كشفت وثيقة سربها موقع ويكيليكس، أن جمال مبارك أكد خلال اجتماعه بمساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط ليز تشينى، فى أواخر عام 2005، أن حملة والده للرئاسة نجحت نجاحا لافتا، وأن الإدارة الأمريكية طالبت جمال بأن يمارس نفوذه من أجل السماح بالإشراف الدولى والمحلى على الانتخابات. وأشارت الوثيقة إلى أن جمال مبارك افتتح النقاش بالسؤال عن أحوال الولاياتالمتحدة بعد إعصار كاترينا الذى ضرب البلاد خلال 2005، وأن تشينى أمدته بآخر التفاصيل، وقدمت الشكر له على المعونات التى قدمتها الحكومة المصرية للمنكوبين فى كاترينا، مشيرة إلى أن السلطات الأمريكية تمكنت من إيصال المياه النظيفة والبطاطين إلى المنكوبين. وتضيف الوثيقة أن الحزب الوطنى عمل على انتخابات الرئاسة منذ شهر يونيو 2005، أى منذ قال الرئيس مبارك إنه يريد «فريقا ملائما» لإدارة حملته الانتخابية، وضم هذا الفريق أحمد عز ومحمد كمال، القياديين فى الحزب الوطنى، وركزت المجموعة على إيصال رسالة الرئيس للناس بشكل سهل، كما جرى وضع برنامج بسطه الحزب الوطنى للناس وأوصله إليهم خلال فترة الدعاية بين 17 أغسطس و3 سبتمبر فى العام نفسه. وقال جمال إن الحملة كانت مهمة للغاية لدفع شباب الحزب الوطنى للمشاركة، وأن الرئيس كان سعيدا بقوة حملته والمنافسة الانتخابية، وأن الحملة نجحت فى ربط شخص الرئيس بلحظات تاريخية فى تاريخ مصر. وحثت تشينى جمال على القبول بمراقبين أجانب فى الانتخابات المقبلة، وسألته عن الأشياء التى يرى أنه يتوجب إصلاحها فى الانتخابات المقبلة، فقال إن مسائل مثل القوائم التى توجد بها أخطاء وغير محدثة ليست بالأمر الكبير، مشيرا إلى أن تحديثها سيجرى من خلال خطة طويلة المدى. وأرجع مبارك قلة الإقبال على المشاركة فى الانتخابات الرئاسية إلى القانون الذى جعل إشراف القضاء على الانتخابات حتمياً ودخول الأشخاص إلى الصناديق شخصا وراء آخر، مضيفا أن العديد من الأشخاص ذهبوا للتصويت لكنهم عادوا بعد أن رفضوا الوقوف فى طوابير طويلة. ووصف جمال مبارك الرقابة المحلية على الانتخابات ب«الفوضى الكبيرة»، مشيرا إلى أن الحزب الوطنى حاول القيام بدور إيجابى لاحتواء هذه الفوضى، فطالبته تشينى بأن يستخدم نفوذه من أجل السماح بالرقابة الدولية والمحلية على الانتخابات. وردا على طلب تشينى بأن تستبدل الحكومة المصرية الصناديق الخشبية بأخرى زجاجية قال جمال إن هذا الطلب ما هو إلا تجميل للشكل فقط، ونفى الادعاءات حول إمكانية إزالة الحبر الفسفورى، وتصويت البعض أكثر من مرة، رغم عدم تسجيلهم فى القوائم الانتخابية. ولدى سؤاله عما إذا كان على الرئيس أن يعين نائبا له، سكت جمال مبارك للحظات ثم أجاب بأن البعض يدعون لذلك وآخرين يرون أن التعديلات الدستورية تجعل تلك الخطوة غير ضرورية، مضيفا أنه يستمع لكلتا وجهتى النظر.
