خرج الدكتور صفوت عبدالغني، القيادي البارز ب "الجماعة الإسلامية" عن صمته ليرد على تصريحات الشيخ محمد حسان، الداعية المعروف، وشقيقه محمود حسان، التي تحدثا فيها عن تفاصيل ما دار من مفاوضات مع قيادات "التحالف الوطني لدعم الشرعية" عشية فض اعتصام "رابعة العدوية" و"النهضة" في 14 أغسطس الماضي وكان حسان قاد وفدًا من العلماء لإجراء مفاوضات مع قيادات "التحالف الوطني"، لتجنب ارتكاب "مذبحة الفض"، وهم: الدكتور عبد الرحمن البر، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين، والدكتور صلاح سلطان، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وأيمن عبد الغني، القيادي بحزب الحرية والعدالة، وصفوت عبد الغني، القيادي بحزب البناء والتنمية، وإيهاب شيحة، رئيس حزب "الأصالة". إلا أن محمد حسان اتهم "التحالف" الداعم للرئيس المعزول محمد مرسي خلال فيديو تداوله حزب "النور" مؤخرًا، بمخالفة ما تم الاتفاق عليه خلال تلك المفاوضات، والمتمثلة في "حقن الدماء وعدم فض الاعتصامات بالقوة، وتهيئة الأجواء لمصالحة حقيقية، والإفراج عن جميع المعتقلين بعد 30 يونيه وإسقاط جميع القضايا"، وهو ما أكده أيضًا شقيقه محمود حسان خلال مداخلة مع قناة "سي بي سي" الفضائية أمس. وهو ما استدعى ردًا من عبدالغني على ما قال إنه "تلبيس وإظهار الأمور على غير حقيقتها"، إذ أكد في مقال أرسله إلى "المصريون"، أن ممثلي "التحالف" تمسكوا خلال اللقاء بمطالبهم ب "عودة الشرعية المتمثلة في: عودة الرئيس الدكتور محمد مرسي، والدستور، ومجلس الشورى المنتخب". وقال إن الشيخ حسان أبدى تفهمه لتلك المطالب لكنه أبدى تخوفه من أن المؤسسة العسكرية لن ترضى بهذه المطالب وأنهم لن يستجيبوا لها نهائيًا، وأشار إلى أنه "حاول جاهدًا مع أعضاء التحالف على مدار أكثر من ثلاث ساعات كاملة البحث عن أية حلول أخرى لحل الأزمة ولكن دون جدوى". وأضاف عبدالغني أنه "كان من المنتظر أن يجتمع وفد العلماء (الشيخ محمد حسان ومن معه) مع المؤسسة العسكرية عقب اجتماعهم مع وفد تحالف دعم الشرعية، عقب التوصل لأية حلول لحل الأزمة لكن أوشك الاجتماع على الانتهاء دون توصل لأية حلول. وأوضح أنه "خروجًا من الإعلان عن فشل الاجتماع وتجنبًا للإغلاق الباب أمام أية حلول سياسية طرح بعض الحضور حلاً وسطًا مفاده أن يطرح العلماء في لقائهم المرتقب مع المؤسسة العسكرية مسألة تهيئة الأجواء وذلك لحين إيجاد حل عادل للأزمة". وذكر أن تلك التهيئة كانت تتمثل في "الإعلان عن عدم فض الاعتصامات بالقوة ، الإفراج عن جميع المعتقلين بعد 30 يونيو وإسقاط جميع القضايا"، وهو الحل الذي أجمع الحاضرون عليه بشرط أن يكون هذا الطرح لوفد العلماء ويمثل وجهة نظرهم هم وقناعتهم الخاصة للتمهيد لحل الأزمة وليست وجهة نظر التحالف أو مطالبهم، "فالمطالب النهائية للتحالف معروفة ومعلنة وأنهم لن يتنازلوا عن عودة الشرعية". وأشار إلى أنه خلال اللقاء بين وفد العلماء والفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع ( ومعه بعض قيادات المجلس العسكري، وعرضوا عليهم مسالة تهيئة الأجواء فاشترط المجلس العسكري لعدم فض الاعتصامات بالقوة الشروط الآتية: عدم خروج أية مسيرات من الاعتصام تواجد المعتصمين على الرصيف فقط، فتح الطرق بشكل كامل أمام حركة السيارات، السماح بالتواجد الأمني داخل الاعتصام، فيما رفض نهائيًا مسألة الإفراج عن المعتقلين أو إسقاط التهم عنهم بدعوى أن الأمر بيد القضاء وأنهم لا يصح لأحد أن يتدخل في أعمال القضاء!!!! لكن عبدالغني قال إن "الأمر الأهم" الذي أغفل الحديث عنه الشيخ محمد حسان وشقيقه أن الفريق السيسي شرح لوفد العلماء باستفاضة أن ليس هناك ما يسمى ب "المشروع الإسلامي"، وأنه مشروع فاشل، وإنه "شخصيًا لن يسمح نهائيا لأصحاب هذا المشروع الإسلامي أن يتولوا السلطة في مصر، ثم عرض على الشيخ حسان عودة قناة الرحمة الخاصة به فقط وأنه لن يسمح بعودة القنوات الدينية الأخرى لأنها قنوات تحريضية". واستطرد عبدالغني روايته قائلاً: "طلب وفد العلماء لقاء ممثلي التحالف بعد لقائهم مع السيسي وشرحوا لهم ما تم في اللقاء فلم يستحسن أحد من ممثلي التحالف أو يقبلوا بشروط المجلس العسكري الإذعانية واعتبروها مصادرة على المطالب، ورفضًا قاطعًا لعودة الشرعية ، وعداء واضحا وصريحا للمشروع الإسلامي حتى وان أتت به الإرادة الشعبية ، وإن شروط عدم فض الاعتصام بالقوة هي في حقيقتها فض صريح للاعتصام". وتابع " قام ممثلو التحالف بمعاتبة الشيخ محمد حسان على حديثه المبهم في مسجد الحصري والذي أوهم الناس (على غير الحقيقة) أن المجلس العسكري استجاب لمطالب وفد العلماء على تهيئة الأجواء وعدم فض الاعتصام بالقوة، ما أثار استياء بعض قيادات التحالف حيث اعتلى بعضهم ( الدكتور صلاح سلطان - الدكتور صفوت حجازي ) منصة رابعة العدوية وأنكرا على الشيخ حسان ما قاله وأكدا على تمسك التحالف بعودة الشرعية كاملة".