شن حزب "النور" السلفي، هجومًا ناريًا على الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، إثر توجه بالتهنئة إلى الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة "النهضة" الإسلامية التونسية بمناسبة إقرار الدستور التونسي الجديد. وقال الحزب في بيان أصدره اليوم، إن "الاتحاد الذي أصدر رئيسه فتوى بتحريم التصويت على الدستور المصري هو نفسه الذي هلل للدستور التونسي، رغم خلوه من أي صبغة إسلامية". واعتبر أن تهنئة القرضاوي للغنوشي تؤكد ما أعلنه الأخير من "التنازل الصريح عن وضع مواد الشريعة في الدستور مقابل التوافق، وحماية بلاده من السقوط في السيناريو المصري، الذي طرد (الإخوان) خارج المشهد السياسي". واتهم الحزب الغنوشي بأنه "ضحى بالشريعة من أجل تواجده في السلطة"، ما اعتبره "دليلًا على أن الإخوان يرفعون راية الإسلام فقط في الشعارات". ورأى أن "موقف القرضاوي من الدستور المصري الجديد ليس نابعًا من توافقه مع الشريعة من عدمه، بل من غضبه من سقوط (الإخوان)"، على حد قوله. وكان "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" وجه أمس التهنئة للشعب التونسي والقوى السياسية على إنجاز الدستور وتعيين حكومة توافقية تشرف على الاستحقاقات الانتخابية، برئاسة المهندس مهدي جمعة، بصورة تعكس خطوات المسار التوافقي الذي سار عليه الشركاء السياسيون لإنجاز أحد أهداف الثورة. ووجه الاتحاد التهنئة والتقدير لجيش تونس، لافتًا إلى أنه ظل وفيًا لواجبه الوطني، والتزامه الدستوري، وأخلاقيات الشرف العسكري، بحفظ الأمن والسهر على سلامة البلاد، والنأي عن الخوض في السياسة الحزبية سائلاً الله عز وجل أن يحفظ تونس وأهلها، ويوفق قياداتها إلى مزيد من الوحدة والتعاون حتى تكتمل أهداف الثورة التونسية المجيدة. ووقع على البيان الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد، والدكتور علي القرة داغي الأمين العام للاتحاد