احتشد ما يقرب من مليون متظاهر أمس بميدان التحرير بوسط القاهرة في مظاهرة مليونية جديدة في يوم مطر سمي ب "يوم الشهداء" تحدث فيها عدد من آباء الشهداء، وسط إصرار واضح من المتظاهرين على مطلبهم برحيل الرئيس حسني مبارك عن الحكم. وشارك فى المظاهرة عدد من الشخصيات العامة والوطنية، من بينهم المستشار زكريا عبد العزيز رئيس نادى القضاة السابق والمفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة والمفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا والداعية الإسلامي الدكتور صفوت حجازى وجورج إسحق القيادي ب "الجمعية الوطنية للتغيير" والدكتور جمال زهران عضو مجلس الشعب السابق. واتفق الجميع على ضرورة رحيل الرئيس مبارك عن الحكم، ورفض التفاوض مع السلطة قبل تنفيذ هذا المطلب، ورفع المتظاهرون لافتة مكتوب عليها "لاتفاوض الا بعد الرحيل.. لا حكماء ولا إخوان المطالب في الميدان". ودافع المستشار زكريا عبد العزيز في تصريح ل "المصريون" عن حق القضاة ومشاركتهم فى الثورة، وقال إن الثورة يقوم بها الجميع بمن فيهم القضاة، وتساءل: كيف نرى 400 شاب يقتلوا فى الثورة دون أن نشارك فيها؟. ووصف الحديث عن عدم دستورية التعديلات الدستورية وحل مجلس الشعب إذا ما تنحى الرئيس مبارك في هذا الوقت بأنه جدل عقيم لايقدم ولا يؤخر، مشيرا إلى وجود شرعية ثورية تسقط كل الدساتير. وأضاف فى كلمة للمتظاهرين "ليس هناك فراغ دستوري"، وقال: أنا ضد الرأي القائل بأن هناك دستورا قائما، وتابع متوجها للمتظاهرين "ثورتكم أسقطت هذا الدستور"، وذكّر المتظاهرين بأن 20 ضابطا أوقفوا الدستور في عام 1952، وتساءل: كيف لثمانية ملايين مليون لا يسقطون الدستور؟. وطالب المتظاهرين بالصبر والثبات في الميدان، وقال "علينا أن نصبر، أرجوكم لا تغادروا هذا المكان". وشاطره الرأي الدكتور جمال زهران عضو اللجنة المشكلة لإدارة الأزمة وقال ل "المصريون" إنه لا تفاوض قبل رحيل الرئيس مبارك، وإن من يقوم بالحوار مع السلطة يتحاور لحساب نفسه وليس باسم المتظاهرين، مؤكدا الإصرار في عملية إسقاط الرئيس مبارك الذى وصفه بأنه "رمز الفساد". بدوره، أكد المفكر الإسلامي الدكتورة محمد عمارة للمتظاهرين "صبركم هو الذى سيحقق أمل الثورة"، مضيفا أن "الرئيس سيرحل اذا صبرتم وظللتم في الميدان"، وأشار إلى أن الرئيس "يراهن الآن على صبركم". وأعلن المتظاهرون عن تنظيم مظاهرة مليونية جديدة غدا الثلاثاء، وطلبوا من مهندسي الديكور والعمارة التجمع في الميدان الساعة الرابعة عصر الثلاثاء لإعادة تجميل واصلاح الميدان. وفي الإسكندرية، انطلقت بعد عصر الأحد مظاهرة مليونية من أمام مسجد القائد إبراهيم رافعة الإعلام، وصور الشهداء الذين سقطوا برصاص قوات الأمن بالإسكندرية وميدان التحرير. وكانت الجماهير الحاشدة أدت صلاة الغائب بعد صلاة الظهر على الشهداء الذين سقطوا خلال الاحتجاجات، مرددين الدعاء على الرئيس مبارك وأركان نظامه، وطالبوا بسقوط الرئيس مبارك ومحاكمته، وكذا محاكمة رموز نظامه. واتهم المتظاهرون في هتافاتهم الرئيس مبارك وعائلته بنهب مليارات الجنيهات طوال السنوات الماضية. وكانت الجماهير الحاشدة توافدت على ميدان مسجد القائد إبراهيم منذ ساعات الصباح، حيث صلوا الظهر، وبعد صلاة العصر انطلق نحو 750 ألف متظاهر إلى شوارع صفية زغلول، ثم شارع النبي دانيال، ثم شارع عبد المنعم، والعودة إلى ميدان محطة مصر، ليواصلوا المسير إلى ميدان سيدي جابر. وحركت صور الشهداء التي رفعها المتظاهرون مشاعر الشارع السكندري، حيث تعالت الدعوات والابتهال إلى الله تعالى أن ينتقم من الرئيس مبارك. كما رفع المتظاهرون لافتات تحمل كلمة "ارحل" بكل لغات العالم، ورفعوا لافتات تشير إلى ثروات مبارك وعائلته، وثروات رموز النظام الحاكم. ودعت المتظاهرون إلى تواصل التظاهر كل يوم، وتنظيم مظاهرة مليونية أخرى غدًا الثلاثاء حتى يتم رحيل الرئيس مبارك، ورموز نظامه ومحاكمتهم. وشهدت مظاهرة الإسكندرية مشاركة مشاركة آلاف من النساء والأطفال الذين رفعوا أعلام مصر، مرددين الأناشيد الوطنية الحماسية. على جانب آخر شهدت الإسكندرية إجراءات أمنية مشددة لتأمين سيارات نقل الأموال من البنك المركزي إلى البنوك المختلفة، حيث تزاحم المئات أمام البنوك، وأمام ماكينات الصراف الآلي لصرف معاشاتهم، وبعض من ودائعهم. وبدأت وحدات من شرطة المرور النزول إلى الشوارع والميادين الرئيسة بالإسكندرية، كما شوهدت بعض سيارات الشرطة الصغير تسير في مجموعات، وبها بعض الجنود يلبسون السترات الواقية من الرصاص. وفي دمنهور، احتشد أكثر من 150 ألف متظاهر لميدان الساعة رافعين اللافتات المنادية برحيل مبارك، مرددين الهتافات المطالبة بسقوط النظام، ومحاكمة الرموز الفاسدة.