هل تذكرون «سليمان خاطر»؟ الجندي المصري الذي ولد في 1961 و«استنحر» في 1986 جندي الأمن المركزي البسيط الذي كان يؤدي مدة تجنيده على الحدود المصرية – الاسرائيلية جنوبسيناء وفوجئ ب12 إسرائيليا يتسلقون الهضبة التي كان يحرسها فأنذرهم بالتوقف، ثم اطلق الرصاص في الهواء، فلم يلتفتوا وواصلوا اختراقهم لحدود بلاده فأطلق عليهم الرصاص وأردى سبعة منهم، وبعد محاكمته عسكريا طبقا لقانون الطوارئ وفي اليوم التاسع من محبسه وجد ميتا في ظروف غامضة وقال تقرير الطبيب النفسي انه «مختل نوعا ما.. ويرى اشباحا في الظلام» - يعني حكاية اننا شعب «مختل» ب«الخاء وليس بالحاء» مش جديدة!! – وخرجت صحف المعارضة لتصف ما حدث لسليمان خاطر بانه «استنحار» والمعنى واضح.. انتحار بفعل فاعل مجهول!! لا أعرف لماذا سيطر عليَّ طيف سليمان خاطر طوال يوم أمس، واسترجعت وقتها تاريخ «المختلين» الطويل، وغاية ما بلغته ذاكرتي كان «المختل» سليمان الحلبي الذي قتل الجنرال الفرنسي «المحتل» كليبر، وان «اضاءت» في ذهني فكرة كتابة سلسلة من المقالات – ربما اجمعها لاحقا في كتاب – بعنوان «مصر بين الاحتلال والاختلال»! .. نعود لليوم 25 يناير عيد الشرطة في مصر ويوم مسيرة الغضب التي تعد لها قوى شعبية وسياسية، ويقابلها مسيرة مؤيدة للرئيس مبارك، بعنوان «مبارك ضرورة لأمن مصر»، أرجو ان ينجح المتظاهرون في توصيل رسالتهم «سلميا».. وادعو الله ان يستوعب أولو الأمر الرسالة «سلميا» ايضا؟ وأتمنى من الله اذا احتجزت اجهزة الامن بعض المتظاهرين، واتضح – لا قدّر الله – انهم «مختلون» أتمنى الا يتركوهم «يستنحرون» انفسهم!! حسام فتحي [email protected] «أنا لا اخشى الموت ولا ارهبه، انه قضاء الله وقدره، لكنني اخشى ان يكون للحكم ضدي آثار على زملائي تقتل فيهم وطنيتهم، ثم نظر الى الجنود الذين يحرسونه وقال: روحوا احرسوا سينا.. سليمان مش عايز حراسه» (سليمان خاطر في قفص المحكمة بعد الحكم)