وصف الشيخ حافظ سلامة، المناضل الوطني البارز، مظاهرات "يوم الغضب" التي شهدتها مصر يوم الثلاثاء بالغضبة الشعبية غير المسبوقة في البلد "المحكوم بالحديد والنار" منذ أكثر من نصف قرن، مستنكرًا رد فعل الأمن العنيف تجاه المتظاهرين على الرغم من سلمية المظاهرات ما أدى إلى مقتل ثلاثة متظاهرين بمدينة السويس. وجدد قائد المقاومة الشعبية بحرب أكتوبر 1973 في رسالته للمصريون الدعوة للتظاهر أمام مسجد النور بالعباسية بعد صلاة الجمعة غدًا احتجاجًا على إهدار أحكام القضاء، وحتى يتم الإفراج عن جميع الذين صدرت أحكام ببراءتهم وإطلاق سراح "الذين اغتصبت أموالهم وديارهم ولم تنفذ الأحكام الصادرة لصالحهم". ووصف الاحتجاجات التي شارك فيها عشرات الآلاف في أنحاء مصر استجابة لدعوة نشطاء على الإنترت ب "الانتفاضة بعد الكبت الذى كبتت به الأمة"، وأشار إلى أن الصوت الذى ارتفع من حناجر المتظاهرين جاء تعبيرًا عما في صدورهم، وذلك في تظاهرات لم تشهد مصر مثلها منذ أكثر من 50 عامًا. غير أنه استنكر رد الفعل العنيف من جانب الأمن تجاه المتظاهرين، على الرغم من خلو الانتفاضة من أي عدوان من المتظاهرين الأمر الذي أدى إلى سقوط شهداء وجرحى، مشيرا إلى سقوط ثلاثة شهداء ب "رصاصات الغدر" التي اخترقت قلوبهم وفتت أكبادهم، فضلاً عن عشرات المصابين ومنهم ما هو في خطرة بسبب إصابتهم بطلقات الرصاصات الحية والمطاطية والغازات المسيلة للدموع التى ملئت شوارع مدينة السويس حتى أصيب منها الأطفال والنساء فى البيوت. وتساءل: ألم تأخذ أجهزة الأمن العبرة مما حدث في تونس؟، في إشارة إلى الانتفاضة الشعبية التي أدت إلى الإطاحة بحكم زين العابدين بن علي واندلعت شرارتها نتيجة اعتداء شرطية على الشاب محمد البوعزيزي بعد مصادرة عربة الخضار التي كان يتكسب منها. وتابع: "لقد شهدت الشهداء وهم يشرحون في المشرحة وتحسرت وتألمت وبكيت عندما رأيت أجساد الشهداء وقد مزقها الرصاص، وكذلك الجرحى الذين خرقت الرصاصات أجسامهم وأكبادهم وعظامهم. يا للحسرة أن تضرب الشرطة المصرية أبناءها وإخوانهم ومواطنيهم بهذه الصورة المخزية البشعة". وقال الشيح حافظ سلامة لرجال الشرطة إن "من قام بهذه الانتفاضة لم يرفعوا عليكم سلاحًا ولم يرموكم بالحجارة ولا زجاجات المولوتوف كما رماكم غيرهم (ملمحًا إلى ما حدث في نوفمبر الماضي عندما هاجم آلاف المسيحيين الشرطة بمنطقة العمرانية بالجيزة) فاتقوا الله فى أنفسكم". في المقابل، دعا الشباب إلى التظاهر بشكل سلمي دون عنف أو تخريب أو تعد على الممتلكات العامة والخاصة، وحثهم على أن يضربوا أروع الأمثلة بألا "يسمحوا للمندسين أن يعتدوا على مسجد أو كنيسة أو دير أو منشآت عامة ولا تقربوا محلات إخوانكم فأنتم وهم مواطنون جميعًا.... واحذركم من المندسين الذين سوف يندسون بينكم".