شيع أعضاء حزب "الأمة" صباح الأحد جثمان محمود الصباحي، نجل أحمد الصباحي مؤسس الحزب وأحد المتنازعين على رئاسة الحزب بحضور عدد كبير من أعضائه وجميع المتنازعين علي رئاسة الحزب. وجرى تشييع الجثمان من مسجد السيدة نفيسة بمصر القديمة، وقد تم دفنه بمقابر "الوفاء والأمل" بالمقطم، وسط دعوات من بعض الوسطاء بضرورة حل النزاع على رئاسة الحزب لإعادته للعمل على الساحة السياسية وإعادة إصدار الجريدة ووصف خالد العطفي المتنازع علي رئاسة الحزب محمود الصباحي بأنه "مات مجاهدا وشهيدا لأنه مات وهو يجاهد في سبيل الوطن"، على حد قوله. وطالب العطفي جميع أعضاء حزب الأمة بضرورة الالتفاف والتوحد حول رجل واحد ومبايعته رئيسا لحزب "الأمة" من أجل عودة الروح للحزب والجريدة التي يعمل بها أكثر من 50 صحفيًا معظمهم أعضاء بنقابة الصحفيين. وبعد انتهاء مراسم الجنازة اجتمع عدد من الصحفيين داخل حوش القبر الملاصق لمقبرة الدكتور عمر عبد الأخر محافظ القاهرة الأسبق. واتفق الحاضرون علي مبايعة العطفي رئيسا للحزب، فيما يشبه ببيعة القبور التي قام بها "الإخوان المسلمون" عند وفاة حامد أبو النصر المرشد العام الأسبق للجماعة حين تمت مبايعة الدكتور مصطفي مشهور خلفا له على القبور خوفا من الاصطدام بالأمن، فأطلق عليها "بيعة القبور". من جهته عرض الدكتور سامي حجازي المتنازع على رئاسة الحزب المتنازعين بدفع مبلغ مائة ألف جنيه بشرط التنازل عن الدعاوى المقامة منهم، كما وعدهم بالتعيين في مناصب قيادية بالجريدة وليس الحزب، الأمر الذي قوبل برفضهم. يذكر أنه عقب وفاة محمود الصباحي مساء السبت قام فريق من "الحرس القديم" باقتحام مقر الحزب والاستيلاء علي جميع ملفات الحزب بما فيها ملفات الجمعية العمومية وشئون العضوية والدفاتر والتسويات المالية التي تتضمن عملية تسوية المصروفات الخاصة بحملة أحمد الصباحي للترشح لرئاسة الجمهورية السابقة والتي بلغت قيمتها 500 ألف جنيه مقدمة من لجنة شئون الأحزاب. وعقب إعلان الوفاة بدأت التربيطات والتحالفات بين المتنازعين علي رئاسة الحزب من أجل التحالف ضد الدكتور سامي حجازي القائم بأعمال رئيس الحزب وأحد المتنازعين على رئاسته. شملت التربيطات كلا من خالد العطفي المتنازع على رئاسة الحزب وأيمن سلامة رئيس التحرير السابق ومحمد سرور مدير التحرير وأمين التنظيم والعضوية بالحزب وأحمد حسين أمين الصندوق السابق الذي أطاح به أحمد الصباحي وعين مكانة زوجته الجديدة نجاة النحلاوي لكن سرور انشق سريعا بإعلام ترشيح نفسه لرئاسة الحزب وأنه سيتقدم طلبا للجنة شئون الأحزاب لعقد جمعية عمومية طارئة لترشيح نفسه علي مقعد رئيس الحزب وتسوية جميع الخلافات داخل الحزب تمهيدا لخوض الانتخابات الرئاسية.