فتحت 11 ألف لجنة انتخابية، صباح اليوم، ولمدة يومين، أبوابها أمام 53 مليون مصري للمشاركة فى الاستفتاء على مشروع التعديلات الدستورية، الذى يترقبه المصريون لتحديد مصير 30 يونيه، وتعول عليه السلطة الحالية كثيرًا في إنجاز أهم خطوات المرحلة الانتقالية وإتمام "خارطة الطريق"، أو العودة للمربع الأول. ويواكب ذلك تعزيزات أمنية مكثفة، بعد أن دفعت قوات الجيش لأول مرة بفرق عسكرية ذات "بدلات حمراء" لتأمين الاستفتاء مشاركة أكثر من 250 ألف ضابط وجندي لتأمين المقرات، في ظل توقعات بخروج مظاهرات حاشدة من قبل أنصار "التحالف الوطني لدعم الشرعية" الذي قرر مقاطعة الاستفتاء. في الوقت الذي شهدت فيه الساعات الأخيرة حملات دعائية ضخمة ما بين "نعم للاستقرار"، و"لا لرفض الانقلاب". ولعبت وسائل الإعلام دورًا فاعلاً في عملية حشد المواطنين للتصويت والمشاركة ب "نعم للدستور"، فيما خرجت دعوات عدة من تحالف دعم الشرعية وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى وعدد من قوى المعارضة على رأسها حركة "شباب 6 إبريل" لمقاطعة الاستفتاء. وأعلنت القوات المسلحة مشاركتها في تأمين الاستفتاء بأكثر من 250 ألف ضابط وجندي، مشيرة إلى أنها طورت من خطط التأمين على مقار لجان الاستفتاء، حيث من المقرر الاستعانة بقوات الصاعقة والمظلات في أماكن اللجان التي تشهد أحداثًا ساخنة، وأن قائد كل منطقة وجيش سيتأكد من توفر الشروط العامة للتأمين، وسيعقد عدة اجتماعات مع وحداته بالتنسيق مع جميع الأطراف، للتأكد من جميع الإجراءات. وأضافت أنه "ستكون هناك طائرات مخصصة للإخلاء والتأمين الطبي، والأمور ستؤخذ بكل جدية للتصدي لأي معوقات"، لافتة إلى أنه "سيتم تقليص عدد المدارس بكل منطقة من مناطق محافظات الجمهورية التي سيجرى فيها الاستفتاء، مع زيادة عدد اللجان داخل المدرسة الواحدة بهدف تشديد الإجراءات الأمنية وتوفير الأمن". وأكد البيان، أن الجيش الثالث الميداني سيقوم بتأمين اللجان في نطاق المحافظتين التابعتين له وهما جنوبسيناء، والسويس، ويؤمن الجيش الثاني الميداني محافظات شمال سيناء، والشرقية، والدقهلية، وبورسعيد، والإسماعيلية، بينما تؤمن محافظتي الإسكندرية، والبحيرة المنطقة الشمالية، فيما تقوم المنطقة الغربية بتأمين المحافظات التابعة لها، والمنطقة المركزية بتأمين المحافظات السبع التابعة لها، وهى محافظات القاهرة، والجيزة، والقليوبية، والمنوفية، والفيوم، والمنيا، وبني سويف، والمنطقة الغربية العسكرية التي تتولى تأمين الاستفتاء في محافظتي مطروح، والوادي الجديد. بموازاة ذلك، قررت عدد من الأحزاب والحركات السياسية، ومن بينها حزب "الحركة الوطنية" و"التيار الشعبي" و"الوفد" و"الكرامة", و"المصريين الأحرار", و"كمل جميلك", و"توحد"، الداعمة للفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع تشكيل لجان شعبية شبابية سيكون دورها الأساسى عمل كردونات أمنية على اللجان خلال يومي الاستفتاء، لضمان خروجه بصورة تحظى بالإشادة الدولية. وأكد عبدالنبى عبد الستار، المتحدث الرسمى لحملة "كمل جميلك"، أنهم قرروا أن يكونوا ظهيرًا شعبيًا للجيش والشرطة فى مواجهة الإرهاب. فيما طالب ياسر قورة، عضو الهيئة العليا لحزب "الحركة الوطنية"، الجيش والشرطة بأن يسمحا للشباب بدعمهما خلال يومي الاستفتاء، من خلال تشكيل حوائط بشرية؛ لتأمين عملية الاستفتاء في كل منطقة، والتصدي لُخطط إفساد ذلك العرس الديمقراطي، ومُحاولة الإيحاء بعدم وجود التفاف شعبي حول الدستور.