كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى أن القاهرة وجهت وسائل إلى قادة العديد من الدول الأوروبية أعربت فيها عن قلقها من قرار الاتحاد الأوروبي تعليق المساعدات التي يقدمها للفلسطينيين ، وهو ما يمكن أن تكون له عواقب وخيمة على الأوضاع الإنسانية في الأراضي المحتلة. وأوضحت المصادر أن القاهرة أعربت عن استعدادها لتقديم ضمانات إلى الاتحاد الأوروبي ، الذي يعد الداعم الأول للسلطة الفلسطينية ، بعدم وصول هذه الأموال إلى حركة حماس ، مشيرة إلى ضرورة توجيه هذه الأموال إلى السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس "أبو مازن" مباشرة . ونبهت المصادر إلى أن الرسائل المصرية أكدت للأوروبيين بأن قرار تعليق المساعدات للشعب الفلسطيني قد أفشل جهود القاهرة لإقناع حركة حماس بالاعتراف بإسرائيل والقبول بمرجعيات عملية السلام ، كما أن هذه الضغوط تعزز من قوة الجناح المتشدد داخل حماس بعد إحساسها بالعزلة. ولفتت المصادر إلى أن القاهرة أعادت تأكيد موقفها المطالب بإعطاء حماس فرصة للعمل بدلا من الضغط عليها ، خصوصا في ظل عدم استعداد الطرف الإسرائيلي لدفع أي ثمن للسلام ، مشددة على ضرورة قيام إسرائيل بتقديم تنازلات أو القبول بدخول مفاوضات جادة مع السلطة الفلسطينية. وحذرت القاهرة من أن الحصار والعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني سيزيد من التفافه حول حركة حماس وهو ما سيزيد الأوضاع صعوبة ، مطالبة دول الاتحاد الأوروبي بالدخول حوار مباشر مع حركة حماس إقناعها بأنها تستطيع الحصول على مكاسب حال اعترافها بإسرائيل بدلا من الاعتماد على سلاح العقوبات والعزلة. من جهته ، أكد السفير رخا أحمد حسن الدبلوماسي والمحلل السياسي أن الضغوط ستتزايد على حماس بشكل أكثر ضراوة في المرحلة القادمة وستمتد إلى مطالبة الدول العربية بقطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني مما سيؤدي إلى سيادة الاضطرابات السياسية والاقتصادية وهو ما يزيد من فرص فشل حكومة حماس. واستبعد رخا إمكانية اعتراف حماس بإسرائيل لأن هذا الأمر سيكلف الحركة عاليا خصوصا أن هذا الاعتراف سيكون بلا مقابل ، مشيرا إلى سلاح العقوبات لن يفلح في تغيير موقف حماس. وزاد السفير رخا على ذلك بالتأكيد على أن هناك إمكانية في حالة وجود جهاد عربي حقيقي في تقليل الضغوط على حماس وهو الأمر المفتقد حاليا.