رفض أعضاء لجنة الصحة بمجلس الشعب خلال اجتماع عقد أمس برئاسة الدكتورة مديحة خطاب اللائحة الجديدة التي وضعتها وزارة الصحة، وتقضى بتحويل المستشفيات بعد الساعة الواحدة ظهرًا إلى مستشفيات استثمارية واقتصادية. ودعا النواب في سخرية وتهكم الحكومة إلى "التخلص من المرضى الغلابة وإبادتهم جميعًا"، مؤكدين أن المرضى يعذبون ويهانون ويموتون الآن أمام أبواب المستشفيات الحكومية في جميع المستشفيات بعد إلغاء العلاج المجاني بجميع المستشفيات. ووصف النواب اللائحة الجديدة بأنها "تحايل جديد لإلغاء ما يسمى بالعلاج المجاني، في انتهاك واضح للدستور والقانون الذي تنص مواده رقم 16، 17 على مجانية العلاج داخل المستشفيات". أكد الأعضاء أن الأسعار التي تنص عليها اللائحة الجديدة تفوق أسعار الخدمات الطبية الموجودة بالمستشفيات الخاصة والمستوصفات ومعامل التحاليل والأشعة الخاصة. وحذروا من تطبيق اللائحة خاصة في هذا التوقيت غير مناسب، قائلين إن تطبيقها من شأنه أن يؤدي إلى وقوع كارثة سوف تهدد الاستقرار الاجتماعي داخل مصر، مشيرين إلى ما حدث من قيام مواطن بإشعال النار فى نفسه أمام مجلس الشعب وأن هناك آخرين قد يقومون بإشعال النيران في أنفسهمً. واتهم النواب واضعي اللائحة بأنهم لا يعلمون شيئا عن الواقع المصري في ظل زيادة عدد الفقراء ومن يقيمون فى "أكشاك الصفيح والقش"، وتساءلوا: "كيف يتعامل المرضى الغلابة مع اللائحة الجديدة وهم لا يجدون الجنيه"؟، وأيدتهم في الرأي الدكتورة مديحة خطاب رئيس اللجنة. وسادت المناقشات موجة من الغضب بين النواب الذين وجهوا اتهامات إلى وزير المالية الدكتور يوسف بطرس غالى بالمسئولية عما آلت إليه المستشفيات من عجز شديد فى تقديم الخدمات وعجز المواطن في الشفاء والعلاج، بسبب رفض زيادة موازنة وزارة الصحة، في الوقت الذي ارتفعت فيه موازنة التعليم من 4 مليارات إلى 25 مليار جنيه. وأكد النائب حسين الصيرفى رفضه المطلق للائحة الجديدة، وقال "للأسف أنها تحمّل المرضى الفقراء كل شئ"، وأضاف: "حرام علينا وعلى الحكومة ما يحدث للمواطن الغلبان، وقال الناس مش ناقصة ضغط عليها". ورأى النائب عيد آدم أن "اللائحة وما بها من مواد استفزازية تعد انتهاكًا للدستور والقانون كما أنها جاءت فى توقيت غير مناسب"، وقال "مش كفاية الناس عيشة فى مرض وفقر". بدوره، حذر النائب اللواء أسامة أبو المجد من خطورة تطبيق اللائحة، وقال "للأسف من وضع اللائحة يعيش في رفاهية ولا يعلم بمن يعيشون فى عشش الصفيح والقش"، وأضاف "إنني أحذر من التوقيت غير المناسب لتطبيق هذه اللائحة التي سوف تأخذ البلد إلى مرحلة خطرة". وتابع "ماذا بعد اللائحة؟ سنجد خصخصة وزارة الصحة وبيع ما بها من منشآت ومعدات"، معتبرا "أننا أمام كارثة بكل المقاييس ولا يمكن أن نقبل ما جاء بهذه اللائحة، والتي تهدف إلى تحسين دخل الأطباء على حساب المرضى، حيث تمنح الحرية للطبيب فى وضع تكاليف العلاج ورفع يافطة المستشفى ووضع اسمه على حجرة العمليات". ووصف النائب الدكتور عبد العزيز المريض المصري "الغلبان" بأنه "أصبح "صيدة" داخل المستشفيات، ولابد أن نمص دمه قبل أن نبدأ فى علاجه"، وتساءل: أين الحق الدستوري للمرضى المصريين؟ وكيف يأخذ المريض حقه، وقال في سخرية "خلاص يا جماعة نعمل إبادة جماعية للفقراء ونخلص منهم". واتهم النائب الدكتور شيرين أحمد فؤاد وزير المالية الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية بأنه "سبب الكوارث التي سيتعرض لها المرضى الفقراء"، وتساءل: كيف تصدر هذه اللائحة دون عرضها على نواب مجلس الشعب ولجنة الصحة، ولماذا تم إقصاء المجتمع المدني من تشكيلات مجلس إدارة المستشفيات؟.