أرجعت مصادر مطلعة قيام صحيفة " روز اليوسف " اليومية بتخصيص صفحة أسبوعية عن الأقباط كل أحد تحت عنوان " قساوسة ورهبان " إلى رغبة الصحيفة ، التي تعد الناطق شبه الرسمي بلسان لجنة السياسات بالحزب الوطني ، في تجميل وجه النظام وإظهاره بمظهر الذي يحترم الأقليات الدينية لتخفيف الضغوط التي تمارسها الإدارة الأمريكية على النظام فيما يتعلق بملف الإصلاح السياسي والدستوري واحترام حقوق الإنسان . ولفتت المصادر إلى أن تخصيص صفحة للأقباط أمر غير معتاد في الصحافة المصرية ، كما أن صحيفة روز اليوسف بشكل خاص تخلو من أي مظهر إسلامي بل تهاجم بعنف كافة التيارات الإسلامية من جماعات إسلامية وجماعة الإخوان المسلمين وكذلك مظاهر التدين الإسلامي في الشارع المصري وهو ما يعد تكريسا للطائفية . وأكدت المصادر أنه من المحتمل أن يكون هناك تمويلا ماديا من الكنيسة للصحيفة حتى تنشر هذه الصفحة التي تسوق ل"معجزات" رجال دين مسيحيين فضلا عن تغطيتها لأخبار الرهبان والقساوسة والكنائس ، بطريقة اعتبرها البعض شكلا من اشكال التبشير ما يهدد الأمن والسلام الاجتماعي لنسيجي الوطن بقطبيه المسلم والقبطي. لكن المستشار نجيب جبرائيل الناشط القبطي استبعد أن يكون هناك تمويل تدفعه الكنيسة لهذا الهدف ، مؤكدا أن الكنيسة تنأى بنفسها عن هذه الأمور وأن ما تفعله روز اليوسف يتسق مع منهجها العلماني في تناول القضايا المختلفة . ودلل جبرائيل على صحة رأيه بأن روزاليوسف سبق وأن هاجمت الكنيسة في عدد من الموضوعات الصحفية وهو ما ينفى صفة الانحياز لأي دين من الأديان السماوية. من جانبه ، قلل جمال اسعد عبد الملاك النشط القبطي من أهمية استخدام هذه الصفحة لأهداف تبشيرية ، مؤكدا أن روز اليوسف هدفت من وراء هذا الأمر إلي سحب البساط من تحت أقدام أقباط المهجر الذين يزعمون اضطهاد المسيحيين في مصر كما أن هناك أهدافا مهنية بحتة تتمثل في جذب مزيدا من القراء المسيحيين وزيادة توزيع الجريدة. وانتقد عبد الملاك بشدة أسلوب معالجة الصفحة لمشاكل الأقباط من منظور طائفي ، مشيرا إلى أن هذا لا يخدم مصلحة الأقباط شكلا ومضمونا ، وطالب بالتركز على علاج مشاكل الأقباط من منظور وطني قائم على المواطنة وليس الديانة. من جانبه ، نفي هاني لبيب الباحث في الشئون القبطية أن تكون الكنيسة هي التي تمول هذا الأمر ، مشيرا إلى أن من يقرأ هذه الصفحة يلاحظ أنها تركز على قضايا القساوسة الشخصية ولا تناقش أي موضوعات دينية ، مشيرا كذلك أيضا إلى أنها ركزت الضوء على العديد من القساوسة المعارضين للبابا شنودة مثل الأنبا متي المسكين المعروف بخلافاته الشديدة مع الكنسية الأرثوذكسية مما ينفي وجود أي دور للكنيسة في وجود هذه الصفحة المتخصصة.