اتهامها بالمشاركة فى تفجير المنصورة وسًّع من صلاحيات الحكومة لاستهدافها وسيزيد من هجمات القصاص المستهدفة لها "الحساب الرسمى للجماعة على تويتر": القرار لا قيمة له لكونه صادرًا عن حكومة غير شرعية تفتقد الدليل على ادعائها أحد قيادات الجماعة: القرار لا يساوى إلا الورقة التى كُتب عليها ولن يُغير من الأمر الواقع شيئًا
"ضربة صاعقة للمنظمة الإسلامية التى ظلت تعمل فى الخفاء لعقود، وتقبع فى المعتقلات إلى أن وصلت إلى سدة الحكم عقب الإطاحة بمبارك"، هكذا وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قرار الحكومة الأربعاء بإعلان تنظيم "الإخوان المسلمين" جماعة إرهابية رسميًا. ورأت أن هذا القرار سيزيد من الانقسام بين مؤيدى مرسى وداعمى الحكومة من الليبراليين قبل موعد إجراء الاستفتاء على الدستور الجديد المقرر عقده الشهر المقبل. واعتبرتْ أن إعلان الأربعاء الذى وجه للجماعة اتهامات بالضلوع فى الانفجار الدموى لسيارة مفخخة استهدفت مديرية أمن المنصورة فجر الثلاثاء، وأسفر عن مقتل 11 شخصًا من قوات الأمن، وإصابة ما يقرب من 100 شخص، قد وسع من سلطات الحكومة للتحرك ضد الجماعة. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن خبراء قانونيين قولهم إن الإعلان سيسفر عن إغلاق المئات من الجمعيات الخيرية، والمنظمات غير الحكومية التابعة لأكبر جماعة معارضة فى مصر، وأشارت إلى قيام الإخوان بتقديم خدمات الرعاية الصحية، وغيرها للمناطق الريفية والحضرية على حدٍ سواء والمفتقرة إلى البنية التحتية. ولفتتْ "واشنطن بوست" إلى أنَّه بموجب القانون المصرى سيخصع كل من يساهم فى أنشطة الجماعة أو دعمها أو حتى تمويلها للمحاكمة، وفقًا لما ذكره محللون. كما سيُعاقب بالسجن خمس سنوات كل من ينتمى لأحد الجماعات الإرهابية، والإعدام عقوبة إمداد الجماعة الإرهابية بالذخيرة والسلاح. وقالتْ الصحيفة إنَّه تعذر عليها الوصول إلى أحد قيادات الجماعة للتعليق عما يجرى، إلاَّ أنَّها ذكرت أنَّ الحساب الرسمى للجماعة على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" وصف وصم الجماعة ب"الإرهابية" بشكل رسمى بأنَّه "قرار لا قيمة له من حكومة تفتقد الشرعية ولا تمتلك أى دليل عليه، ولن يغير من الأمر الواقع شيئًا". ونقلتْ عن إبراهيم السيد، عضو حزب "الحرية والعدالة"، الجناح السياسى لجماعة "الإخوان المسلمين"، قوله: "لا تزال التظاهرات تملأ الشوارع؛ على الرغم من القانون المجرم لذلك، إنَّ كل ذلك لن يغير من إرادة الشعب.. إنَّ القرار لا قيمة له بالنسبة لنا، ولا يساوى إلاَّ قيمة الورقة التى كتب عليها"، وفقاً لما ذكرته وكالة "الأسوشيتدبرس" الأمريكية. وقالتْ "واشنطن بوست" إنَّ الحكومة سُرعان ما حمَّلت الجماعة التى تخلت عن العنف لعقود -على حد قول الصحيفة- مسئولية تفجير الثلاثاء الذى استهدف مديرية أمن المنصورة، ورأتْ أنَّ الادعاءات قد فاقمت من التوترات وأسفرت عن الضلوع فى هجمات الاقتصاص ضد مؤيدى الإخوان. وأشارتْ إلى تصريح حسام عيسى، نائب رئيس الوزراء ردًا على الانفجار بأنَّ الحكومة قررت إعلان تنظيم "الإخوان المسلمين" جماعة "إرهابية" رسميًا. وأوضحت أنَّ عيسى لم يقدم أية أدلة على تورط الجماعة فى التفجير أو غيره من الهجمات التى استهدفت قوات الأمن مؤخرًا فى مصر. وقال عيسى: "لقد روعت الجريمة التى ارتكبتها الجماعة مصر من شمالها إلى جنوبها.. لقد كان ذلك فى سياق تصعيد أعمال العنف الخطيرة المستهدفة لمصر والمصريين، وإعلان واضح من قبل جماعة "الإخوان المسلمين" بأنَّها لا تعترف إلاَّ بالعنف.. إنَّه ليس من الصعب على مصر الدولة أو مصر الشعب إدراج جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية". وفقًا لما نقلته "الأسوشيتدبرس". وأشارتْ "واشنطن بوست" إلى إعلان جماعة "أنصار بيت المقدس" الأربعاء مسئوليتها عن الانفجار الذى سفر عن مقتل 11 ضابط شرطة، فى واحدة من أعنف الهجمات الدموية التى شهدتها مصر فى السنوات الأخيرة –على حد وصف الصحيفة. وقال محللون إنَّ جماعة "أنصار بيت المقدس"، التى ظهرت فى شبه جزيرة سيناء التى تعانى من الاضطرابات الأمنية، ربما تكون المسئولة عن أغلب العمليات الأكثر تعقيدًا وتطورًا التى استهدفت قوات الأمن فى مصر منذ الإطاحة بمرسي، ولفتت إلى زعم "أنصار بيت المقدس" أنَّهم المسئولون عن العديد من هجمات السيارات المفخخة الكبيرة فى مصر خلال الأشهر الأخيرة، بما فيها محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم فى القاهرة، سبتمبر الماضي. وكانت جماعة "أنصار بيت المقدس" قد حذرت فى بيان أخير لها الشرطة المصرية والجنود وطالبتهم بالتخلى عن مناصبهم والاستقالة من العمل الحكومى من أجل الحفاظ على أرواحهم ودينهم. وأشارتْ إلى أنَّ الولاياتالمتحدة كانت قد عبرت عن قلقها بعد إعلان الأربعاء تجاه تداعيات المناخ الحالى على عملية الانتقال الديمقراطى فى مصر، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين بنسكي: "نعتقد بأنَّه من الضرورى أنْ يكون لدى مصر عمليات سياسية شاملة؛ إنَّها أفضل السُبل لاستعادة الاستقرار الذى يريده الشعب المصرى والضرورى لإنعاش الاقتصاد المتهاوى". ولفتتْ إلى أنَّه بعد ساعات من اندلاع انفجار المنصورة جابت الحشود المناهضة للإسلاميين الشوارع وحرقت ونهبت جميع الممتلكات الخاصة بجماعة "الإخوان المسلمين"، وردد السكان شعارات مناهضة للإسلاميين فى الشوارع بينما شغل آخرون أغانى مؤيدة للجيش. وأرجعت الصحيفة زيادة عزلة الإخوان وتراجع شعبيتهم بشكل كبير، إلى تعثر رئاسة مرسى فى ظل الاقتصاد المتداعى بالفعل، وجهوده المثيرة للجدل –على حد وصف الصحيفة– لتمرير دستور 2012 الذى هيمن على صياغته الإخوان.