انتقد روبرت كاجان، الباحث بمعهد بروكينجز الأمريكي للأبحاث، السياسة الخارجية الأمريكية تجاه مصر، واعتبرها "مليئة بالتناقضات والمعايير المزدوجة"، مشيرا إلى أنه وبينما يعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطاباته على دعم إدارته للديموقراطية يقوم في المقابل بغض الطرف عن القمع الذي يمارسه نظام يعد من أهم حلفاء الولاياتالمتحدة بالشرق الأوسط. ووصف كاجان في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" السياسة الخارجية لإدارة أوباما بأنها "غير مفهومة ومؤسفة وتضر بالمصالح الأمريكية"، معتبرًا أن مصر حليف هام للولايات المتحدة ضد إيران، ويحفظ السلام مع إسرائيل، ويكافح ما وصفه ب "الإرهاب والتطرف". ورأى أن مصر ترتكب ما أسما ب "انتحار وطني"، حيث يدخل الرئيس حسني مبارك في عقده الرابع بالسلطة ويبدو مصممًا على إعادة ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية القادمة في سبتمبر المقبل أو تمرير السلطة لابنه جمال. واتهم الكاتب نظام الحكم في مصر بأنه "يمارس عملية قمع قاسية ضد المعارضة الداخلية من خلال استخدام قانون الطوارئ في اعتقال و تعذيب وقتل المدونين"، وأشار إلى أنه بعد "ثورة الياسمين" التونسية، فإن الأوضاع في مصر توشك على الانفجار، غير أن رد فعل الرئيس مبارك تمثل في الاستمرار في تجاهل المطالبات بتحرير النظام السياسي ووضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان. وأضاف إنه "في الوقت الذي يتوقع فيه الجميع أن تقوم الإدارة الأمريكية بالتحرك بسرعة لاستباق الأحداث في مصر واستخدام نفوذها للضغط على الرئيس مبارك وحكومته لفتح النظام السياسي وتفادي كارثة وشيكة، فإن إدارة الرئيس أوباما لا تتخذ أي خطوات لوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان في مصر". وانتقد موقف أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، لعدم إيضاحهما للرئيس مبارك بأنه إذا لم يسمح بمنافسة حقيقية في العملية السياسية، ويسمح للمراقبين الدوليين بضمان نزاهة العملية الانتخابية، ويقوم برفع قانون الطوارئ، ووضع حد للتعذيب ووحشية الشرطة، فإنه "بذلك لن يدمر مصر فقط لكنه سيدمر العلاقات المصرية الأمريكية أيضًا"، على حد قوله. وقال كاجان إن كلينتون ألقت خطابًا جيدًا في الدوحة هذا الشهر حول ضرورة قيام الحكومات العربية بإفساح المجال للمجتمع المدني، لكنها عندما التقت وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط قبل الانتخابات البرلمانية المصرية لم تقل كلمة واحدة عن السياسة المصرية. كما أن الرئيس أوباما دائمًا ما يدلي بتصريحات عن دعم الولاياتالمتحدة للديموقراطية حول العالم، ولكنه عندما تحدث إلى الرئيس مبارك في أعقاب تفجر الأوضاع في تونس لم يقل كلمة واحدة عن مخاطر حدوث انفجار مماثل في مصر. وأكد أن "الإدارة الأمريكية لم تغير سياستها تجاه الرئيس مبارك على مر العقود، فهي تتعلق به على الرغم من أن كل الأدلة تؤكد على أنه يقود بلاده نحو كارثة"، بحسب تعبيره، خاتما مقاله بدعوة الولاياتالمتحدة إلى أن تقوم بتعديل سياستها الخارجة تجاه مصر قبل فوات الأوان.