ماذا لو ظل الفريق عبد الفتاح السيسي في منصبه وزيرا للدفاع، وجاء الصحافي حمدين صباحي أو الفريق أحمد شفيق رئيسا للجمهورية؟! للإجابة على هذا السؤال، نسأل سؤالا آخر: هل "غلط" الرئيس السابق محمد مرسي، لأنه لم يستأذن الفريق السيسي، قبل ترشحه لرئاسة الجمهورية.. فكان مصيره العزل من السلطة والدفع به في ظلمات السجون والزنازين؟! الأستاذ حمدين صباحي، في حوار تليفزيوني يوم أمس، 18/1/2014، كشف عن أنه "أستأذن" الفريق السيسي، وقال له : بعد إذنك أنا سأترشح للرئاسة، ولكني سأتراجع وسأكون معك حال ترشحت أنت؟! ونعيد السؤال: فماذا نتوقع حال بقي الفريق السيسي وزيرا للدفاع، وجاء صباحي رئيسا للجمهورية ..بشرعية "الاستئذان"؟!
والحال من بعضه مع الفريق الهارب في الإمارات أحمد شفيق.. هو أيضا "استأذن" من "السيسي".. على طريقة حمدين صباحي.. وقال إذا ترشح "السيسي".. فلن أترشح للرئاسة!! ونسأل للمرة الثالثة: ماذا نتوقع حال بقي الفريق السيسي وزيرا للدفاع وجاء الفريق أحمد شفيق رئيسا للجمهورية؟! طبعا.. فإن المشهد حال تحقق على هذا النحو، سيكون "هزليا" إلى أبعد الحدود.. ليس فقط بسبب "هاجس" علاقة مرسي بالسيسي.. ولكن أيضا لنتائج طريقة الترشح التي اعتمدت على أن يستأذن كل مرشح الفريق السيسي، قبل أن يفكر في خوض غمار السباق الرئاسي.. لأن كل التوقعات ستتجه صوب وجهة واحدة، وهي أن الرئيس الجديد، سواء كان صباحي أو شفيق.. لن يستطيع أن يرفع سماعة الهاتف، ليتحدث مع أهل بيته قبل أن يستأذن من وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي.. فإذا كان "المرشح" المحتمل رهن ترشحه بأن يأذن السيسي له بالترشح.. فما يمنعه من أن يستأذنه لاحقا في كل صغيرة وكبيرة.. بعد دخوله قصر الاتحادية؟! ولئن كان البعض يرى أن أهمية الفريق السيسي، أنه أطاح بنظام حكم الجماعة، فإن الحقيقة الأكبر، أنه كشف أيضا مؤهلات مرشحي الرئاسة عام 2012.. وعدم استحقاقهم لمنصب رئيس الجمهورية مطلقا.. والتي اختفت خلف الصخب الإعلامي المؤيد والمعارض للمرشحين في ذلك الوقت. فمن يستأذن وزير الدفاع لكي يترشح للرئاسة، لا يمكن أن يكون أمينا على المنصب، لأن تبعيته لن تكون للشعب الذي انتخبه.. وإنما لوزير الدفاع الذي أذن له بالترشح من الأصل. الفريق عبد الفتاح السيسي، لم يعمل في السياسة، ولكنه ضابط "ذكي" و"مثقف"، استطاع بأقل تكلفة أن يظل نجم اللحظة وبطل المشهد.. اكتشف أن الكل يتزلف حتى بمن فيهم "رامبوات" الرئاسة عام 2012.. فظهر الجميع إلا القليل، في صورة المرشح "الكومبارس".. وهي الصورة التي لا يمكن أن يحترمها السيسي ولا تشرفه بان يكون "ندا" له في الانتخابات حال ترشح ناهيك عن أنه لا يقبل أن يؤدي التحية لرئيس "كومبارس". ما يفعله شفيق وصباحي.. قرأه جيدا الفريق عبد الفتاح السيسي، ومن المؤكد أنه سيجعله ينهي تردده.. ويعلن ترشحه رسميا.. لأن الملعب "فاضي".. ولا يزال الفراغ الذي خلفه عزل مرسي كبيرا ولا يستطيع أحد من "الكومبارس" التمدد فيه.. وعلى السيسي أن يتحمل مسؤوليته.. ويكمل ما صنعه يوم 3يوليو.. فهو وحده الذي سيسأل عنه. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.