فؤاد: التقاليد العسكرية ترشح رئيس الأركان ل "الدفاع".. وبلال: الكلمة الأولى للأقدمية الجنرال القادم محل ثقة السيسى.. ويقلق الليبراليين.. ويوصف ب "المعادى لأمريكا"
مع اقتراب خلو منصب وزير الدفاع، على ضوء قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة في الأسبوع الماضي بتفويض المشير عبدالفتاح السيسي لخوض الانتخابات الرئاسية، بات لم يفرق بيننا وبين هذه الخطوة سوى الإعلان الرسمي، وهو ما أثار في الوقت ذاته تكهنات على نطاق واسع حول خليفته المحتمل، بعد أن تناولت وسائل الإعلام، تقارير تشير إلى احتمالية ترشيح الفريق صبحي صدقي رئيس أركان حرب القوات المسلحة أو اللواء أحمد وصفي قائد الجيش الثاني الميداني. وعلى الرغم من مسارعة المتحدث العسكري العقيد أركان حرب أحمد محمد علي إلى نفي تلك التقارير، مؤكدًا عدم صحة ما تردد حول "المستقبل الوظيفي" لكبار قادة المؤسسة العسكرية، قائلاً إنه "في حال حدوث أية تعيينات أو تغييرات وظيفية لأي من قادة القوات المسلحة سوف يتم إعلام جموع الشعب المصري بها بواسطة المصادر الرسمية بالقوات المسلحة"، إلا أن ذلك لم يغلق باب التكهنات والترشيحات حول خليفة السيسي. وأكد عسكريون سابقون أن التقاليد العسكرية المصرية تحسم منصب القائد العام بمبدأ "الأقدمية"، ما يعنى أن القائد القادم هو الفريق صدقى صبحى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وهو ما رجحه اللواء نبيل فؤاد، مساعد وزير الدفاع الأسبق، قائلاً إن المؤشرات تقترب منه لاعتبارات كثيرة، منها قربه من المشير السيسي وثقته فيه، وسعيًا لتفادي أي اعتراضات من قبل الجيش على الإدارة السياسية للدولة خلال الفترة القادمة. وشدد على أن المرحلة المقبلة تحتاج إلى توحد فى وجهات النظر بين الإدارة السياسية والجيش لتسهيل خروج الدولة من فوضى المراحل الانتقالية، وقال إن ذلك سيحدث فقط من خلال وجود قيادة على رأس الجيش يثق بها السيسي مثل الفريق صدقى صبحى. وتابع: من ضمن أسباب ترجيح كفة صدقي أيضًا هى درايته بالمشهد السياسي برمته باعتباره كان قائد الجيش الثالث الميدانى أثناء ثورة 25 يناير 2011، بالإضافة إلى التقليد الذى تعمل العسكرية المصرية فى اختيار القادة والذى يحتم بأن يكون القائد العام للقوات المسلحة هو رئيس أركان حرب الجيش. وأشار فؤاد إلى أنه بالرغم من هذه المعايير المعروفة فى الاختيار، إلا أن اسم وزير الدفاع القادم سيبقى معلقًا حتى يتم اختياره بالطرق المنصوص عليها فى دستور 2013 والمتمثلة فى المادة 171 التى تشير إلى أن وزير الدفاع هو القائد العام للقوات المسلحة، ويعين من بين ضباطها، علاوة على شرط استثنائى يستمر لعامين، وهو أن تكون موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة لازمة قبل الإقرار بتعيين القائد العام. وتوقع فؤاد أن يخلف صبحي فى رئاسة الأركان اللواء أسامة عسكر قائد الجيش الثالث الميداني باعتبار أنه الأكثر احتكاكًا فى العمل الميداني، على حد قوله. متفقًا معه في الرأي، رجح اللواء محمد على بلال، نائب رئيس أركان القوات المسلحة المصرية وقائد القوات المصرية في حرب عاصفة الصحراء، أن يأتى صبحى على رأس المؤسسة العسكرية خلفًا للسيسي، مشيرًا إلى أن معيار الأقدمية هو من يحكم التحركات الوظيفية داخل الجيش المصري، في تقليد يعمل به منذ عقود. وأشار إلى أن عملية اختيار صبحى ستأتى عبر طرح اسمه من قبل رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلى منصور، على أن يحص على موافقة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وأوضح بلال أنه لابد أن يكون هناك خطة موضوعة من قبل الشئون المعنوية بالجيش للتعريف بصبحى محليًا ودوليًا وتهيئة الرأى العام لقبوله كقائد للجيش المصرى، وشدد على أن ذلك لا يعنى أن مصر غير مستقلة فى قرارها ولكن يعكس درايتها بأنها لا تعيش فى كيان منعزل عن المحيط العربى والدولى. لكن من هو الفريق صدقي صبحي؟ آراء تترد حوله وترجيحات وتوقعات، لا أحد يعرفه شخصيًا ليلخصه فى صفات مؤكدة، هكذا هى عادة العسكريين البعيدين عن الأضواء، البعض يقول إنه القائد المتدين وآخر يصفه بمحل ثقة السيسي وثالث يرى فيه المصارح بعدائه للولايات المتحدةالأمريكية ونفوذها فى المنطقة. ترجيحات حول توجهاته السياسية لا يمكننا أن نجذم بها جميعها تحليلات لمواقف متفرقة لا يمكن الاعتماد عليها وحدها فى التعرف على شخصه، فوكالة "رويترز" بادرت عقب ترقيته لمنصب رئيس أركان حرب القوات المسلحى من قبل الدكتور محمد مرسى الرئيس المعزول، بنشر تقرير عنه وصفته فيه بالتدين والمعادة للولايات المتحدة. واعتمدت فى تقريرها على ورقة قد أعدها صبحى فى 2005 وأعلن فيها صراحةً ضرورة القضاء على النفوذ الأمريكى فى الشرق الأوسط ، وأشارت الوكالة إلى أن معظم العسكريين فى المنطقة يرون ذلك إلا أن صبحى من القلائل الذين يعلنون بهذه الصراحة موقفهم من التواجد الأمريكي. وتابعت الوكالة أن صبحى من القيادات المتدينة فى الجيش المصري بناء على الورقة التى أعدها وأشار فيها إلى أن أى تغيير ديمقراطي فى الدولة المصرية لابد وأن يبنى على أساس ديني وهو ما يعتبره البعض قالقًا للفصيل الليبرالي، واعتبرته الوكالة سببًا رئيسيًا فى دفع محمد مرسى به فى رئاسة أركان القوات المسلحة. فى المقابل، يعتبر البعض صبحي أكثر المقربين للسيسي فى الجيش وبالتالى يسهل الاعتماد عليه لضمان عدم تمرد المؤسسة العسكرية أثناء توليه لإدارة الدولة، ورغم كل ذلك إلا أن رئيس الأركان الحالي المرشح لوزارة الدفاع صاحب ال 58 عامًا يظل أحد القادة العسكريين الذين قضوا حياتهم فى الجيش الثالث الميداني من قيادة الفرقة 19 ثم قيادة الجيش بأكمله ثم رئاسة أركان حرب الجيش المصري. وقضى رئيس الأركان عمله وقت الثورة فى قيادة الجيش الثالث الميدانى بمحافظة السويس، حيث تولى هو ضبط الأمن فى محفظات القنال وبدايات سيناء، ويتهمه الشباب بتورطه فى محاكمات عسكرية لتسعة من أبناء السويس.