"الوسط": الإعلام زيف إرادة الشعب "الشعب يدافع عن الرئيس": الشباب خدعوا ووقعوا فريسة للقهر والقمع "تحرر": العزوف نتيجة لاعتقال الشباب واتهامهم بالخيانة "حقوقى": قانون التظاهر والإجراءات الاستثنائية هو السبب كان لافتًا عزوف الشباب عن المشاركة في الاستفتاء على مشروع الدستور يومي 14 و15 يناير الجاري, في المقابل بدا لافتًا المشاركة الكثيفة للنساء وكبار السن، وهو الأمر الذي رصده حتى المؤيدين للسلطة الحالية، حتى إن أحدهم دعاها إلى عدم إبداء الفرحة بتمرير الدستور، لأن الشباب لم يشاركوا في الاستفتاء، وهو الأمر الذي يعزوه سياسيون إلى الإجراءات القمعية واستخدام العنف ضد المتظاهرين والنشطاء السياسيين, وكذلك إدراك الشباب بأن الدولة البوليسية وتزوير إرادة الشعب كما كان في نظام مبارك تعود من جديد من الأسباب التي جعلت الشباب يقررون مقاطعة الاستفتاء، بحسب قولهم. وقال الناشط السياسي بلال سيد بلال, عضو الهيئة العليا لحزب الوسط, ونائب رئيس اتحاد طب الأزهر، إن عزوف الشباب عن المشاركة فى الاستفتاء على الدستور ترجع إلى ادراك الشباب المصري بأن الدستور الجديد لن يحقق أحلامهم, موضحًا أن هناك حملة إعلامية شنت عبر وسائل الإعلام المصرية لتزييف إرادة الشعب المصري من خلال توصيل معلومات كاذبة لإقناع الشعب بالتصويت على الدستور. وأضاف بلال في تصريحات خاصة ل"المصريون" أن هذه الحملة الإعلامية أنفق عليها مئات المليارات وأثرت فى كبار السن واستغلتهم للمشاركة في التصويت ولكن لم تتمكن من استغلال الشباب الذين شاهدوا الدماء التي سالت على أرض الوطن. وتابع: "أتحدى أن يكون شباب الأحزاب السياسية مثل حزب الدستور شاركوا في الاستفتاء, فالشباب يدركون أن الدستور غير جيد وأن رموز الحزب الوطني المنحل هم الذين ينظمونه." وأشار عضو الهيئة العليا لحزب الوسط إلى أن الاعتداء على الناشطة السياسية إسراء عبد الفتاح بالضرب أثناء الإدلاء بصوتها كان عاملًا مؤثرًا لعزوف الشباب ودليلًا على أن هذا الدستور ليس دستور المستقبل وإنما هو دستور نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك. وأوضح بلال أن سبب ارتفاع نسبة مشاركة كبار السن ترجع إلى أنهم يميلون أكثر إلى الاستقرار حتى إن كانت البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ ولكن الشباب يميلون إلى أن يسير الوطن في المسار الصحيح. وشكك بلال في صحة الأرقام التي تعلنها وسائل الإعلام عن نسبة المشاركة في الدستور لتصور أن الاستفتاء شهد إقبالًا كثيفًا, قائلًا إننا قمنا بمتابعة اللجان الانتخابية لرصد مدى الإقبال على الاستفتاء, ورأينا النسب الحقيقية بأعيننا, ولا نثق في الأرقام المعلنة في الإعلام. وكشف عن أن هناك اتصالات مكثفة ولقاءات مستمرة مع بعض القوى والحركات السياسية والثورية للاستعداد ليوم 25 يناير المقبل الذي سيكون بداية نهاية عودة نظام مبارك, بحسب تعبيره. وأضاف قائلًا إنهم سوف يتفاجأون بتوحد القوى الثورية التي خرجت في ثورة يناير, وليس مستبعد أن نجرى اتصالات ولقاءات مع حركة شباب 6إبريل والاشتراكيون والثوريون وكل من يؤيد ثورة يناير. ومن جانبه، قال الناشط السياسي محمد فوزي, مؤسس حملة تمرد 2 " تحرر"، إن عدم مشاركة الشباب في الاستفتاء يؤكد أن هناك موجة ثورية قادمة لا محال ولا يوجد أدنى شك في ذلك, بحسب قوله. وأضاف أن السلطة الحالية في أزمة بالفعل, وكانت مطالبة بنزول 32 مليون مصري باستثناء مليون من الأطفال للمشاركة في الاستفتاء وهذا العدد هو الذي خرج في تظاهرات 30 يونيه بحسب زعمهم, مؤكدًا أن قلة المشاركة في الاستفتاء تجعل السلطة في موقف محرج مع المجتمع الدولي، ويشير إلى أن أعداد المقاطعين أكبر من المشاركين، مما يؤكد أن أغلبية الشعب المصري يعارضون السلطة الحالية. وتابع: "إن نسبة المشاركة في الاستفتاء وصلت إلى 25 % كحد أقصى أى نحو 14 مليون ناخب, والدليل أننا رأينا عزوفًا واضحًا من الشباب وذلك يعود إلى عدم حدوث انخراط بين السلطة والنظام حول عملية الاستفتاء, وأن الدستور لا يحقق طموحاتهم وآمالهم