إذا كان كثير من الزملاء الصحفيين يتندرون على صفحات الرأي في الصحف التي ينفق عليها بالمال الطائفي، لاستكتابها "كتابا هواة" وغير محترفين.. أو على الأقل لا يجيدون فنون كتابة المقال أو العمود الصحفي.. فإن المسألة تجاوزت حدود "المهنية" و"المحتوي" إلى استخدام لغة "بذيئة" ، وممارسة قلة الأدب، في الرد على المخالفين لهم في الرأي أو من جاء بكلام ليس على مزاج حامل الشيكات الطائفي. د. حسن نافعة، نقل عن "المصريون" تقارير أمنية لا تستبعد أن يكون متطرفون أقباط بالمهجر، قد تورطوا مع "الموساد" في تفجيرات الإسكندرية.. واتبع نافعة سبيل المنهج العلمي في تتبع كل الخيوط، ووضع كل الاحتمالات في الاعتبار.. غير أن هذه الفرضية (تورط أقباط المهجر)، يبدو أنها مرت على إدارة تحرير صحيفة خاصة شهيرة بدون الرجوع إلى راسم السياسات التحريرية الحقيقي، ويبدو أنها سمعت "ما تكرهه" منه.. وشعرت وكأنها ارتكبت "كبيرة مهنية" لا توبة لها إلا بتقطيع ملابس الرجل وبهدلته وبتسليط صبيانها عليه ، رغم أنه أحد كتابها! .. فعادت في اليوم التالي لتنشر موضوعا سفه كلام استاذ العلوم السياسية البارز، ووصفته ب"النكتة" و"الكذب" ووصفته أيضا بأنه كلام "أطفال الانترنت" وب"التافه" وب"السخيف".. وجرؤ كاتب بها يعرف عن جبال اليمن أكثر مما يعرفه عن القاهرة ومصر والمصريين على أن يصف كلام رجل بحجم حسن نافعة بأنه كلام "سائقي التوك توك" وتهكم على الدكتوراة التي يحملها الأستاذ الذي تخرج على يديه أجيال من قيادات ورموز العمل السياسي والأكاديمي.. وأثنى على د. البرادعي لطرده حسن نافعة من حركته!. كل هذه البذاءات سمعها الرجل لمجرد انه فكر بعقله وليس ب"كرشه" ولا ب"جيبه" ولا بحساباته البنكية التي تنتظر "رضا" متطرفي الكنيسة عليه. حسن نافعة .. أكاديمي مصري على الأقل لم يأكل من "عرق فخذية" ولم يُطعم أولاده من أموال الغوازي وصناعة أفلام الجنس والفن الهابط وإفساد ذوق المصريين.. حسن نافعة.. فكر فقط في مصر.. وليس في "نقوط" المتطرفين الأقباط على كُتّاب "هز الوسط".. وعلى كل من يبادر في تقديم بلاغ للرأي العام ضد "المسلمين" واتهامهم بأنهم هم من ارتكبوا مذبحة الإسكندرية. مثل حسن نافعة لا يمكن أن يعيش إلا في بيئة وطنية نظيفة وشريفة، غير ملوثة بطبقة تقتاد على "اللحم الرخيص" وتسريح صاحباته على شاشات السينما. كتبت منذ أسابيع عن نافعة، وقلت إن مشكلته إنه من السياسيين الجدد، القادمين من خارج الأطر السياسية والحزبية التقليدية، التي تمرست على الانقلابات والمؤامرات الداخلية، وادمنت "البزنس السياسي" والارتزاق بالقيام بدور المعارضة، والعمل بالوكالة عن أجهزة الدولة في تصيد المعارضين النبلاء.. ولعل هذه الأصول السياسية لنافعة، هي التي جعلته ضيفا ثقيلا على تجار السياسة وعبئا على مصالحهم مع السلطة، ولذا كنت اتوقع أنه لن يستمر طويلا في التعايش مع حاملي جينات الفساد والقابلية للارتزاق والأكل على كل الموائد. حسن نافعة.. هذه القامة السياسية الكبيرة، يسدد الآن فاتورة "عفويته" وحسن نيته وحسن ظنه فيمن احترفوا المتاجرة في كل شئ.. من أجساد النساء إلى لحم الوطن. [email protected]