تحت عنوان "أخطاء مبارك التسعة الكبرى"، كتب بليك هاونسيل في مجلة "فورين بوليسي" مقالا يشرح فيه أبعاد تلك الأخطاء وتداعياتها الداخلية على الثورة الشعبية التي عاشتها مصر منذ 25 يناير الماضي. يقول الكاتب في مقاله إن مبارك بدفاعه عن سجله وقوله إنه سيموت على ارض مصر, أعطى إشارة إلى أنه لن يحذو حذو الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي بالهروب بطريقة مخزية إلى المنفى فور ذلك تقريبا. وحدد الكاتب الأخطاء الكبرى لمبارك التى كان وراء الاطاحة به وتتمثل في إخفاقه في توزيع ثروة الاقتصاد المصري، حيث لم يشعر الشعب المصرى انهم حصلوا على نصيبهم العادل من تلك الثروة, وبدلا من ذلك كانوا يشاهدون رجال الأعمال الأثرياء يقيمون صلات وروابط مع الحزب الوطني الحاكم ويسرقون ثروات وخيرات البلاد. واعتبر أن سماح مبارك بانتشار الفساد ليتغلغل في الحياة المصرية وهو ما جعل من المستحيل على أي كان في البلاد تحقيق حياة نزيهة, حيث لا يمكن إنجاز أي شيء بدون تقديم رشوة أو بالواسطة واستشراء الاختلاس . واكد أن نظام مبارك لم تكن له رؤية واضحة على أي مسار من المسارات، وأضاف "فمهما يقال عن سلفيه جمال عبد الناصر وأنور السادات, فإنهما كانا يعرفان إلى أين يقودان بلدهما وكانت لديهما خطة للوصول لهدفهما". وذكر أن الاصلاحات الباهتة كانت من أسباب رحيل مبارك، حيث أدت محدودية الإصلاحات على كافة المستويات إلى تزايد شكوك المصريين بشأن مساعي الإصلاح الحكومية المتكررة التي تميزها وترافقها دعاية غير مقنعة، فهم عندما يسمعون كلمة الإصلاح يتطلعون إلى الاصلاحات المزعومة التى جرت على الدستور المصرى وحالت بينهم وبين ترشح مستقل للمنافسة على منصب الرئيس . واشار أيضا إلى أن إعداد نجله جمال لوراثة الحكم كان من أهم عوامل الإطاحة بمبارك الأب وبكافة رموز نظامة، حيث تابع الشعب المصرى على مدى سنوات مضت أن دور جمال مبارك تزايد في إعداد السياسات الداخلية خلال العقد الأخير, معتمدا على إصلاحات ليبرالية اقتصادية لا تلقى رضا الشعب، بالإضافة الى علاقاته مع رجال أعمال أثرياء يعتبرون فاسدين ولا تواصل لهم مع المواطن المصري، وكان من بين الهتافات الشعبية في المظاهرات في السنوات الأخيرة: لا للتوريث . ورصد أيضا ان عدم تقدير نظام مبارك لقدرة الناشطين على تعبئة الشباب من خلال الإنترنت كانت من أهم أسباب رحيل مبارك، حيث لم تكن الداخلية مستعدة للقدرة التنظمية للشباب من خلال التواصل على الإنترنت. وأكد أن عملية التزوير الاخيرة لانتخابات مجلس الشعب لصالح أعضاء الحزب الحاكم كانت من اهم أسباب رحيل الرئيس مبارك، واعتبرت استعانتة الشرطة بالبلطجية، وبعض أفراد الأمن لمهاجمة البيوت والمحلات ولترويع المواطنين من الاخطاء الفادحة التى زادت من تصميم الشارع المصرى على الإطاحة به. اما آخر الآخطاء الفادحة التى عجلت برحيل مبارك كما يراها فهي تعيين عمر سليمان نائبا له، وتعيين أحمد شفيق رئيسا للحكومة.