ويشمون فيه رائحة حكم العسكر". وأكد فوزي أن عودة رموز نظام مبارك على الساحة من جديد كان مستفزًا لشباب الثورة, مؤكدًا في الوقت نفسه أن حملة التشويه التي تعرض لها شباب الثورة واتهامهم بالخيانة والعمالة, علاوة على ذلك استخدام العنف الأمني من قبل السلطة لتفريق المتظاهرين, واعتقال أعداد كبيرة من النشطاء السياسيين وعلى رأسهم أحمد ماهر وأحمد دومة وغيرهم, كان من الأسباب التي أدت إلى عزوف الشباب عن المشاركة في الاستفتاء. وأشار مؤسس تمرد " 2 " إلى اعتراف رموز سلطة 30 يونيه بانخفاض نسبة الإقبال على الاستفتاء، قائلًا إن المخرج خالد يوسف اعترف بعدم مشاركة الشباب وأقر بأن نحو 60% لم يشاركوا في الاستفتاء مع وجود نسبة عريضة من أنصار الإخوان والمعارضين للسلطة الحالية. وبين فوزي أن الشباب يدركون أن التصويت على الدستور ب"نعم " يعيد نظام مبارك والدولة البوليسية القمعية, مشيرًا إلى أن عزوف الشباب وضع النظام في مأزق، ويؤكد أن غالبية الشعب خاصة من الشباب يرفضون حكم العسكر, بحسب وصفه. في سياق متصل، قال الناشط الحقوقي طارق إبراهيم، العضو البارز في لجنة الحريات بنقابة المحامين، إن انخفاض نسبة مشاركة الشباب يرجع إلى القوانين والإجراءات الاستثنائية التي أصدرتها الدولة في الآونة الأخيرة ولم تلب طموحات الشباب. وأوضح أن قانون التظاهر والإجراءات الاستثنائية الأخرى التي اتٌخذت لمواجهة أعمال العنف في البلاد رفضتها شريحة كبيرة من الشباب, ولذلك قررت عدم المشاركة, متوقعًا ارتفاع نسبة مشاركة الشباب في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة. وقال أحمد عبد الجواد، المنسق العام لحملة الشعب يدافع عن الرئيس، إن السلطة الحالية التي أتت عبر انقلاب عسكري غاب عنها أن الشباب هو كلمة السر في ثورة 25 يناير و 30 يونيه, وعندما وجد الشباب أنهم تلقوا خداعًا ومورس عليهم القهر والقمع من قبل السلطة الحالية اتخذوا قرارًا بعدم المشاركة في الاستفتاء – بحسب قوله. وأوضح أن الشباب أيقنوا أن السلطة الحالية تريد أن تعطي لنفسها أي شرعية حتى لو عن طريق الدماء والقتل والاعتقال, مؤكدًا أن شريحة الشباب عزفت عن المشاركة في الاستفتاء بسبب تعامل قوات الشرطة مع المتظاهرين والشباب بالقتل والاعتقال والترويع واقتحام الجامعات وإغلاق كل وسائل التعبير عن الرأي, واصفًا الاستفتاء بالإثم والعبث الذي تدار به الدولة المصرية. وتابع: "الرد على ما يحدث لن يكون من الشباب فقط بل سيكون من الأغلبية الساحقة من الشعب المصري لأننا لو صدقنا الله وتحدثنا بالصدق لوجدنا أن الشعب قام ب"مليونيات" عظيمة وغير مسبوقة خلال يومي الاستفتاء, أما عن الأرقام الموجودة لدى سلطة الانقلاب فتؤكد أن الذين ذهبوا للمشاركة لا يتجاوزن ال 10 % من نسبة الذين لهم حق الإدلاء بأصواتهم, وبالتالي يعلم السيسي وسلطة الانقلاب بعيدًا عن الأرقام التي تظهر في الإعلام أن الشعب أسقط الانقلاب". - بحسب تعبيره. وأضاف: نقول للسلطة الحالية موعدنا يوم 25 يناير الذي سيشهد موجة ثورية ثانية, فنظام مبارك كان أرحم من نظام السيسي وهذا النظام ثار عليه الشعب, وعلى السيسي أن يتوقع أن الشعب سوف يثور عليه, ويدرك أن الراقصات والفنانات لن ينفعوه, فالطوفان قادم, بحسب قوله. واستكمل: "كملت فضيحة الانقلاب عندما ظهر ما يسمى بالرئيس المؤقت وهو يضع الحبر الفسفوري بعد التصويت على الدستور في الوقت الذي يعرف فيه أصغر طالب حقوقي أن الهيئات القضائية غير مسموح لها بالتصويت, فما بالنا برئيس المحكمة الدستورية الذي يدوس بحذائه على القانون دون حياء, ولعلي أتسال أى استفتاء هذا الذي لا يحترم إرادة الأمة وقد أزهقت مع دوران عجلاته في الساعات الأولى عندما قتل نحو 12 شخصًا بالرصاص الحي لتكترس بذلك ملامح الفاشية المصرية الجديدة التي يرعاها الانقلابيون بقيادة السيسي". - على حد قوله. وقال عبد الجواد إن الصحف العالمية كلها أجمعت أن ما حدث في الاستفتاء هو ديمقراطية زائفة وبذلك نستطيع القول بأن العسكر نالوا الهزيمة في معركة الداخل والخارج, على حد تعبيره.