ودعت جماعة "الإخوان المسلمين" شباب الثورة إلى بدء حملة شعبية لتنظيف شوارع الإسكندرية التي تكدست فيها القمامة لتغيب الشركة المسئولة عن النظافة طيلة الأيام الماضية. كما دعت الجماعة شبابها إلى استمرار المشاركة في اللجان الشعبية، لتوفير الأمن والحماية نظرا لاستمرار غياب قوات الشرطة بشوارع الإسكندرية، نظرا لاحتراق وتدمير جميع مقارات أقسام الشرطة بلمختلف أحياء المدينة. كانت الإسكندرية شهدت مساء الجمعة هجمات مكثفة من جانب البلطجية مدفوعين من بعض أعضاء مجلس الشعب عن الحزب "الوطني" بالإسكندرية، هاجمت مخازن ورش السكة الحديد في منطقة جبل الزيتون بالقباري غرب الإسكندرية لسرقة المعدات. كما هاجمت تلك المجموعات- التي كانت تستقل سيارات ميكروباص- عددا من المدارس بمنطقة غرب الإسكندرية، حيث حاولوا الاستيلاء على أجهزة الحاسب الآلي، وأجهزة المعامل. لكن الشباب السلفيين تمكنوا من التصدي لهم وإلقاء والقبض على عدد كبير منهم، وقاموا بتسليمهم لقوات الجيش. ودعت الجماعة السلفية بالإسكندرية شبابها إلى ضرورة استمرار المشاركة في اللجان الشعبية حتى يعود الأمن إلى الشارع.