وجهت رئاسة الجمهورية، العديد من الدعوات للقوى الثورية من أجل إجراء حوار وطني ومحاولة لتقريب وجهات النظر والاطلاع على مجريات الأمور في الشارع المصري من خلال شباب الثورة ولبحث تطور الأوضاع السياسية وتراجع الشباب عن المشهد السياسي. وكانت الدعوات التى وجهت من قبل أحمد المسلماني المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية، والذي قام بتحديد القوى الثورية التي ستقابل الرئيس عدلي منصور وإغفاله لبعض القوى الثورية المعارضة قد أثارت غضب تلك القوى. ومن القوى الثورية التي تم توجيه الدعوة لها أعضاء من حركة تمرد ومنهم حسن شاهين ومي وهبة محمد عبد العزيز، وشباب جبهة الإنقاذ ومنهم أحمد عناني وأميرة العادلي وعمر الجندي وشباب حزب الدستور، وشباب الجبهة الحرة للتغيير السلمي، وشباب حزب المؤتمر، وبعض شباب الثورة من أبرزهم شادي الغزالي حرب وناصر عبد الحميد وشهاب وجيه وغيرهم من شباب القوى الثورية. ومن أهم المطالب التي طالبت بها القوى الثورية المشاركة في الحوار تعديل خارطة الطريق فى البند الخاص بتقديم الانتخابات الرئاسية، وكذلك إبعاد رموز النظام السابق من المشهد السياسى الحالى والإفراج عن المعتقلين السياسيين منذ أحداث ثورة 25 يناير وتمكين الشباب من المحليات، كما أبدى الشباب تخوفهم من عودة دولة مبارك مرة أخرى. وأكد عمر عز، عضو تكتل القوى الثورية، أن المطالب والمقترحات التى تم عرضها على منصور فى خلال لقاءين سابقين له مع القوى الثورية وبعض رموز ثورة 25 يناير البارزين لم يتم تنفيذها إلى الوقت الحالي، والتى فى عدم الإفراج عن شباب الثورة المعتقلين خلال الفترة الماضية، وميثاق الشرف الإعلامي الذى لم يحظ بالاهتمام المناسب من قبل الحكومة، وأخيرًا مشروع مفوضية الشباب الذي تم طرحه منذ ثلاثة شهور ولم يتم اتخاذ أى خطوات جادة تجاه هذا المشروع، على الرغم من وعد المستشار عدلي منصور للشباب والقوى الثورية بإعداد قانون بالمفوضية قبل انتقال الحكم لرئيس منتخب. وقال رئيس اتحاد شباب ماسبيرو مينا مجدي، إن الرئيس عدلي منصور قال لهم إن الدولة لا تنسق مع رجال الحزب الوطني وأن مَن يضع يديه في أيديهم خائن، وأكد "منصور" خلال الاجتماع أن الهدف الأساسي من الاجتماع التعرف على أسباب ضيق الشباب من تلك المرحلة وعزوفهم عن المشاركة في الدستور. ومن جانبها، قالت أميرة العادلي، عضو المكتب التنفيذي لشباب جبهة الإنقاذ، إن أبرز ما دار في لقاء الرئيس عدلي منصور يدل في مجمله على أن الرئاسة استشعرت الأزمة مع الشباب وأن لدى الرئاسة وعيًا بأن للشباب رأيًا آخر في تفاصيل إدارة المرحلة. وأضافت "العادلى" أن ضبط الأداء الإعلامي ووضع ميثاق شرف إعلامي بالتعاون بين نقابة الصحفيين والمجلس القومي لحقوق الإنسان كان أبرز ما وعدت به الرئاسة، كما أشارات أميرة إلى أن الإحباط ساد نبرة الشباب في حوارهم مع الرئيس حيث أبدوا تخوفهم من عودة دولة مبارك والممارسات التي يرتكبها أذيال النظام الذي ثار الشعب عليه. وأكد عصام الشريف، المنسق العام للجبهة الحرة للتغيير السلمي، أن الرئيس عدلي منصور استجاب لمطلبنا بشأن تحسين صورة ثورة 25 يناير من التشويه المستمر لها بأن قال جملته الشهيرة "إنه لولا 25 يناير ما كانت ثورة 30 يونيه". واستنكر الشريف المطالب التي لم تتحقق وأهمها ملف المعتقلين السياسيين منذ ثورة يناير وأنه لم يتم تمكين الشباب وخاصة في المحليات أو البرلمان فدائمًا ما نبدأ بقمة الهرم، مؤكدًا أن بنود الدستور الجديد لم تحدد دور الشباب بصورة واضحة، مضيفًا أن عدم الإفراج عن المعتقلين قد يكون سببًا لرفض الحوار مرة أخرى مع مؤسسة الرئاسة. على الجانب الآخر، هناك بعض القوى التي تم تجاهلها على طاولة الحوار ومنها شباب حركة 6 إبريل والتي لم تتم دعوتها إلى مائدة الحوار، حيث كشف شريف الروبي، مسئول الاتصال السياسي بحركة 6 إبريل، عن أن مؤسسة الرئاسة تجاهلت دعوة القوى الثورية المعارضة ولم توجه أي دعوة رسمية لها. وأكد الروبي أنه بعد فترة التشويه التي عاني منها بعض شباب القوى الثورية الفترة السابقة بشكل فج فإنهم رافضون أي حوار مع الرئاسة، خاصة أن الرئيس المؤقت عدلي منصور قد سلك نفس اتجاه الرئيس المعزول محمد مرسي وتعاون مع القوى السياسية متجاهلا القوى الثورية، كما أن الحوار لا يعتمد على جدول أعمال محدد أو بنود للاتفاق عليها. وأضاف الروبي أن القوى الثورية لن تتواجد على طاولة الحوار إلا إذا تخلت الرئاسة عن ظاهرة الاستقطاب ومحاسبة رموز نظام مبارك وأن تخرج الإدارة العسكرية من الرئاسة. ومن الطريف في الموضوع أن رائدة ثورة 30 يونيه حملة "تمرد"، لم تتم دعوة قائديها الحقيقيين للحوار، حيث استنكر أحمد بديع، مسئول العمل الجماهيري لحملة تمرد على مستوى الجمهورية، أن الحملة قامت بفصل كل من "محمود بدر ومحمد عبد العزيز وحسن شاهين" بعد أن اختلفت الأهداف، ومع ذلك فإن مؤسسة الرئاسة مازالت مصرة على توجيه الدعوة إليهم للحوار باسم الحملة متناسية القائمين الحاليين على الحملة.